رسالةُ سلام.. إصرارٌ على المطالب، وتشبث بالوحدة الوطنية
في التاسع والعشرين من أبريل من السنة الماضية كتب مندوب "مراسلون" تقريرا عن مسيرة ميثاق لحراطين، وَسَمَهُ بعنوان: "بيرام الغائب الحاضر.. والسلمية هي الصوت الأعلى"..
أغلب الانطباعات التي خرج بها مندوبنا من مسيرة العام المنصرم تكررت اليوم، ومنها سِلمية الخطاب، ومد يد المصالحة إلى شركاء الوطن، والطمأنينة التي بثها أصحاب المسيرة في الجِوار، حيث بقيت أبوابُ المحلات مشرعة، ووقف أصحابها يتفرجون أو يلتقطون صورا للمسيرة بهواتفهم.
ومع أن الهتافات كانت متشبثةً بالوحدة الوطنية، داعيةً إلى وطن يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات، لكنها كانت تعلن بإصرار أنه لا مساومة في حقوق لحراطين..
الصعود إلى المنصة لم يكن حكرا على زعماء الميثاق كما حصل في العام الماضي، وإن كان لقي معارضة من بعض شباب لحراطين، جعلت بعضهم ينسحب غاضبا، بينما هتف بعضهم: لا مكان لهؤلاء على المنصة.. ليبقوا مستمعين كغيرهم..
وكما لم يحتكر أصحاب المسيرة الصعود إلى المنصة؛ فإنهم لم يحتكروا الكلام أثناء السير على الأقل، فقد شوهد شاب من شريحة البيظان يتناول الميكروفون أكثر من مرة، ويقوم بدوره في الإنعاش..
الهتاف باسم الزعيم بيرام كان حاضرا وإن لم يكن بنفس كثافةِ وحماسِ العام الماضي..
لكنه ارتفع حين وازت المسيرة القصر الرئاسي، حيث اشتعلت بالهتاف - فيما بدا أنه خطوة مدروسة - مطالبة بإطلاق سراح الزعيم بيرام، وهتف أحد المنعشين: أطلقوا سراح بيرام ضحية العبودية العقارية.. أطلقوا سراح بيرام ضحية المطالبة بالحقوق.. أطلقوا سراح بيرام ورفيقه ابراهيم ولد بلال..
ببكر ولد مسعود الذي خَلَفَ المرحوم محمد سعيد ولد همدي على رئاسة ميثاق لحراطين كان المتحدث الوحيد على المنصة، حيث شكر الجماهير على استجابتها لنداء المسيرة التي تخلد الذكرى الثالثة لميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين، قبل أن يدعو الحاضرين لقراءة الفاتحة ترحما على روح المرحوم محمد سعيد ولد همدي.
وعاد ولد مسعود ليقول إن النداء موجه في المقام الأول لجماهير لحراطين، ثم لكل أطياف الشعب الموريتاني، وفحوى هذا النداء أنه لن يحصل تقدم في ظل تغييب وتهميش شريحة تناهز نصف المجتمع.
وثمن ولد مسعود تجريم الاسترقاق في الدستور، مشددا على أنه ثمرة جهود منظمات مكافحة الاسترقاق منذ عقود، ومعها كل الموريتانيين المتعلقين بالعدالة.
وخاطب ولد مسعود الحكومة قائلا: إعداد النصوص لا يكفي، بل إن ترجمتها إلى الواقع هي التقدم الحقيقي.
وقال ولد مسعود إن مسيرتنا أصبحت تقليدا وطنيا منذ الـ 29 أبريل 2013، مضيفا: بالعدل وحده سنبني موريتانيا موحدة، متصالحة مع ذاتها.
وحذر ولد مسعود من أن المعاناة التي دامت لقرون لن تزول بسهولة، ونيل الحقوق لن يحصل ببساطة، لكن التصميم والمثابرة والجد ستصل بنا إلى ذلك.
وختم ولد مسعود كلمته قائلا إن الميثاق، وإن كان مختصا بشريحة لحراطين، إلا أنه ضد كل تهميش ويقف مع كل مهمش، قبل أن يشكر كل الأحزاب والمنظمات والأفراد الذين شاركوا في المسيرة.
وقد تولى محمد فال ولد هنضية ترجمة الخطاب الذي قرأه الرئيس ببكر ولد مسعود بالفرنسية، فيما تولى آخرون ترجمته إلى اللغات الوطنية.
ـــــــــــــــــــــــــ
اقرأ أيضا:
تقرير "مراسلون" عن مسيرة لحراطين 2015: