المدير المساعد للوكالة : أشم رائحة الفتنة في شهادة الجزيرة على انقلاباتنا

جمعة, 2016-04-29 15:12

من صفحة الشيخ سيدي محمد معي

لم أفهم حتى الساعة ربما لضعف مداركي العقلية هذا الخلط الكبير الذي وقعت فيه الجزيرة بين الإنقلابات الناجزة وبين محاولات الإنقلاب الفاشلة في موريتانيا ,فالجزيرة لم تتحدث عن عشرات المحاولات الإنقلابية التي وقعت في موريتانيا , ركزت على واحدة منهن فقط تكررفشلها ثلاث مرات , كما أنني لم أفهم ولايمكن أن نفهم بطريقة موضوعية ,لماذا اختارت الجزيرة صالحا دون غيره ممن هو أكثر تقدما في العمر وأغنى تجربة وأكثر اطلاعا على تفاصيل عصر الإنقلابات في موريتانيا .والذي بدأ ربما بأول فكرة انقلاب تسللت إلى مخيلة الوزير الأسبق محمد ولد الشيخ ولد أحمد محمود ضد ابن عمه المؤسس الأول للدولة الموريتانية الحديثة ,المرحوم الرئيس المختار ولد داداه. سنة 1965..كما أنني لم أفهم جوهرهذه الملاعنة أوالملاسنة التي يدور رحاها بين الرائدين الصنوين محمد ولد شيخنا وصالح ولد حننا خاصة في هذه الظرفية , أحدهما شهد على عصر قبله وقدم شهادته على عصركان من ضمن العناصر المؤثرة في محاولات إنقلابية فيه .والثاني فند هذه الشهادة وأعتبر صاحبها لم يعد مرجوا ,بل وذهب أبعد من ذلك إلى إعتبار صاحبها مجرد سابح في الأوهام .. ..... ويزداد الطين بلة عندما نتابع ردود الأفعال الصادرة عن الرفقاء الآخرين.وما هذا الإصطفاف والشحن القبلي والتخندق في خندق واحد رغم تباين المواقف السياسية الراهنة بين منتسبيه ....فماذا وراء هذا الحدث الإعلامي المشوب برائحة وطعم التجييش والشيطنة ؟؟ وهل يمكن أن نتصور من يتناحر على الفشل ؟ ومتى أصبح المنهزمون يكتبون التاريخ ؟؟ وأين شهادة المنتصر أنذاك في هذه الملحمة ؟؟ لقد كان من الموضوعية أن نسمع رأيا ولو نشازا يخص الرئيس الأسبق معاوية وصحبه وهذا لم يحدث منه إلا ما سمعنا من حمم الدعاء بالثبور على صالح ولد حننا والتي صدرت عن الفقيه والوزير السابق اسلمو ولد سيدي المصطف ولاتضيف جديدا سوى عمق الشرخ بين نظرة الفريقين ,وتعكسها نظرة من يقدم نفسه كصانع للتاريخ ويحكم عليه فقيه ذلك النظام على أنه مجرد قاطع طريق ...فأي غياب للحقيقة في أوج هذا الجدل أكبر من هذا ؟؟؟؟؟

أعود وأضيف أسئلة من بين أخرى أعتقد أنها تختمر في قلوب المنشغلين بالشأن العام هل عجزت الجزيرة عن الظفر بشخصية تتكلم عن تاريخ الإنقلابات مدنيا كان أوعسكريا مؤهلا من حيث العمر ومن حيث المسافة مع الحدث غير الرائد السابق صالح ولدحننا ؟
مرة أخرى لماذا تصر الجزيرة بمنصورها على هذا الإكتشاف الجديد للإنقلابات في موريتانيا خاصة بعد فشل تجارب ربيعها الثوري ؟
لست من أصحاب نظرية المؤامرة لكنني أكرر في هذا المقام المثل العربي الشهير ؛فالأمر ما جدع قصير أنفه.....إنني بكل صراحة أشم رائحة الفتنة في شهادة الجزيرة على عصور انقلاباتنا.....والله من وراء الفصد