احتضنت دار الشباب بمدينة لعيون عاصمة ولاية الحوض الغربي يوما تفكيريا نظمته، مبادرة "أكاديميون في خدمة التنمية المستدامة في الشرق الموريتاني (UDDEM)"، المنبثقة عن أساتذة بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون، تحت عنوان: "دور الفاعلين المحليين في دعم الحوار السياسي الوطني الشامل".
وقد تميز حفل الافتتاح هذا بكلمة ترحيبية تقدم بها الدكتور: سيدي محمد ولد الجيد، أستاذ علم الاجتماع والأمين لكلية الشريعة في جامعة العلوم الإسلامية بالعيون ورئيس المبادرة، بين فيها أن"أكاديميون في خدمة التنمية المستدامة في الشرق الموريتاني (UDDEM)" مبادرة وطنية جامعة انبثقت عن أساتذة بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون في مستهل شهر مارس 2015. وتهدف من بين أمور أخرى، إلى الرفع من مستوى الوعي الثقافي والسياسي، وترشيد العمل السياسي، وتعزيز روح المواطنة ودولة القانون، ونشر وترقية ثقافة الحوار والوسطية الفكرية. وأوضح أهمية وحيوية الحوار، بوصفه آلية ديمقراطية عملية لبلوغ المستوى المطلوب من التفاهم سبيلا للتوصل إلى صياغة قرارات مصيرية تحقق مصلحة المجتمع. وأضاف الدكتور سيد محمد ولد الجيد أن المنعطف الحاسم الذي تعيشه موريتانيا يجعل من الحوار مطلبا حتميا وملحا، وذلك ما يتطلب انخراط الفاعلين المحليين في ديناميكية المساهمة الفاعلة والواعية في الدفع بكل الفر قاء السياسيين إلى المشاركة فيه والعمل على إنجاحه بعيد عن الحسابات الضيقة.
وبعد ذلك تناول الكلام عمدة بلدية لعيون السيد: أعمر ولد محمد سيدي، حيث عدد مزايا الحوار وأكد على ضرورة مشاركة الجميع فيه، سبيلا لصون أمن واستقرار الوطن ومكتسباته.
وبدورها تناولت الكلام السيدة: آمنه منت موسى، الأمينة العامة لشبكة اتحاد التعاونيات النسوية في الحوض الغربي، حيث ثمنت النشاط وأكدت على استعداد هيئتها للمساهمة في كل ما من شأنه أن يدعم الحوار المنشود.
وبعد ذلك استمع المشاركون إلى عرض علمي تحت عنوان: "الهدي النبوي للحوار"، تقدم به الدكتور: أحمد كوري ولد يابه أستاذ علوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة العلوم الاسلامية بالعيون، وعضو لجنة تنسيق المبادرة، بين فيها الأبعاد الشرعية للحوار، حيث شدد على ضرورة اعتماد الهدي النبوي في كل مناحي الحياة، ومنها الحوار. وأكد على مكانة الشورى والحوار والصلح في الإسلام، مع إبراز نماذج تطبيقية من الهدي النبوي في مجال الحوار.
وأضاف الدكتور احمد كوري ولد يابه أن تبني الحوار كآلية للوصول الى حل المسائل الخلافية يعتبر مدخلا أساسيا لحماية المجتمع من الفتن والهزات التي عانت منها مجتمعات أخرى. وختم الدكتور ولد يابه عرضه بالإشادة بالفاعلين السياسيين في بلادنا لاعتمادهم للحوار سبيلا وحيدا للتعاطي مع القضايا الوطنية، كما حثهم على تذليل الصعاب والعقبات التي تعترض طريق الحوار.
وتقدم الدكتور سيدي محمد ولد الجيد بعرض حول الأبعاد الإستراتيجية للحوار السياسي بوصفه مرتكزا أساسيا للديمقراطية .
وأشفعت العروض بنقاش حيوي طال مختلف أبعاد الموضوع، كما تقدم المشاركون بجملة من التوصيات كان أبرزها: تشكيل لجنة متابعة مكونة من رئيس المبادرة، وعمدة بلدية لعيون، ورئيس مكتب رابطة الأئمة بالعيون، ورئيسة شبكة التعاونيات النسوية في الحوض الغربي، والأمين العام لرابطة شباب لعيون الثقافية والرياضية، ورئيس رابطة الحكمة الثقافية.