يا أيها المنقب رويدا .
لا أحاديث اليوم تسمع مع الحديث عن الذهب،الأساطير بدأت تنسج، السيد (...) عاد بأربعة كلغرامات ذهب صافي،وذاك الشاب المنحدر من قلاع كرفور مدريد عاد بالكثير من الذهب من منطقة الدواس في ظرف أسبوع واحد فقط،مالك الدكان الصغير في غياهب توجنين بات ثريا،وشباب المخملية يغرفون ويخبئون .!
هستيريا الذهب وجدت مايدعمها في مجتمع مادي يحلم بالثراء السريع،ويدون حوله كثيرا من الأدبيات وليس هذا الولع بالجديد .
ما سأقوله قد لايغير شيئا عند مستقبل وجهه صوب الشمال وقد نالت من توازنه عشرات القصص وهو الحالم بالزواج والبيت والسيارة وهدر المال والإنتقام من سنوات البؤس في بلد لايعتبر الإنسان فيه انسانا إذا كان فقيرا .؛
ذات الوله المرضي والحلم السخيف كان لدى شعب شقيق نتقاطع معه في كثير من عاداته ونمط عيشه،إنه شعب السودان الذي تدفقت من أودية أرضه عشرات القصص الشبيهة بالقصص القادمة من تازيازت ذات ضحى .
كان ذلك عام 1998،غادر السودان إلى أودية السودان،خلت المدن تقريبا من سكانها،ووصل سعر الجهاز "4500" الشائع هنا الآن خمسة آلاف دولار .!
باع كثير من السودانيين حينها أراضيهم وأملاكهم وأنعامهم من أجله،ومنذ ثمانية عشر عاما من بزوع ذلك الحلم،مازال جل شعب السودان يعيش الفقر والحرمان والويلات وإن كان بعضهم وهم قليل لم يندبو حظا عاثرا .
فيا أيها المنقب رويدا .!
من صفحة الزميل الصحفي محمد بن ناجي على الفيس بوك