الموضوع هو عبارة عن تدوينة كتبها السفير عبد القادر ولد محمد على صفحته ضمن قراءاته الأسبوعية لآخر الإصدارات
من فوائد روايات صديقي "شيخو " التي لا تحصي انها تقودك بخياله الخصب و بقلمه الجميل. الي الغوص في بحر التاريخ ثم النزول الي مخلفاته بأعماق الواقع ...و تلك هي حكاية فنان البلاط ..حافظ أمجاد امة قد خلت .. المكتوب عليه ان يعزف في رحلة التيه علي مائدة الأقوياء ... و ان لا يقبل لنفسه ما يكدر صفو العيش. ( انت يا الكدر شدور؟ ) انها ..باختصار شديد ..قصة فنان من قبيلة قوية اندثرت كان عليه ان يرحل كرها لا. طوعا من عالم الظواعن بعد هزيمة صديقة الامير و في اعقاب مصيبته في محبوبته. ليعيش في وسط مدني مع طلبة العلم بحضرة شيخ. او أمرابط حيث وجد الطمأنينة لبعض الوقت قبل ان يقوده قدره من جديد الي مكانته الطبيعية في المجتمع كسند إعلامي لا غناء عنه لمن يريد التغلب في عالم الأقوياء ...
هنا تكمن الفكرة الأساسية من الرواية التي تصنف فئة الفنانين في المجتمع التقليدي كفرقة من الأرستقراطية ... و هنا يستحضر القاريء لا محالة امثالا. من الواقع المعاش...
..... و قد تذكرت أثناء قراءة الرواية. و الشيي بالشيي يذكر. ... ما ينسب للفنان الاصيل باب ولد النانه حين ساله بعضهم . : هل هو مع الحكومة ( من الموالاة ) ام انه من المعارضة فاجابه بعفويته الظريفة علي الدوام : "اكًيوي كًالك انو معارض اكذب اعليك " . قد لا يري البعض في مثل هذا الموقف السطحي سوي الطمع ...الا ان الطمع الذي ينسب في المجتمع الأهلي لهذه الشريحة التي كانت تمثل جناحه الإعلامي ايام بساطته. حين كان النظام السائد مبنيا علي توزيع للثروة الضئيلة بنزول البركة و بالتراضي صار في ظل التحولات الجذرية و مع طغيان المادية العمياء في زمان الازدهار منتشرا في كل الأوساط .. و من الجلي انه يوجد اليوم من ينافسهم فيه من مختلف الفئات الاخري .. الواقع ان الفنان بابه بن النان عبر عن عقلية من مخلفات المجتمع التقليدي .. تلك العقلية التي وصفها الروايي امبارك ولد بيروك بدقة في حكايته الجميلة. ....و التي مازالت راسخة في الأذهان بالواقع المعاش
.. فرغم التقدم الذي حصل في العقليات خصوصا في سياق المد اليساري بعقد السبعينات . و رغم انتشار فكرة دولة المواطنة و غيرها من الأفكار والقيم الجمهوزية و الديمقراطية ما زال الانطباع السائد يوحي .. بان الفنان الشعبي. او " اكًيوً." " مكتوب عليه ان يكون مع السلطان .. و في خندق السلطة " ... و لعله في هذه يلتقي مع الفقيه التقليدي. او " لمرابط " الذي لا ينازع الامر أهله .... و قد. جاء. في الرواية. المذكورة ما يقال في المثل الشعبي " ان لمرابط ماهو صاحب اكًيو " ..ربما بسب صحبتهما للسلطان ..