بحْـثًـا عَـنِ المـوْرُوثِ الشَّـنْـقِـيـطي ؛ المُـتمثِّـل فِـي : العَـطَـاءِ العِـلْـمِـي الحَضَـارِي الإشْـعَــاعِـي !!!

جمعة, 2016-04-15 00:26
الدكتور محمد ولد داهي - كاتب، وباحث موريتاني

بقلم الدكتور محمد ولد داهي - كاتب، وباحث من موريتانيا

بسْم اللَّـهِ الرَّحْـمَن الرَّحِيمِ

وصلَّـى اللَّـهُ عَـلَـى نبيِّـهِ الكَـرِيمِ

وبعْـدُ :

فَـلاَ أرَى أنَّ من المُـبالغة إذا قُـلنا إنّ المخْطُـوطاتِ العَـربيةِ بجِـهة المغرب الأقْـصى : تُـعتبر الأكْــثَـرَ حضُـورا وغِـنًى - مقَـارنةً مع جِـهاتِ العَـالَـمِ الأخْـرى - وذلك لما تحْـتوي عليْـه - هذه المخطوطات ـ من نفَـائسِ الكُـتب والمؤلفَـاتِ والآثارِ العِـلميةِ ؛ وهُـو : أَمْرٌ غيْـر مُسْـتغـرب إذا ما اسْـتحضرْنا ولَـع الأنْـدلسيِّـين والمغاربة - بشكْـل عَـام - بالكـتُـب والآثَـار العلْـمية.

وتُـعد بِـلاَد المغْـرب - مُـمثّــلَـةً فِـي المكْـتباتِ والخِـزاناتِ - من أبْـرزِ الأمَــاكنِ والمعَـاقـلِ التِـي تُـوجد بها مخْـطُـوطات أعْـلامِ بِـلاَد شنقيط (موريتانيا) - التِـي عُـرفت مكْـتبـاتُها ومحاضِــرُها العَـرِيـقةِ بكثرةِ وتنـوّعِ المخْـطُـوطاتِ - وذلك بحُـكم العلاَقاتِ والرّوابطِ العلميةِ ، والصِّـلاتِ الودّيةِ التِـي كَــانت ولازالَـت تربطُ بين البلَـدين معًا ، وتأكد خزانة القَـرويِّـين بـ(فاس) - التِـي تُـعدّ معلمةً حضَـارِيةً عَــــالميةً - وخِـزانة الصّـبيْـحي ب(سلا) ، والخِـزانة الملكِـيةِ بـ (الرباط) .

وبحُـكْـمِ زيارةٍ قُـمْـتُ بها لهذِه الخِـزانات الثَّـلاث ، فقد لاحظْـتُ وجُـودَ كَـثِــيرٍ من المسمّـياتِ والعنَـاوينِ - فِـي علُـومٍ ومجالاتٍ معْـرِفيةٍ شتَّـی - وإن كَــانت عنَــاوين كتب ومخطُـٰوطاتِ العقِـيدةِ : أخذت نصِـيبَ الأسَـدِ ، لكن الذي أثَــار انْـتباهِـي ؛ هُـو : كَـثْـرة المخْـطوطَـاتِ ، التي بِـالخزانة الملكيةِ ؛ وذلك مقَـارنة مع مافِـي : خِـزانَـتي : الصّـبيْـحِي ، والقَـرويِّـين ، التِـي كَـان يُـفترض أن تكون مخطوطات أعْلام الشَّناقِـطة بها أكْـثر حضورًا ، لأنها ؛ أَيْ : القروِيِّــين : تُـوجد بالعَـاصِـمةِ العلْـميةِ ؛ وهي : المَـدينةُ التِـي كانت معْـبرًا وممرًا ومكَــانًـا رحْـبًـا ، ووجْـهةً مفضلةً لكل عَـــالمٍ وأديــبٍ شنْـقيطي (موريتاني) ، ولعل ذلك مَـاتشْـهدُ له الآثَــارُ والمنَـاقبُ والأخْـبارُ - المسطَّـرةُ فِـي النّـثرِ والشّعْـر - كَــما أنّ قبُــورَ وأضْـرحَـة بعْـض أعْـلام الشّـناقطةِ - مِـن مُـرتَـادي المدِينـة وزُوَّارهَـا - كالعلاَّمَـة الشّـيخ مُحَمَّدُ العَـاقب بن مايابی الجَـكَـنِـي ، وغيْـره : خيْـر دلِـيـل وشَـاهِـد علَـی ذلك.

وقد كُــنْــتُ كَـتبْـتُ بعْـض التّـقْـيِـيدات - حَـاولتُ فيها : إعْـطَـاءَ صُـورةٍ وجـرْدٍ لمَــا أمْـكَـن جرْده وتسْـليطُ الضوْءِ علَـيْـهِ من عنَــاويـنِ المخْـطُـوطَـات الموْجُـودةِ بِـالخِـزانة الملَـكِـية ؛ مُـقَـارِنًا إيَّــاهَـا بما هُـو مُسجّـلٌ في سِـجِـلاَّت خِــزانَـتي : الصّبيْـحي ، والقَــرويِّـبن ؛ وذلك لَـمَّـا طَـلَـبَ ِمِـنِّـي بعْض الإخْـوةِ الفُـضَـلاَءِ - مِـمَّـن لاتَسعُـنِـي مخَــالفته ، ويتعيَّـــنُ عــلَـيّ تـلْـبِـيةُ طَـلبِـهِ - وكلَّـفنِـي بِـالبحْـثِ لـهُ عَـن وثِــيقَـةٍ خَـاصةٍ - ذات قِـيمَـةٍ وأهَـميةٍ تَـأريخِـيةٍ لحِـقَـبٍ ومرَاحِـل هَــامة مِــن تَـأريـخِ المجْـموعَـاتِ الشِّـنقِـيطيةِ (المُـوريتَـانِـيةِ) - كَـتبَـها صَــاحِـبهَـا ، وَبَـعَـثَ بِـهَـا لأحَـدِ أمَـراءِ ومُـلُوكِ الدّولَـةِ العَـلَـويةِ الشَّـريفةِ.

وأتذكر أنَّ من ضِـمْـنِ مَـا لاحظْـتُـهُ - وأنا أُقَــلِّـبُ العَـنَـاوينَ - في سِـجلاَّتِ الوثَــائِـقِ وعنَــاوينِ المخْـطُوطاتِ - مُـلاحظَـات ، أُلخِّــصُـهَـا و أُبْــرِزُهَـا فِـي الآتِــي :

- تَـطَـابُـق بعْـض المسَمَّـياتِ وعنَـاوين النُّـسخِ فِـي كِـلْـتَـا الخِـزانتـيْـن ؛ أعْـنِي : خِـزانة القَـرويِّـين والخِـزانةِ الملكِـيةِ.

- أنَّ بعْضًا ممَّـا حوتْـهُ الخِـزانةُ الملكِـيةُ تُـوجَـدُ أُصُـولُـهُ بِـالخِـزانةِ الصّبيحيةِ ؛ مِـمَّا يُـؤكدُ أهمّيةَ الخِـزانةِ الصّبيحيةِ ، ويوضّحُ - بِـوُضُـوحٍ وجَـلاَءٍ - أنَّـهَـا : مصْدراً مُـهما مِـن مصَـادر المكْـتباتِ والخِـزاناتِ العِـلمـيةِ بالممْلكةِ المغْربيةِ.

- أنَّ الخِـزانة الملكِـية - بالرباط - يُـوجد بها حَـوالَـي : 《100》عنْـوان مخْـطُـوط ؛ مَـابيْـن نظْـمٍ - وهُـو الأكْـثر - ونـثْـر - وهُـو الأقَـل - ووثِـيقَـةٍ.

- أمَّـا فِـي خِـزانة القَـرويِّـين ؛ فلاَيكَــادُ يُـوجدُ بهَـا سِـوی عنَـاوين محْـدُودة ، ومعْـدُودة ، وأغْـلبها : تُـوجَـد مِنْـهُ نسَـخ بِـالخِـزانة المَـلَـكِـيةِ.

- بيْـنما تُـوجد ب الخِـزانة الصّبيحيةِ عنَـاوين نَـادرة ، ومنها : أخَـذَتِ الخِـزانة الملكِـية ؛ وبذا تكُـونُ الخِـزانة الملكِـية : جَـمَـعَـت وَضمَّـت - فِـي سِـجلاَّتها - مَـاتَـفرّقَ فِـي الخِـزانتيْـن (الصّبيحية - القَـروية) وَزَادَت.

- أغْـلب المخْـطُـوطَـاتِ الموْجُـودة بهَـا ؛ أعْـني : الخِـزانة الملكِـية - تَـتَّـسِـمُ بِـ القِـدَمِ ، لكِـنّـها تخْـلو - فِـي كَـثِـيرٍ مَـن الأحْـيان - من ذكْـر نَـاسِـخها وحتّـی تَـأريخ نسْخهَـا !

- أن الخَـطّ ؛ الَّـذِي خُـطَّـت بِـه - هذِه المخْـطُـوطَـات - منْـه ؛ مَـاهُـو : خَـطٌـ مَـغْـربي قُــحٌ خَــالصٌ ، ومنْـه ؛ مَـاهُـو : مشْـرقِـي ، وإن كَـان الأخِـير أقَـلّ حضُـورًا ونِـسْـبةً مُـقَــارنةً مَـع الأول ؛ وهو : - فِـي نظرِي - شَـيْءٌ طْـبِـيعِيٌ.

- أنِّـي لاحَـظْـتُ أنّ المخْـطوطات التِـي خُـطّـت بخَـطٍ مشْـرقِـي انْحصَـرت أو كَــادت تنْـحصِــرُ فِـي : آثَـارِ العَـلميْـنِ العَـظِـيميْـن ، وهُـمَـا :

الأولُ : الشَّـرِيف المُـجَـاهِـد الشَّـيخ مَــاء العَـيْـنيْـن بْـن شيْـخِـهِ الشّـيخ مُحَمَّدُ فَـاضَـل القَـلْــقَــمِـي الشَّـنْـقِـيـطِـي الحَـوْضِـي.

الثّـانِـي : العَـلاّمة اللّـغوي الأدِيب الأرِيب مُحَمَّدُ محْـمُـود بن اتْـلاَمِـيد التّـرْكُــزيِ الشّــنقيطي.

- أن أكْـثَـر مَـن اطلعْـتُ عَـلَــی حضُـورِ وتكْـرار ذكْـر أسْـمَـائِـهم ووصْـفِ مخْـطُـوطَـاتِـهم - وتَـأكّـد فِـي مَـجَـالِ العقِـيدة - ثلاثَـة أعْـلاَمٍ ؛ هُــم :

1 العَـلاّمة الشَّـيخ عبَـد القَـادر بْـن مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدُ سَـالم المجْــلِـسِـي الشَّـنْـقِـيـطِـي.

2 العَـلاّمة الشَّـيْـخ المخْـتَـار بْـن بُـــونَـا الجَــكَـنِـي الشّـنـقِـيـطِـي.

3 الولِـي الصَّـالح الشّـيخ سِـيدي المخْـتَـار الكَـنْـتِـي الشَّـنـقِـيــطِي.

- فضلاً عَـن الشّريف الشّيخ ماء العينين ؛ الذِي كَـانت لآثاره وكُـتبه - سواء التِـي ألّـفها هُـو نفْـسُـه أو ألَّـفها غيْـرُه عنْـه - حُـضُـورًا قويًـا متِـينًـا ، بَـل لانُـجازفُ إذا قُـلنا إنّ حَـوالَـي نصْـفَ المخْـطُـوطات ، والعنَـاوين : تتعلق بِـه هُـو لوحْـده ؛ مع أنَّ لذلكَ - فِـي نظرِي - مَــايُسوِّغُـهُ ، ويُـبـرِّرُهُ !! كَـما أنّ أكْــثر أعْـدادِ الكُـتب والمخْـطُـوطاتِ والمنْـظُوماتِ - نُـسَـخًـا ، وأكْـثَـرها - أيْـضًا - خِـدْمةً ، وعِـنَـايةً - من قِـبَـلِ القَـائمِـينَ عَـلَــی الخِـزانة الملكِـيةِ - مخْـطُـوطَـتـيْـنِ (منظُـومتَـين) هَـامّـتيْـن - تُـعتبَـران ، أو عَـلَـى الأقل إحْـداهُـما عُـمْـدةً ومصْـدرًا فِـي بَـابها ؛ عنْـد شُـيوخ وطَـلبةِ المحَـاضِـر الشّـنْـقِـيطيةِ (المُـوريتَانِـيةِ) عَـلَـى حَـد سَـواء - هُـمَـا :

الأُولَــی : مخْـطُـوطة (منظومة) الشَّـيخ العَـلامة عبْد القَادر بن مُحَمَّدُ سَالم المجْـلِسي.

الثَّــانِـية : مخْـطُــوطة (منظومة) الشَّـيْـخ العَـلاّمـة المُـخْـتَـار بْـن بُــونَــا الجَـكَـنِـي. وقد اطَّـلعْـتُ عَـلَــی المخْـطُـوطتَـيْـن (المنْـظومتيْـنِ) معًا - اطِّـلاعًـا كَــاملاً - مكَّـنَـنِي مِـن وصْـفِـهما. وَهُنا نفْـتحُ قوْسًـا (عَـلَـى أن نتَـابِـعَ فِـيمَا بعْـدُ بحوْل اللَّـهِ) لنَـصِـفَـهُـمَا.

# مخْـطوطة المجْـلِـسِـي

ورقْـمُ هذِه المخْـطوطةِ ؛ هو : (١٢٠٠٨) ، واسْـمُـها : {{الواضح المُـبِـين فِـي أشْرف علُوم أصْـل الدِّين}} ، وهي : عبارة عن منظومةٍ تتَـمثَّـلُ فِـي : مُقدِّمةٍ وفصُولٍ ، خُـصِّصتِ المُقدّمة للحديثِ عنِ : الحُـكمِ وأنْواعهِ أما الفُصول ، فقد اشتملت عَـلَـى الآتِي : @ أول الواجبات @ الأدلة عَـلَـى مايجبُ لِــلهِ @ التّعلق @ معَاني النّبوة والرّسالة ومْايتعلق بِالرّسلِ @ مَــا يتعلق بِـ المَلائِكَة @ الكُتب السّماوية @ طريق العلمِ بِـ النبيّ - صَـلَّـى اللَّـهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ - وبأنه : مُرسلٌ لكُـل الإنس والجِـن ، وأن شرْعه بَـاقٍ إلَـى أن يرث اللَّـهُ الأَرْض وَمَنْ عَلَيْهَا ، وأنّا يَـنْـسخُ جمِـيعَ الشرائعِ ، وأنه لانَبِـي بعْـدَهُ ، ولارسُولَ @ ذكْـرُ ماوردَ من السّمعيات ، والبعث والحشر والحساب وتطاير الصحفِ وشفاعة النبي - صَـلَّـى اللًّه عَلَيْهِ وسلَّمَ - والصراط والحوض والميزان وتناول الكتب ونفوذ الوعيد فِـي كل نوع من عصاةِ المؤمنين ونفوذ الوعيدِ فِـي بعضهم وكلاهما يقطعُ به ، والتوبة وذكر أشراط السَّاعَة الكُبرى وأخبار المهدي العلوي العباسي ، والجنة والرؤية ، والنار والكلام عَـلَـى الإمامة العظْمى ، شرُوط الإمام وذكر ماتنْعقدُ به الإمامةُ وبيان من يعْقلها ، وذكْر مايعْزل به الإمام ، وبيان طَرِيق أهل الحق والحض عَـلَـى اتّبَـاعهِم.

وَقَدْ بدأت المخْطوطةُ (المنْظومة) بقوله :

قال سليلُ ابن مُحَمَّد سالم :: حلاهُم اللَّـهُ عَـلَـى الأكارم

سمِي عُبيد القَادر الجيْلانِي :: المرتجِي نيْـل ذرى الأمانِي

إلَـى أن يَقُول :

سمّيته بِـ الواضح الْمُبِين :: فِـي أشْرفِ العلُوم أصْل الدِّين

وختمه بقوله :

قد انْتَهَى الْقَصْد بذَا الْكِتَاب :: فِـي رجزٍ يُسْبي ذوِي الأَلْبَاب

إلَـى قوْله :

وآله وصحْبه والتَّـالِين :: لَـهُم بإحْسان لِيَوْم الدِّين

وَهَذِه النّسخة ؛ مِـن ضِمْن نُسخهِ التَّـامةِ ؛ وهي : مكْـتوبةٌ بخطٍ مشْرقي ؛ أَيْ : نسْـخٍ جمِـيلٍ ورَرقِي ، عَـلَـى يدِ حمْزة بن العَربي التّقرتِي ، ثم المدني ، وقد فرغ منها نَـاسِخُـها : فِـي الرَّوْضةِ الشّرِيفةِ ؛ عنْـد مِنبرهِ صَـلَّـى اللِّه عَلَيْهِ وسلَّمَ ، وذلك لَيْلَة : (١٧) من ربيع الأول ؛ عام : (١٢٣٦هـ)

# مخْـطُــوطَـةُ الجَــكَــنِـيّ

ورقْـمُ هذِه المخْـطُـوطةِ ؛ هُـو : (٦٩٦٧) ، واسْـمُـها :{{وسِـيلةُ السَّـعَـادة فِـي نشْـر مَـاتَـضمّـنَ الشّـهَـادَة}} ، وهي : عِـبَـارةٌ عن منْـظومةٍ (عدَدُ أبْـيَاتِها : ١٠٩٦) بيْـتًا ؛ ومضْـمُـونُها - كَـمَا تجَـلَّى مِـن خِلاَلِ قِراءَتِـي لِبَـعْضِ أمْـاكن مُتفرّقةٍ مِـنْـهَا - يدُورُ حوْل أصولِ عِـلْـمِ الكَـلامِ عَـلَـى المذْهبِ الأشْعرِي ، كَـمَا فِـي المنْطومةِ المجْـلسيةِ التِـي تطـرّقْنا لـذِكْـرها آنِـفًا ، وكَما هُـو : السَّـائِـد فِـي أغْـلبِ الكُـتُـبِ والمُـؤلَّـفَـاتِ والمنْظومَـاتِ العَـقدِيةِ بِـ المغْـرب الأَقْصَى عُـمُـــومًا !

وتبْدأُ - المخْـطُـوطـةُ (المنْظُـومةُ) بقوْلهِ :

أولُ مَــا أَقُولُ باسْمِ اللَّـه :: ثُـم اقْتداءً بِكتَـابِ اللَّـهِ

الْحَمْدُ لِــلهِ القدِيمِ الأسْما :: الوَاسعِ الْفَضْل الكَـريمِ الأسْمى

إلَـى أن يَـقُـول :

سمّيته وسِـيـلة السّعَـادة : فِـي نشْر مَــا تضمّن الشّهادة

ويخْتمه بقوْلِـه :

لسر وَحْـيه فهم لن يمكنا :: أن يفْعلوا المنْهي بل هم أمنا

قدِ انتهتْ وسيلة السّعادة :: فِـي نشْر مَــا تضمّن الشّهادة

وَهَذِه النّسخةُ مِـن ضِمْن نُسخِ المخْطوطِ التَّـامةِ ، إلاّ أنّـها : تَـتميّـز بِكِـتابةِ طُررٍ وحَـواشِي عَـليْـها. كَـمَا أنَّـها : خُـطّـت (كُـتبتْ - نُـسِختْ) بخَـطٍ مغْـرِبِي ؛ مَـمْـزُوجٍ بلَـوْنٍ بنْـفَـسَـنْـجِـي ؛ غـيْـر أنّ نَــاسِـخهَا (كَـاتِبها) لم يُـذْكَر اسْـمُه ، ولاْحتَّـى تـأْرِيخ نسْـخِه إيَّــاهَا ! وعَـدَدُ أوْراقِـها : (١٢) ق : ومقْياسها : (١٢) + (١٧) سم ؛ التَّـعْقيبة : أُفُـقُـية.

ومِـن ضِمْن نُسَـخِ هذِه المخْطُـوطةِ - أَيْضاً - نسْخة تَــامة ؛ خُـطّـت (كُتبتْ - نُسخت) بِـخَـطٍ مشْـرِقي (نَسْـخٍ) جمِـيلٍ وراقِـي ؛ وقَـد تَـمّ نسْـخـهَـا عَـلَـى يدِ ؛ المُـسمَّـى : حَـمْزة بن العَربي التّقرتِي ، ثم المدني ، وقد فرغ منها نَـاسِخُـها : فِـي الرَّوْضةِ الشّرِيفةِ ؛ عنْـد مِنبرهِ - صَـلَّـى اللِّه عَلَيْهِ وسلَّمَ - وذلك لَيْـلَـة الإثْـنيْـن : (١٦) من ربِـيع الأول ؛ عَـام : (١٣٣٦هـ). وتُـوجدُ - هذِه النسْخةُ - ضِـمْـن مجْـمُـوعٍ مِن الورَقةِ : (١٩) أ إلَـى : (٤٥) أ ، ومقياسُها : (٢٠) + (١٤) سم ، المسْطرة : (٢١) س ؛ التّعقيبة مَــائِـلة.

 

أرْجُو أن أُوفّـقَ - وفَّـقَـنا اللَّـهُ وإيَّـاكُم - للْـكِـتابَـةِ والحديثِ أَكْثَر - إنْ أَنَـا وجَـدَت الْوَقْت الكَـــافِي - عَـن تقْـيِـيداتٍ وكـتَـابَاتٍ سَـبَـقَ وأن دوّنتُـها حَـوْل : "مخْطوطَـاتِ الشَّـنَـاقطةِ (الموريتَانيينَ) : حُـضُـورُها ونوْعِـيـتُـها" بِـ "الخِـزَانةِ الصّـبيْحية" بِـ سلاَ ؛ التِـي زُرْتُــهَــا - زيَّـارةَ بَـاحِـثٍ شَـغُـوفٍ مُـولعٍ ، أضْـنَاهُ البَـحْـثُ عَـن الموْرُوثِ الشَّـنْـقِـيـطي ؛ المُـتمثِّـل فِـي : العَـطَـاءِ العِـلْـمِـي الحَـضَـاري الإشْـعَــاعِـي - وذلكَ عَــام : (٢٠٠٩).