تساؤلات حول ثنائية الأمل و اليأس التي تحدث عنها ولد محم ( تحليل )

أحد, 2016-04-10 11:39
الأستاذ سيدي محمد ولد محم خلال حديثه يوم أمس

ركز رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الأستاذ سيدي محمد ولد محم على ما سماه المعركة بين حاملي لواء الأمل و دعاة اليأس و هو بذلك يهاجم خطاب المعارضة الذي تتصاعد وتيرة حديثه يوما بعد يوم عن أزمة على مختلف الصُعد " الاقتصادية و السياسية  و حتى أصبحوا يتحدثون عن أزمة في الحريات و أخرى تلوح في الأفق دستورية "  نحاول في هذا التحليل السريع أن نتساءل عن ماذا يعني ولد محم تحديدا بالأمل و ما دقة وصفه للمعارضين بدعاة اليأس و القنوط .

ليس استخدام النظام الحالي لمفردة الأمل بالجديد فقد سمى إحدى أفقر المناطق في البلد ب "مثلث الأمل" بعدما كانت تسمى "مثلث الفقر" ، و حمل أهم منتدى يحضره الرئيس إلى جانب الشباب شعار " أنتم الأمل .." و اليوم يجدد ولد محم الشعار و لكن في صيغة أن النظام يعطي الأمل مقابل موجة السخط التي يدعو إليها آخرون

و لكننا لا نعرف تحديدا ماذا يعني الرجل بالأمل الواعد هل يعني به فقط ما تحدث صراحة عنه من دعوتهم إلى  تصدر المناصب بالحزب و الدولة و المجالس المحلية و مجلسي البرلمان  أم يعني به أن هناك مشاريع كبرى قادمة ستنتشل الشباب من البطالة و الفقر و الركود إلى دنيا العمل و النشاط و الرخاء ، أم هل يقصد به استمرارا للأمل القديم " أمل مثلث الفقر " و " أمل الشباب .. " و استمرار الأمل – الشعار -  قد يذكر أحدهم باستمرار حكم الرئيس ولد عبد العزيز و هو ما جرى الحديث عنه مؤخرا على لسان وزراء المالية و العدل و الاتصال فهل يقصد ولد محم الأمل القادم بدعمه لتمديد المأمورية للرئيس و بالتالي فإن الأمل هنا مرتبط  بتعديل الدستور .. ؟

أما اليأس الذي يحذر ولد محم من الانصياع له و الاستسلام لحالة القنوط الناجمة عنه  فلا يعني به سوى خطاب المعارضة ، حيث يريد – و هو السياسي المتمرس - أن يلصق صفة سلبية بهذا الخطاب حتى يحذر الناس منه

و خطاب المعارضة يتحدث عن أزمة اقتصادية خانقة و غلاء في المعيشة و ارتفاع لأسعار الوقود و المواد الضرورية و يتحدث إلى جانب ذلك عن عدم وجود رؤية واضحة تخرج البلد مما يسميه النفق المظلم ، خطاب المعارضة يتحدث عن طي صفحة التواصل مع النظام بعد الدعوات الأخيرة المساندة لتعديل الدستور و يحذر من مغبة الانجراف في ذلك المسار

و لكن المفارقة أن  ما يسميه ولد محم باليأس تعد المعارضة بأن يعقبه أمل و انفراج وما  يقول إنه أمل تقول  المعارضة إنه استسلام لواقع متردي .. فأيهما الأمل حقيقة و أيهما اليأس حقا ...؟  يتساءل المواطنون

و قد بدا ولد محم في موقف دفاعي على غير عادته و لكن متحمسا و متفاعلا لفكرة ما لم يخلص إلى نهايتها  ..

فهل الموضوع بداية لعودة مرافعات ولد محم عن النظام بعدما شهدت الساحة منذ أشهر ضعفا في خطاب الموالاة واجهه تصعيد قوي من أطياف مختلفة في المعارضة

و هل الشباب الذين كان يحثهم ولد محم على العمل و يعدهم بالأمل قادرون على أن يلعبوا الدور المطلوب في الدفاع عن النظام و زرع الأمل بدل اليأس و يعادل الكفة  المقابلة لكفة نشاط شباب " ماني شاري كزوال " و " 25 فبراير "

الأيام و الأشهر القادمة ستعطينا الإجابة . كما سترينا مصير الشباب كل الشباب هل سيؤول  إلي الهرولة وراء الأمل الواعد الذي يبشر به ولد محم أم سينصاع لحالة  القنوط  و ما بعد القنوط التي تتحدث عنها المعارضة