آمورج – لـ"مراسلون" – المصطفى ولد البشير
تمثل شجرة " أگناته" القريبة من المدرسة 1 في الناحية الغربية من مدينة آمرج رمزا تاريخيا بالنسبة للساكنة، حيث يتحدثون أن عمرها يزيد على 300 سنة، تفيأ ظلالها العديد من الأجيال.
وفضلا عن الأجيال التي واكبت الاستعمار وما قبله من سادة وعلية قوم؛ يحكي شهود عن علاقة تربط أطرا لهم أدوار سياسية اليوم، ويتقلدون مناصب سامية.. علاقة كانت تربطهم بهذه الشجرة العتيقة من خلال اللعب حولها في الطفولة.
ومن بين هؤلاء النائب السابق ديب ولد الشين، ونجله النائب الحالي احمديت، والوزير الأول السابق الشيخ العافية ولد محمد خونا، وأخوه الوزير الحالي سيدنا عالي ولد محمد خونا، وقائد الأركان مسقارو ولد سيدي، الذي عمله والده كحرسي في المدينة في مراحل سابقة.
جميع هؤلاء وآخرون لم تتح لنا الفرصة للتعرف عليهم تمثل هذه الشجرة ذكرى تؤرخ لمرحلة من طفولتهم وشبابهم.
وتعاني هذه الشجرة اليوم من تهديد لحياتها حيث سقط أحد أفرعها كما تظهر صورة "مراسلون" المرفقة، وبدأ السكان يتحدثون عن الحاجة إلى العناية بها لما تمثل لهم من ذكرى طيبة، وحتى الشعراء أصبحوا ينسجون حولها قطعا شعرية "گيفان" تسير بها الركبان لت من لتنتشلها من براثن النسيان إلى دائرة الحضور والذكر. وقد أثارت وضعيتها اليوم قريحة الشاعر اصديق ولد الطالب سيدي الذي قال:
أمورج اليوم ألا يتراج يعز من كوم أموات
أمشات ابيره و أمش الحاج و امشات ا مل أگنات
ويحكى أن ابيره والحاج كانوا من أبرز الشخصيات المحلية، وكانوا يقولون للحكام إذا خالفوهم أنهم سيرحلون و يبقون هم و"أگناته".
ويضيف نفس الشاعر "لمغني":
إلا ما غنين ذا تفريط ما ذا تستاهل ڱنات
أ أگناته ألا كيفت شنقيط أودان أو كيفت ولاتة
وقد بدأت هذه القطع تحيي أحاديث الشاي في المدينة حيث توصلتُ بها كزائر للمدينة في مهمة أخرى.