نواكشوط - الخليج الإماراتية
بحضور نخبة من أساتذة الجامعة، وكبار الأدباء الموريتانيين، نظم بيت الشعر في نواكشوط أمسية شعرية لأيوب ولد النجاشي وصلاح الدين أحمد، وهما من الجيل الجديد، وتتميز قصائدهما بمزاوجتها بين الهمّين القومي والذاتي.
بدأت الأمسية، مع الشاعر أيوب ولد النجاشي، الذي قرأ أربع قصائد من ديوانه الجديد، ركز فيها على القضية الفلسطينية، يقول في قصيدة «أنا الغريب»:
يا نفسُ كيف يجدي الحبر والورقُ
إن كان يا نفس من أهواه يحترقُ
من الشهيد إلى أب الشهيد إلى
أمّ الشهيد إلى أخت بها رمقُ
وأنهر الدم في قلبي مناظرها
تسري إلى الأفق المحزون تخترقُ.
ويقدم الشاعر صوره الشعرية في قوالب تراثية، خاصة حين يستحث أبناء الأمة على الوحدة، فيحثّ ناصحاً «القاتلين (كليباً) رغم عزته».
ثم يستحضر الشاعرُ مرارة الواقع، ويقول: «لا النخلُ نخلي ولا الصحراء سيدتي/ بل المجازر والطوفانُ والغرقُ»، ويطرح السؤال الشعري:
فهل أضمّدُ جرحي أم يضمّدني
وهل بنفسي - على علاتها - أثقُ؟
بعد ذلك استمع الجمهور إلى الشاعر صلاح الدين أحمد، الذي قرأ ست قصائد من تجربته الشعرية، وتمكّن هذا الشاعر الشاب، وفي أول أمسية له، من إقناع «الكبار» أنه يقترب من مقاعدهم بحسب تعبير الناقد محمد الحسن مصطفى.
تميز أحمد بإلقاء جميل، وتمكّن لغوي واضح، يقول في قصيدة «حرف عربي»:
أعْينٌ لو نظرتْ ناعسة
نحو ظلي قام إنساناً سويّا
أعْينٌ لو قرأتْ نظرتها
أحرف اسمي كنت حرفاً عربيّا
أنا ما تختاره عيناك مني
فإذا أغمضتها لم أكُ شيّا
وأنشد من قصيدة «غبار الضوء»:
ويداكِ تكتنزان مرقص أعيني
ونقوشها الحمراء عزف دمائي
فتناسخت عبر الهوى في حيرتي
زفرات لحنٍ ميت الأصْدَاء
فإذا الحياة جديرة أن تطردي
شبح العنوسة عن خجول غنائي