كم هي صغيرة هذه الدنيا!! لا تستطيعون أن تتخيلوا كم أثرت في صورة هذه الصغيرة و هي تتشبث بوالدها و تهديه أروع ما عندها!! و أنا أكفكف دموع انهمرت بغزارة على خدي، تذكرت أول مرة و آخر مرة تصادفت فيها مع الراحل. كان ذلك في اكتوبر 2011 في قاعة الانتظار برئاسة الجمهورية، كنت مع بعض الأخوات من فريق مناصرة المشاركة السياسية للمرأة، للقاء الرئيس لطرح بعض القضايا المتعلقة بالموضوع، و جدنا الوزير الراحل في القاعة فوقف لنا و حيانا تحية فيها الكثير من التقدير و الاحترام. بعد برهة نودي عليه ليدخل للقاء الرئيس، عند خروجه من اللقاء وقف أيضا ليودعنا و قال مبتسما أتمنى أن لا أكون أطلت عليكم البقاء. ما كنت لأتذكر هذا، لكثرة المجاملات و عدم صدقها في أيامنا هذه، لولا هذه الصورة و سيل الشهادات عن أخلاق الراحل ممن أثق فيهم. عرفت أنها جبلة من حسن الأخلاق لديه، جعلها الله في ميزان حسناته و أدخله بها فسيح جنانه.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت """"" فإنهم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رحم الله محمد ولد خونا و أدخله فسيح جناته
كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام
إنا لله و إنا إليه راجعون.