عاد التوتر من جديد إلى واجهة الملف الصحراوي بعد آمال بحل قريب للمشكلة التي أرقت منطقة المغرب العربي لعقود طويلة .
زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كانت بداية التوتر الأخير إذ وصف في تصريح له الوجود المغربي في الصحراء بالاحتلال و هو التصريح الذي لم يستجب لمطالبات مغربية وجهت إليه بضرورة سحبه .
المغرب نظم مسيرة وصفتها بعض وسائل الإعلام بالمليونية منددة بالأمين العام و زيارته للمخيمات الصحراوية ممّا دفع بان كيمون إلى التنديد بالمسيرة وإبداء غضبه من "الإساءة إليه وإلى الأمم المتحدة
و أعلن المغرب عن تقليص حضور بعثة المينورسو في الصحراء الغربية، وهدّد بسحب جنوده من قوات حفظ السلام، قبل أن يتراجع عن التهديد الأخير .
من جهتها جبهة البوليساريو اتخذت ما قالت إنها إجراءات على مستوى هيئة أركان الجيش لرفع درجة التأهب والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات.
و أوفدت البوليساريو مستشار رئيسها البشير مصطفى السيد إلى نواكشوط الذي قال في تصريح عقب مقابلته مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ( إن اللقاء مكن من الاستماع إلى النصائح الحكيمة لرئيس الجمهورية بشأن العمل بالاساليب السلمية والسعي بروح السلام لتحقيق الاهداف وتقييم فخامته للاوضاع بشكل موضوعي وهادف ويتسم ببعد النظر. )
وبدأت أزمة الصحراء الغربية قبل انسحاب الاستعمار الإسباني منها عام 1975، إذ طالب المغرب باسترجاع الصحراء الغربية من الاحتلال الإسباني معتبرًا أن الصحراء الغربية جزء من أراضيه، وخلال المفاوضات الإسبانية مع المغرب طالبت موريتانيا بجزء من الصحراء بدعوى أن للسكان تقاليد شبيهة بالتقاليد الموريتانية.
وفي المقابل، أعلنت جبهة البوليساريو منذ 1976 قيام ما سمتها "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" على الجزء الذي تسيطر عليه من الصحراء، معتبرة أن المغرب قوة احتلالية في الصحراء، ودعت -مدعومة من الجزائر التي تستضيف قيادة البوليساريو في مخيمات بتيندوف جنوبيها- إلى إعطاء سكانها "حق تقرير المصير" طبقًا لمبادئ الأمم المتحدة في "تصفية الاستعمار".
واندلعت منذ نهاية سنة 1975 معارك ضارية بين الأطراف المتصارعة في الصحراء الغربية، دار معظمها في الجزء الموريتاني من الصحراء متجاوزًا نطاق الأراضي الصحراوية أحيانًا، مما فرض على الطرف الموريتاني الانسحاب من الصراع سنة 1979 بعد أن أطاح جيش البلاد بنظام الحكم المدني فيها بقيادة المختار ولد داداه.
وأدت عوامل عدة -في صدارتها استنزاف قوة الجيشين المغربي والصحراوي- إلى دخول الطرفين في المرحلة الدبلوماسية التي بدأت منذ لحظة توقيعهما في 6 مايو 1988 خطة سلام مقترحة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، تنص على وقف لإطلاق النار وتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء بالانضمام للمغرب أو الاستقلال عنه.
وفي مارس 2006 أعلن ملك المغرب محمد السادس -خلال زيارة قام بها إلى الصحراء- أن بلاده تقترح منح المنطقة حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية، وهو ما رفضته البوليساريو.
وفي11 أبريل 2007 قدم المغرب للأمين العام للأمم المتحدة المبادرة المغربية للتفاوض بشأن نظام للحكم الذاتي في الصحراء، ولاحقًا وافق المغرب والبوليساريو على عقد مفاوضات مباشرة نظمت لاحقًا في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية تحت إشراف الأمم المتحدة.
مراسلون + وكالات