هو محمد ولد عبدي ولد اكبيكيب ؛ فارس فطن؛ حاذق؛ أصيل ولبيب.
شهم؛ نبيل؛ خلوق بشهادة البعيد والقريب ؛ طيب المعاشرة مؤمن صدوق نقاء سريرته عنك لايغيب.
أختار العسكر من كل المهن علي توفرها في زمن فريد؛ لغايات ومصالح عليا تراء ت له من بعيد.
ترقي في السلك العسكري حتي بلغ رتبة رائد بالتحديد ؛ ليبدأ التفكير في الانقلاب علي الرئيس حينها والعقيد.
وفي ليلة غراء من فجر الثامن شهر يونيو السعيد؛ أطبق بإحكام بوابات الهندسة العسكرية الموصدة بالنار والحديد .
وعند ما أحس بفشل خياره قام بخلع بزته بعد تفكير جهيد؛ دون أن يجر رفقاء السلاح لفتنة قد تلتهم نيرانها من الجد إلي الحفيد.
أبوا أن يفروا والقنا في نحورهم ... ولم يبتغوا من خشية الموت سلما
ولو أنهم فروا لكانوا أعزة ... ولكن رأوا صبراً على الموت أكرما
أذاقه الحاقدون من هول فعلته صنوفا من العذاب الشديد؛ لكنه لم ينكسر ولم يتراجع بل ظل صامدا عنيد.
هو من خيرة فرسان التغيير؛ ومن قادتهم في التخطيط والتسيير والتدبير.
حوكم بجرم تهديد السلم والاستقرار والخروج علي السلطان؛ فخاطب القاضي بلغة عباد جاء وصفهم في سورتي المؤمنون والفرقان.
ولأن حكم 15 سنة نافذة كان جاهزا فصل عليه دون دليل أو برهان؛ في عتمة جدران عبوسة لا كرامة لآدمي فيها أن تصان.
خرج من تلك المحنة مرفوع الرأس بقدرة الواحد الديان؛ بعفو رئاسي نضجت ظروفه وأزفته ساعته بالبيان.
مارس في البداية فن السياسة دون تزوير أو بهتان؛ لينسحب لاحقا بهدوء ويتفرغ لمشاغله باطمئنان.
وفي رحلة عمل علي طريق اكجوجت ساقه إليها القادر المنّان؛ غادر الفارس البطل دنيا البلاء والابتلاء إلي فسيح الجنان .
اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه وأدخله فسيح جناتك، وارفعه من ضيق اللحود إلى جنــات الخلود، واجعل قبره أول منــازل الجنة، واجعله من خيرة من تظلهم بظلك يوم لا ظل إلا ظلك..