ولد الرباني يرد على الكنتي بخصوص تدوينته : " سلطان العلماء "

جمعة, 2016-03-18 19:30
محمدن ولد الرباني

صدق الكذوب
قيل لآينشتاين : ما شعورك ان تكون اذكى رجل في العالم؟ ، قال : لا اعرف … اسئلوا تسلا
كان نيكولا تسلا فائق العبقرية وكان جواب آينشتاين تجسيدا للمثل العربي إنما يعرف الفضل من الناس ذووه.
ليس من الذكاء في شيء أن نسأل فلاحا لم يلج المدرسة عن مكانة إسحق انيوتن لدى علماء الفيزياء أو ابن خلدون وأوكست كونت لدى علماء الاجتماع أو ابن مالك لدى علماء النحو العربي أو آدم اسميث لدى علماء الاقتصاد، بنفس القدر قد نعتلى مستوى عاليا من الغبااء حين نكل تقويم علماء الشريعة إلى من لم يسمع عن إكرام المسلمين لعلمائهم فلم يبلغه قول محمد بن يعقوب بن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون: لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل ركباناً على الخيل، سوى من ركب بغلاً أو حماراً، وسوى الرجالة.وقول الخلال: خرج أبو بكر المروذي إلى الغزو فشيعوه إلى سامراء، يعني من بغداد إلى سامراء، فجعل يردهم فلا يرجعون، قال: فحُزرواُ، فإذا هم بسامراء سوى من رجع نحو خمسين ألفاً. ولم يكتفوا بمهرجانات التلقي فيروى أن أبا إسحاق الحربي لما دخل على إسماعيل القاضي بادر إليه محمد بن يوسف إلى نعله، فأخذها فمسحها من الغبار، فدعا له، وقال: "أعزك الله في الدنيا والآخرة"، فلما توفي محمد بن يوسف رؤي في النوم ، فقيل له: "ما فعل الله بك؟"، قال: "أعزني في الدنيا والآخرة بدعوة الرجل الصالح".
الشيء الذي لا تكثر شواهده في التراث الإسلامي هو الحفاوة الشعبية بالسلاطين بهذا المستوى وليس بخفي سبب قصيدة الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ** والبيت يعرفه والحل والحرم
حين تنقلب المعايير يكون لمثل الكنتي فعلا أن يدون ساخرا عن سلطان العلماء وقد صدق فالشيخ الددو سلطان العلماء:
صدق الكذوب فأنت سلطان إذا ** ما ضم أهل العلم يوما محفـــــل
لا علم إلا ما تـــــقول وقائـــــل ** بسواه عن قصد المحجة يعدل
وإذا يزيغ من الطغــــــاة مؤله ** وتزلزل الأطــــــــــــواد لا تتزل
دمت القذى في عين جبار وذي ** غي ودمت على المناكب تحمل