وصل بريد مراسلون البيان التالي من تيار يسمي نفسه حراك العرب يتحدث فيه عن حركة إيرا و تداعيات خطابها
البيان
حراك لعرب شريحة وطنية تتميز كونها تسعى جاهدة ان تجعل من البلد موطنا يتسع للجميع، و ان يكون ملكا لكل المواطنين، يتمتع فيه الفرد بالعدالة و المساواة، ، و ذلك تطبيقا و احتراما لمبادئها التي من أهدافها الحفاظ على الإستقرار و ديمومة هذا الوطن و السهر على مصالحه العليا و العمل على ان تكون البلاد حاضنة لجميع مكونات شعبنا و ان يكون تآخي و تعاضد النسيج الاجتماعي واقعا معاشا، مما يمهد لزرع و إفشاء العدالة و المساوات بين كل المواطنين. و ذلك لأن أي نظام هو نظام ظرفي و مرحلي،
لم يتكون هذا الحراك صدفة، إنما جاء بعد قراءة متأنية للأوضاع العامة، نظرا لما مرٌت و آلت إليه البلاد من فتن و تنافر و تبادل للإتهامات طبعت العلاقة بين بعض مكونات المجتمع منذ الاستقلال و التي تفاقمت في السنوات الاخيرة بفعل تجاذبات داخلية و خارجية تنتهجها و تترٌّبٌّح منها زمرة فاسدة، مع أسيادهم من جهات إقليمية و دولية يستغلها البعض منهم ماديا و تارة أخرى سياسيا. همٌّهم الاول، الفتن والتخريب و تفتيت البلد، و زرع العداوة بين المكونات العرقية المسالمة و المتآخية في الله. بغية تطبيق أجنداتهم الحاقدة.
كان لزاما علينا في حراك لعرب التصدي لكل الأفراد و الجماعات التي تؤسس خطابها على العنصرية و ذلك لما له من انعكاسات خطيرة تؤثر سلبا علي السلم الاجتماعي.و ما لهذه الخطابات العرقية و الفئوية التي تشحن الشارع بأدوات العنصرية و تغذي ضعفاء العقول بالحقد و البغض للآخر، حتى اصبح المواطن يهاجم لا لذنب اقترفه وإنما على لون بشرته.
و من هذا المنطلق تابعنا حركة (إرا ira ) منذ نشأتها، تعددت اللقاءات بيننا وكانت الفرصة سانحة لتجسيد ما نصبوا إليه، بعد ترشح رئيس حركة (إرا ira) السيد برام الداه أعبيد للرئاسيات ٢٠١٤،
عندها كانت نخبة لحراطين المنتسبة و المتعاطفة مع الحركة، منسجمة مع فكرة تحوٌُل حركتهم من حقوقية الى حزب سياسي، لا تتعارض أهدافه و خطابه السياسي مع التوجهات العامة و النصوص المعمول بها.
في هذه الأثناء كان حراك لعرب هو الوسيط و المحاور بين النظام و الحركة (إرا Ira،) لتجسيد هذا التوجه. و قد برهنت محصلة اللقاءات على نضج موقفنا نظرا إلى النتيجة المُطَمْئِنة التي توصلنا إليها بمجهودنا بين الحركة و النظام، و كذلك الخطوات و المواقف التي تبنيناها، و التي كانت تعكس تكريسا تاما لمنهجنا الذي رسمناه للوصول إلى ما نسعى اليه من نبذ للخطاب العنصري و عزل لكل من يحمله في أي حركة او جماعة و لاسيما في حركة إرا،
و كان ثمرة جهدنا بتوفيق من الله عز وجلٌّ، تسارع و تسلسل الأحداث، و سلاسة المواقف، و استعداد الأطراف المعنية، و تليين الصعاب و تقارب الرؤيا بينها، كل هذه المكاسب كانت تصب في الاتجاه الصحيح الذي من شأنه القضاء على الخطاب العنصري و عزل من يمتطيه و نفيه من الحركة. و هنا ظهرت اطماع البعض و بات من الواضح لهم، أنهم هم المستهدفين بهذا التوّجه، و سقطت أقنعتهم و أصبحت وجوههم مكشوفة للجميع، حيث توَلّد بدون مخاض ما سمي ( بصراع ) د/ السعد و الرئيس برام.
و هنا نشير للتوضيح، إلى أن د/ السعد جاء إلى حركة إيرا لحاجة في نفسه، ولم يكن في يوم من الأيام لا نائبا لرئيس الحركة و لا ناطقا بإسمها، لا في اجتما ع مؤتمر كمبي صالح الذي عُيٍن فيه رئيس الحركة و نوابه و لا ايضا في التعيينات اللاحقة التي تلت ذلك، إنما كان ضمن خطة محاكة من أطراف معروفة لتوجيه الحركة عن مسارها مع التمسك بتوجهات التفرقة و نشر الخطاب العنصري، و هو الذي في فترة تودده لهذه الحركة ارتفعت حدة خطابه التحريضي على المكونات الاخرى، و كان مهندس الخطاب العنصري الذي تخطى كل حدود اللياقة، وهذا الخطاب و نبرته كان أحد الأسباب التي رفضت على أساسها وزارة الداخلية الاعتراف بالحزب.
وهنا نود ان نلفت الرأي العام الوطني أنه من يريد اختزال حركة إرا و نخبتها من لحراطين الوطنيين الذين اثبتوا عبر مسيرتهم السياسية الماضية حبهم للوطن و دفاعهم عن اللحمة الاجتماعية، في خطاب تحريضي عنصري بالامس القريب للرئيس برام، و د/ السعد. و اليوم يتبنىان عكسه، في تغيير جذري لموقفهما من أراد ان يحشر هذه النخبة الوطنية في زاوية كهذه فقد ظلم نخبة من خيرة أبناء الوطن. تلك النخبة البعيدة كل البعد عن مواقف د/ السعد و الرئيس برام اللذان كانا بالأمس القريب ايضا يهددان احدى مكونات المجتمع بأشنع التهديدات و يصفونها بأقبح الاوصاف، و اليوم أصبحا ملكيين اكثر من الملك. إن هذا الصنف من التمصلح الواضح و التملق والازدواجية و النفاق في المعايير تثبت ان هذان الشخصان و مَنْ وراءهم، لا يخلون من أحد الاحتمالات التالية؛ إما ليسو مستقيمين و لا أمناء على القضية التي يدافعون عنها، و إما أن لديهم اطماع آنانية، هي التي توجههم حسب المصلحة الشخصية. و بذلك يتضح أنهم ليسوا أفضل وسيط مع أي جهة كانت تسعى إلى لجم من ينشر العنصرية و البغضاء بين مكونات هذا المجتمع.
و من هذا نستنتج ان انجع اُسلوب للتصدي للإنعكاسات السلبية للخطاب العنصري و من يتبناه، ليست في توقيفه و لا في سجنه. و ليست كذلك في اختزال و تقرير مستقبل و مصير بلد في جلسة شاي عند داوود ول احمد عيش بحضور السعد و گاسباروف gasparov السياسة الوطنية.
و إنما يكمن الحل في طريقة معالجة الخطاب و تفنيده و الحد من تأثيره في الساحة الوطنية الخصبة أصلا وتحديد مكْمنِ المرض و عزله، حتى لا ينتشر لما تنطوي عليه تجلياته من نتائج وخيمة و تهديد عام للكل بدون استثناء.
والله ولي التوفيق
عن الحراك جمال ولد سيدي المنسق العام