لم يجد الهلال أسهل من مواجهة غريمه التقليدي النصر بطل دوري المحترفين السعودي لكرة القدم، في آخر نسختين حتى يستعيد عافيته والصدارة معًا بالفوز عليه (2 - صفر) في قمة العاصمة الرياض.
فعلى الرغم من اعتراف اليوناني جيورجوس دونيس مدرب الهلال، بأن فريقه يمر بفترة صعبة شهدت خسارته عشر نقاط في آخر ست مباريات بالدوري وفقدان الصدارة لصالح الأهلي، إلا أنه استعاد كل ذلك بفضل الفوز على البطل السابق الذي تلقى خسارته الخامسة بالمسابقة هذا الموسم.
وليس أدل على ذلك من تسجيل الهلال الساعي للتتويج بلقبه الأول بالمسابقة منذ خمسة مواسم هدفًا واحدًا في آخر أربع مباريات بالدوري، قبل هدفي سالم الدوسري وإيلتون ألميدا في شباك عبد الله العنزي في قمة السعودية.
أي أن الهلال الذي يعاني من غيابات كثيرة في صفوفه بسبب الإصابة فشل في هز الشباك في ثلاث مباريات بالدوري، قبل أن ينتصر على النصر صاحب المركز الثامن بعدما كان بطلا في آخر موسمين.
تراجع البطل
ونجح النصر في التتويج بلقب الدوري لأول مرة منذ 19 عامًا في الموسم قبل الماضي تحت قيادة دانييل كارينيو القادم من أوروجواي، لكن إدارة النصر لم تجدد تعاقده واستعانت بالإسباني راؤول كانيدا (المدرب الحالي).
وكانت التوقعات عالية بعد التعاقد مع كانيدا خلفًا لكارينيو صاحب الشعبية الضخمة بالمملكة لكن النصر خسر مرتين في أول تسع مباريات بالموسم الماضي تحت قيادة كانيدا، لتتم إقالته أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2014 رغم أن الفريق كان وقتها في صدارة الترتيب.
ومضى النصر ليحتفظ بلقب الدوري بقيادة خورخي دا سيلفا من أوروجواي الذي خلف كانيدا لكنه فقد منصبه بدوره في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ليحل محله الإيطالي فابيو كانافارو الفائز بكأس العالم 2006 مع إيطاليا.
وأرجع الإعلامي السعودي محمد شنوان العنزي تواضع مستوى النصر هذا الموسم لأخطاء إدارية تراكمية قائلا لرويترز: "كان عدم التجديد لكارينيو بداية الأخطاء ثم توالت التعاقدات للمدربين واحدًا تلو الآخر.. ورغم أن دا سيلفا احتفظ باللقب لكن ذلك تم بمجهودات فردية من اللاعبين وكان يجب إقالته بنهاية الموسم لكن ذلك لم يحدث ودفع الفريق الثمن بخسارة كأس السوبر المحلية وكأس ولي العهد".
وخسر النصر كأس السوبر السعودية التي أقيمت في لندن أمام الهلال ثم ودع كأس ولي العهد أمام الشباب، في دور الثمانية، وكان ذلك سببًا في إقالة دا سيلفا.
ضعف الإعداد
ويعتقد خلف ملفي مدير تحرير صحيفة الشرق الأوسط سابقا، أن أحد أسباب تراجع النصر بعد التتويج بالدوري مرتين متتاليتين هو سوء الإعداد عقب نهاية الموسم الماضي تحت قيادة دا سيلفا.
وقال ملفي: "النصر يدفع حاليًا ضريبة الإعداد السيء في الصيف الماضي بسبب التضارب في موعد الاستعداد الذي يقع كمسؤولية مشتركة بين إدارة النادي ودا سيلفا فضلا عن عدم الجدية خلال المعسكر بدلا من استثمار الوقت في تعويض التأخر في الإعداد وكذلك ضعف المباريات الودية وعدم انضباط اللاعبين".
ورغم أن كانيدا صنع اسمه في السعودية عندما قاد الاتحاد لمدة عام من 2012-2013، قبل أن يتولى المسؤولية في النصر مع بداية الموسم الماضي، ثم عودته الشهر الماضي إلا أن ملفي يرى "أن المشاكل الحالية في الفريق يصعب علاجها لكن ربما يحدث ذلك في نهاية الموسم".
أزمة مالية
ويرى عروة العلي الصحفي في جريدة الرياضية السعودية، أن ما حققه النصر في آخر موسمين بالدوري استنساخ لتجربة الفتح بطل نسخة 2013.
وتابع العلي: "النصر استنسخ تجربة الفتح الناجحة الذي حقق المفاجأة بالفوز بالدوري موسم 2013 وكذلك حدثت عودة النصر دون توقعات بعد 19 عامًا من الغياب.. لكن النصر جاهد بعد التتويج الثاني لاثبات ذاته وسط إخفاق إداري تام في انتشال اللاعبين من دوامة تراجع النتائج ما أثر عليه سلبيًا".
وهناك سبب آخر يتمثل في الأزمة المالية التي يعاني منها النصر حاليًا، حيث لم يعد سرًا أن أزمة النصر باتت مالية بعد تواصل إخفاق الإدارة في الوفاء بحقوق اللاعبين من مرتبات شهرية ومقدمات عقود فضلا عن مكافآت الحصول على بطولة الدوري في الموسم الفائت ما انعكس سلبًا على أداء اللاعبين وثقتهم معنويًا في امكاناتهم.