احتضن المركز الثقافي المغربي يوم أمس محاضرة تحت عنوان " الأدب النسائي العربي و مشروعية التصنيف" قدمتها الأستاذة أم كلثوم بنت المعلى و في بداية الندوة تحدث مدير المركز الثقافي المغربي الأستاذ محمد القادري حيث رحب بالحضور و نبه إلي أهمية هذا الموضوع و عرف بالباحثة التي ستتناوله و هذا ملخص للمحاضرة التي ألقت الباحثة بنت المعلى مساء أمس
"يطرح هذا المفهوم المحفوف بالتعدد - بتعبير الباحث عبد الغني فوزي - ، جملة من الإشكالات ، و ذلك عائد إلى كونه من الاتساع الدلالي بحيث يمكن أن يشمل بالإضافة إلى الكتابة الأدبية العديد من الأمور التي تمتد من فن الطبخ وصولا إلى عروض الأزياء ، و من بين هذه الإشكالات ما يتعلق بالتصنيف و هو ما يمكن أن يعتبر الإشكال المحوري من منظور النقد الأدبي ، كما أن منها ما يتعلق بالملامح ، أهي فعلا خصائص ماثلة تتبدى في الخطاب الإبداعي ؟ أم هي مجرد نتاج لتنظير تولى كبره المخيال الجمعي ، ليكرس من خلالها بعض الأنساق ، و يقر بعض المواضعات بدافع من خلفيات و روافد متعددة ؟ ثم ما هي الأسس التي ينبني عليها المفهوم ؟ و التي على أساسها تم التعويل على جنس المبدع حين التصنيف الأجناسي ؟ و ما حظها من الوجاهة في ميزان النقد؟
من حيث التأصيل التاريخي لهذا المصطلح تشير الدراسات التي اهتمت به إلى أنه ظهر و تم تداوله منذ خمسينيات القرن العشرين ، و كانت وراء ظهوره في الأساس عوامل اجتماعية و ثقافية و سياسية ما يعني أن الاحتفاء بالمرأة و تشجيعها على الظهور كان بشكل من الأشكال الدافع لظهور هذا المفهوم في الغرب أولا في أواخر القرن التاسع عشر ، و نذكر من رواده المسرحي النرويجي هنريك إبسن و الروائية الانجليزية فرجينيا وولف ، ثم في الفضاء العربي مع بدايات النهضة العربية و الانفتاح على الغرب مما أدى إلى قيام حركة تحرير المرأة و هنا نذكر هدى شعراوي في مصر و الفلسطينية مي زيادة و غادة السمان في الشام و فاطمة المرنيسي في المغرب و سعاد الصباح في الكويت ، أما فيما يتعلق بحدود المصطلح يمكن تناوله من زاويتين الأولى تتعلق بوجاهته نقديا ، و قد انقسم الباحثون في التعامل معه إلى قسمين : مؤيد يعول على الجانب الاحتفائي بالمرأة ، و تشجيع طموحها ، بيد أنه لذلك الجانب سياقات مطلبية لها دورها و وجاهتها ، و معارض ينطلق من أن الأدب له قانونه الداخلي الذي على أساسه يتم التصنيف إلى أجناس بغض النظر عن جنس منتجه ، و أنه شكل قبل أن يكون مضمونا.
و مجمل القول إن التحفظ على هذا المصطلح يبقى خيارا منهجيا يسوغه العديد من القرائن التي تجعل التعويل على السياق الخارج نصي فيما يتعلق بالأدب ممارسة لمّا تكتسب في الوقت الحاضر على الأقل من المشروعية النقدية ما يخولها التجذر في الفضاء النقدي ، بيد أن هذا التحفظ لا يعني إنكار كون الأدب قد يتلون بتلوينات تقتضيها سياقات خارجية من قبيل الجنس ، و العمر ، و الميول الفكرية ، و لكن كل تلك الأمور تبقى ضمن جزئيات خاصة جدا ، و تتعلق أساسا بالجانب المضموني ، و لا تمس اللغة بوصفها شكلا تعبيريا لا فرق في امتلاكه بين الذكر و الأنثى.
الباحثة الأكاديمية : أم كلثوم المعلى "