---- تنويه وإعجاب ----
قرأت الاعتذار الكريم الذي تفضل به صاحب الفضيلة العلامة سيلوم بن المزروف إلى معشر المجلسيين عما لاحظوه، هم وغيرهم، من "تصرفه دون توقف" في نظمي أحمد البدوي بن محمدا ـ رحمهما الله ـ لأنساب العرب ولغزوات النبي صلى الله عليه وسلم. والذي إلى بعضه أشرت في دراسة "أحمد البدوي بن محمدا" الصادرة مؤخرا. فوجدت في ذلك الاعتذار ما هو مناسب لمقام الشيخ الجليل من الفضل والشجاعة والتواضع والميل إلى الحق وإن صدر من أدنى الخلق.
كما قرأت الرد الأحسن والقبول الأكرم من شيخنا العلامة محمد يحيى بن سيداحمد، وليس بعده لمتكلم كلام ولا لمتقدم مقام.
فجزى الله الشيخين الجليلين خير الجزاء، وحفظهما من كل بلاء.
هذا وكم أتمنى أن يأمر الشيخ سيلوم ـ مع ذلك ـ بعض تلامذته الأجلاء وطلابه النجباء بمراجعة ما نشر وطبع من نظميه النفيسين: "قرة العينين على غزوات سيد الكونين" و"مرهم الدوي على البدوي"، لجبر ما انكسر فيهما من نظمي البدوي، وذلك بإعادة ما حذف أو بدل من كلماته إلى مواطنه كما كان، ورسم الحدود المألوفة بينه وبين ما أضافه الشيخ سيلوم من عنده، حتى يكون في "صورة احمرار" حقيقي، وذلك إما تمييزا باللون أو تحديدا بالأقواس ونحوها. والمتعارف السائر أن لا يقل تماسك النظم الأصلي عن شطر كامل من البيت الواحد، إن لم يكن بيتا أو عدد أبيات.
وما هذا ـ كما قلت ـ إلا أمنية طالب وطمع متطفل. وليس اقتراحا ولا تصويبا، معاذ الله؛ فمن أنا حتى يقترح مثلي على مثل فضيلته، أعوذ بالله من ذلك الضلال! لكني كقارئ بسيط أرى ذلك أقرب للتوشيح البهي والتوضيح الجلي، وأسلم للأمانة العلمية، ولا ينقص مثقال ذرة من قيمة النظم الجديد الكبيرة ولا من فائدته العظيمة، كما لا تخفى سهولته التقنية وبساطته الشكلية.
والله الموفق الهادي إلى الصواب
كتبه محمد محفوظ بن أحمد