طالعت على صفحات بعض مواقعنا المحترمة مقالا تحت عنوان " أسئلة لفريق برلمانيي البيئة..ظلت دون جواب " و يبدو أن الموضوع يتعلق بمنشور موجه إلى الفريق الذي أتولى رئاسته من سنة أو أكثر حيث فضل صاحب المقال كتابته إلى الرأي العام مع أنه كان من الممكن أن يودع الرسالة إلى سكرتيريا الفريق لدى الجمعية الوطنية..حتى يتسنى الرد عليه بشكل خاص .
لقد أثار اهتمامي العنوان الملفت و توقعت أن أجد استفسارات محددة يساهم البحث عن إجابات لها إلى تنوير ضروري لبعض الجوانب التي ربما غفلنا عنها – أنا و زملائي - لسبب أو لآخر
غير أن المقال موضع التعليق لم يتضمن أسئلة محددة تجدر الإجابة عنها أو تُهمًا معينة يلزم الدفاع حولها و إن ذكر فقط اسم الفريق في عنوانه و تضمن في متنه موضوع البيئة و المخاطر التي تهددها – و التي أنشأت الشبكة من أجل التغلب عليها أو الحماية منها ، و لذلك أحببنا أن نعالج الموضوع من خلال ما يهم الرأي العام مما قام به فريقنا خلال سنة من العمل .
إن تأسيسنا لشبكة البرلمانيين المهتمين بالبيئة كان بهدف جمع المعلومات حول المجال و نشر التوعية و تعبئة المسؤولين و الشركاء حول أهمية الحفاظ على البيئة و فوق ذلك كان لمساعدة الحكومة في تنفيذ سياساتها التنموية المتعلقة بالبيئة من خلال الإجراءات التالية :
- المساهمة في موائمة النصوص القانونية التي تحكم مختلف قطاعات البيئة؛
- رصد التنفيذ الفعال للسياسات والبرامج التي تطال - بقدر ما - في جوانب منها المجال البيئي .
- المساهمة في تعزيز المجتمع المدني العامل في مجال البيئة
- المساهمة في التحسيس على المستوى الوطني والدولي في مجال حماية البيئة وتعبئة الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع.
و إلى جانب ما قام به الفريق من دعم للترسانة القانونية على مستوى النصوص البيئية الرادعة و تعبئته للزملاء البرلمانيين من خارج الفريق حول هذه القوانين و ضرورة تمريرها أو حول التوعية بخصوص الاتفاقيات و المشاريع ذات الاهتمام
إلي جانب ذلك قامت الشبكة بزيارات ميدانية لشركات " كينوروس تازيازت " و " MCM"
و قد بشرنا مسؤولو هذه الشركات بالإجراءات الجديدة المتبعة لديهم و الرامية إلى الحد من الآثار السلبية الناجمة عن عمليات الانتاج
و بخصوص شركة تازيازت اطلع فريقنا على سبل معالجة مادة اسيانيد و الإجراءات الوقائية المتخذة بخصوصها و تم شرح كافة الخطوات ابتداء من التخزين و النقل و المعالجة و الإغراق بالماء و أخذ الاحتياطات كي لا يحدث أي تسرب مهما كان نوعه
و قد حث الفريق القائمين على الشركة على أخذ الاحتياطات اللازمة في كافة خطوات المعالجة و ركزت المداخلات على التذكير بالجوانب القانونية التي تقضي بالحفاظ على الكائنات الحية و البيئية
و في شركة MCM تم التذكير بالقوانين المتعلقة بالتعدين و البيئة و التي تحدد طرق الاستغلال و شروط استمراريته
و في ختام تلك المهمات كان الفريق على موعد مع دراسة معمقة لمختلف الملاحظات و المعلومات المتحصل عليها يؤازره في ذلك فنيون متخصصون و تم بعث التوصيات إلى الجهات المعنية بصياغات علمية و بطريقة واضحة و محددة .
و حتى على الصعيد الظرفي كان فريقنا حاضرا في مناسبات مست البيئة الموريتانية بدرجة ما و أزعجت السكان حيث واكبنا عمليات التنظيف على الشاطئ إبان غرق إحدى السفن بالمياه الإقليمية المقابلة لموريتانيا و كنا في تنسيق مع السلطات التي لم تدخر جهدا في هذا الصدد
كما زرنا مخازن سونمكس المشتعلة في السبخة بعد تضايق السكان من دخانها و هنا اطلعنا على ما يُقام به لإزالة الضرر و الإجراءات التي اتخذت كي لا يتكرر الحادث
إن ذلك الدور المتواضع الذي قمنا به محليا في السنة الأولى من تشكيل فريقنا لم يشغلنا عن الاهتمام بالتحديات البيئية و المناخية التي يعيشها الإقليم و العالم من حولنا
و هكذا استضفنا زملاءنا في الشبكة الإفريقية للبرلمانيين المهتمين بالبيئة في نواكشوط و انتخبت موريتانيا رئيسة لهذه الشبكة الإقليمية كما تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية للشبكة إلى جانب الإنجليزية و الفرنسية
كما كان لفريقنا دور هام في قمة المناخ بباريس و لقيت مداخلتنا تجاوبا محمودا من قبل المهتمين و المؤثرين حيث ما نزال على صلة بتلك الهيئات العالمية نظرا لما يميز منطقتنا من تصحر و جفاف نسعى دائما إلى انحساره و التخفيف من آثاره
و أخيرا و بشكل عام سوف تبقى البيئة النظيفة رئة أمان العالم التي يتنفس بها ، و كما حث الله الناس على السعي في الأرض و ابتغاء فضله من خلال ما أودع فيها من كنوز حث أيضا على الرشاد و عدم الإفساد في الأرض قال تعالى " و لا تعثوا في الأرض مفسدين " صدق الله العظيم
و إن فريقنا ليتمثل مقاصد تلك الآية الكريمة و غيرها من النصوص الشرعية التي وجهها الله سبحانه وتعالي إلى الانسان بوصفه مستأمنا في الأرض .