انتهى البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والسويسري جياني إنفانتينو والمرشحون الثلاثة الآخرين لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مساء اليوم الخميس من آخر خطوات حملاتهم الانتخابية من خلال تكثيف الجهود في حشد الأصوات التي تحسم الانتخابات المقررة غدا الجمعة خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس الفيفا) بمدينة زيوريخ السويسرية.
وكان في استقبال المرشحين حشد هائل من ممثلي وسائل الإعلام بأحد فنادق زيوريخ الذي شهد التقاء المرشحين بوفود اتحادي الأوقيانوس والكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) ، قبل أن يلتقي المرشحون بوفود الاتحادات القارية الأخرى وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي (يويفا).
ويبدو الوضع مختلفا الآن مقارنة بالانتخابات الماضية التي جرت خلال كونجرس الفيفا في أيار/مايو 2015 ، ويعد وجه الاختلاف الرئيسي هو تراجع حظوظ المرشح الأردني الأمير علي بن الحسين الذي كان قد شكل منافسا قويا لجوزيف بلاتر في الانتخابات الماضية وكاد أن يخوض الجولة الثانية من التصويت حينذاك لكنه أعلن انسحابه ليفوز بلاتر بفترة رئاسية خامسة قبل أن ينتهي مشواره بالإيقاف.
وقال الأمير علي أمام وفود اليويفا "غدا نشهد إحدى أكثر اللحظات الحرجة للفيفا ، إنه اليوم الأهم في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم.. كل العالم يترقب ما ستقدمونه لنقل رياضتنا إلى المستقبل ، وليس البقاء على الوضع الحالي أو الانتقال إلى وضع أسوأ بكثير".
وتضم قائمة المرشحين أيضا الفرنسي جيروم شامبين والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل ، لكن لا يتوقع أن يحصد أي منهما عددا كبيرا من الأصوات ، وإنما يتوقع أن يحسم السباق الرئاسي من خلال الأصوات التي دعمت الأمير علي من قبل.
كذلك تحدث الكاميروني عيسى حياتو القائم بأعمال رئيس الفيفا ونادى كل الاتحادات الأعضاء بالفيفا بالتصديق على حزمة الإصلاحات "الهامة" من أجل استعادة مصداقية الفيفا.
ويتطلب فوز أي مرشح في الجولة الأولى من التصويت حصوله على أغلبية الثلثين من إجمالي عدد الأصوات (138 من 207 أصوات) وفي حالة الاستمرار لجولات أخرى ، والتي تشهد استبعاد المرشح صاحب أقل عدد من الاصوات تواليا ، يحتاج المرشح للحصول على أغلبية من 104 أصوات للفوز بمقعد الرئاسة.
ويتوقع أن يحصل الشيخ سلمان رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة ، والذي يهدف إلى أن لا يتولى الرئيس دورا تنفيذيا ، على نسبة الاغلبية من أصوات القارة الأفريقية (54 عضوا) وكذلك القارة الآسيوية (44 عضوا ، في حالة استمرار إيقاف إندونيسيا والكويت).
وحسمت اتحادات من شرق آسيا ، من بينها اتحادات اليابان وكوريا الجنوبية والصين ، موقفها اليوم الخميس بإعلان دعم الشيخ سلمان الذي قال أمام وفود الكونكاكاف إن ممثلي اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لن يفقدوا الامتيازات مع تقليص عدد لجان الفيفا ، وإنما سيستعين بهم في لجان جديدة.
أما إنفانتينو الأمين العام لليويفا فيتوقع حصوله على أغلب أصوات القارة الأوروبية (53 صوتا) وعدة اصوات من الكونكاكاف أيضا ، وقد حظي بدعم الأعضاء العشرة باتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) لكن شائعات أثيرت حول أنه لن يحصل على الأصوات العشرة جميعها.
وسيحصل كل من المرشحين الخمسة على 15 دقيقة للتحدث أمام الحضور في الكونجرس ، وقال شامبين "بالطبع سأخوض المنافسة" ، بينما قال سيكسويل "الأمر يتعلق بالفيفا. الفيفا مثل البيت المتصدع ويحتاج للإصلاح.
وطبقا لاقتراحات التغييرات الإدارية الواسعة ، ستتقلص صلاحيات الرئيس الجديد بشكل كبير مقارنة على ما كان الوضع عليه في الماضي.
ويشترط التصويت بالموافقة من جانب 156 اتحادا من إجمالي 207 اتحادات لتمرير حزمة الإصلاحات ، وقد نادى حياتو الاتحادات بأن تتحلى ب"روح المسؤولية المشتركة.. إنها ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى."
كذلك نادى الاتحادات القارية والوطنية بتبني إصلاحات مماثلة ، وهو ما نفذه بالفعل الكونكاكاف حيث أقر بحزمة إصلاحات جديدة اليوم الخميس خلال اجتماع استثنائي لجمعيته العمومية ، وذلك بعد تورط ثلاثة من رؤسائه السابقين في تحقيقات الولايات المتحدة.
وعقد اليويفا أيضا اجتماعا استثنائيا لجمعيته العمومية ، في غياب رئيسه بلاتيني الموقوف ، لكن الاجتماع ركز على أمور اعتيادية منها التقارير المالية حيث أعلن اليويفا أنه سجل زيادة بنسبة 21 بالمائة في العائدات لتصل إلى 099ر2 مليار يورو (31ر2 مليار دولار) في السنة المالية 2014 / 2015 .