عقب رفض لجنة الطعون التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الأربعاء، الاستئناف الذي تقدم به جوزيف بلاتر رئيس "الفيفا" المنتهي ولايته وميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي ضد عقوبة إيقافهما لمدة 8 سنوات وتقليصها إلى 6 أعوام فقط، فإن الثنائي سيكون أبرز الغائبين عن الاجتماع الاستثنائي الذي تعقده الجمعية العامة للمنظومة الكروية الأكبر في العالم الملوثة بالفساد بعد غد الجمعة، لاختيار رئيس جديد للاتحاد.
وأيدت لجنة الطعون قرار الإيقاف من حيث المبدأ، لكنها اعتبرت أن "العوامل المخففة تبدو قوية" في حكمها الذي أصدرته اليوم عقب حضور بلاتر وبلاتيني جلسات استماع الأسبوع الماضي.
وأصدرت غرفة قضائية تابعة للجنة القيم في فيفا حكما في 21 ديسمبر/كانون اول الماضي قرار بإيقاف بلاتر (79 عاماً) وبلاتيني (60 عاماً) عن ممارسة أي عمل يتعلق بكرة القدم لمدة 8 أعوام بسبب انتهاكهما للقواعد الأخلاقية عقب حصول بلاتيني على (مدفوعات مشتبة بها) تقدر بمليوني فرنك سويسري (مليوني دولار تقريبا) عام 2011، نظير أعمال قام بها الفرنسي لفيفا منذ عقد من الزمان.
وجاء في بيان للجنة الطعون "برغم الاتفاق مع المبادئ والحجج المقدمة من الغرفة القضائية في حساباتها بشان العقوبات، فإن اللجنة اعتبرت ان الأنشطة والخدمات التي قدمها كل من السيدين بلاتر وبلاتيني للاتحادين الدولي والأوروبي ولكرة القدم بوجه عام خلال السنوات الماضية تستحق التقدير وتعد عاملا من شانه ان يخفف العقوبات الموقعة عليهما".
كما رفضت اللجنة استئنافا من غرفة التحقيق بلجنة القيم التي دعت لإيقاف الثنائي مدى الحياة.
وأعلن بلاتر وبلاتيني أنهما سيتقدما باستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضية في مدينة لوزان السويسرية ضد قرار إيقافهما.
من جانبها، طالبت اللجنة التنفيذية لفيفا أعضاء الاتحاد خلال اجتماع الجمعية العمومية بعد غد بقبول حزمة الإصلاحات الجذرية، التي يقترحها الاتحاد حتى يتمكن من استعادة جزء من مصداقيته المفقودة بسبب فضائح الفساد.
وقال الكاميروني عيسى حياتو، الرئيس المؤقت للفيفا في بيان له: "أعين العالم ترصدنا هذا الأسبوع خلال فترة من أدق فترات تاريخنا، الموافقة على الإصلاحات ستبعث برسالة قوية مفادها أننا نقوم بكل ما هو ضروري من أجل استعادة الثقة".
ويعقد الفيفا بعد غد الجمعة المقبل اجتماعا لجمعيته العمومية، حيث من المقرر أن يتم التصويت خلالها على حزمة الإصلاحات المذكورة واختيار الرئيس الجديد للاتحاد خلفا لرئيس الفيفا الموقوف جوزيف بلاتر.
ومن المقرر أن تشهد البنية الإدارية للفيفا تغيرات كبيرة إذا تمت الموافقة على حزمة الإصلاحات المطروحة، كما سيتم الحد من السلطات الممنوحة لقياداته، بما فيها سلطات الرئيس نفسه.
أضاف حياتو: "كل إجراء من هذه الإجراءات ضروري من أجل مستقبل الفيفا ومستقبل كرة القدم العالمية".
وتحتاج عملية إقرار الإصلاحات الجديدة إلى موافقة ثلاثة أرباع الأعضاء، الذين يبلغ عددهم في الأساس 209 اعضاء، إلا أن عقوبة الإيقاف المفروضة على اتحادي اندونيسيا والكويت قلصت عدد المشاركين في العملية التصويتية إلى 207 اعضاء فقط.
ويمر الفيفا في الوقت الراهن بأكبر أزمة في تاريخه، بعد تفجر فضيحة الفساد الأخيرة "فيفا جيت" في مايو/ايار201.
وألقي القبض على عدد كبير من أبرز قيادات الاتحاد المهيمن على شؤون الكرة العالمية، كما تم الحكم على بعضهم بالسجن بسبب تورطهم في فضائح فساد.
ويتنافس على رئاسة فيفا كل من السويسري جياني انفانتينو سكرتير عام الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، والبحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، والأمير الأردني علي بن الحسين، الذي خسر انتخابات رئاسة فيفا العام الماضي أمام بلاتر، والفرنسي جيروم تشامبين نائب سكرتير عام فيفا السابق، والجنوب أفريقي طوكيو سكسويل.
وتم اطلاع المرشحين الخمسة اليوم الأربعاء على الإجراءات المتعلقة بإجراء الانتخابات من قبل مسؤولي فيفا.
وأكد روب فاودون المتحدث باسم انفانتينو أن الفيفا طلب من المرشحين اعطاء تفاصيل الخطب التي من المقرر ان يقوموا بالقائها حال الفوز ، حيث قدمت مع الإجابات المحتملة للمؤتمر الصحفي الذي سيعقد عقب إجراء الانتخابات.
في المقابل، نفى الفيفا محاولة التأثير على المرشحين، مشيرا إلى أنه سوف يتم اعطاؤهم مبادئ توجيهية فقط بشأن الأمور المؤسسية والإدارية للمنظومة الكروية الأكبر في العالم التي ربما لايكونوا على دراية بها وربما تثار خلال المؤتمر الصحافي.
اضاف الفيفا انه ليس لزاما عليهم ان يتبعوا هذه التوجيهات.
ويأتي ذلك متمشيا مع المدرسة القديمة لفيفا عقب قيام وزير الرياضة الروسي وعضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي فيتالي موتكو، الذي أصدر ما يشبه البيان خلال حديثه لوكالة تاس الروسية والذي أعرب خلاله عن أسفه لإخفاق انفانتينو والشيخ سلمان في التوصل إلى اتفاق.
وقال موتكو: "إن إنفانتينو والشيخ سلمان فشلا في التوصل إلى صيغة تفاهم".
اردف: "في رأيي، كان ينبغي التوصل لاتفاق، لقد تم تدعيم هذه الفكرة بكل الوسائل الممكنة".
ويعقد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) واتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) اجتماعين استثنائين لجمعيتهما العمومية بالإضافة إلى الاتحادات القارية الأربعة الأخرى التي تعقد اجتماعاتها النهائية غدا الخميس.