.قبول موريتانيا المبدئي لإستضافة القمة العربية يبدو أنه أمر مزعج للكثير من الأقلام الوطنية , بل والكثير من طيفنا السياسي , وطبعا تبقى مسوغاتهم في إطار "الشفقة" على البلد وقديما قيل "الشفيق مولع بسوء الظن " هذا هو أحسن مخرج لهؤلاء وأنا التمسه لهم , فنحن لاينبغي أن نحاسب الناس على النيات ولاعلى السرائر..لكن منطقا آخر أكثر قبولا في الواقع وأكثر وجاهة من الناحية البراغماتية لايقبل هذا الطرح بتاتا ,فالقمة تعني في نهاية المطاف تجمعا لزعامات عربية ودولية وأممية وحشدا إعلاميا يجعل البلد ولو ليوم واحد في قلب الحدث العالمي ,, وهذه فرصة ينبغي أن لاتضيع على هذا البلد المنسي إلى حد ما عربيا ..فنحن ليس لدينا مانخفيه عن الآخرين فلدينا إعلام مشاهد ومكتوب ومسوع يكتب حتى عن أدق تفاصيل الحياة الإقتصادية والسياسية في البلد والعالم تحول إلى قرية واحدة...
ثم إن التشكيك في إمكانيات البلد من حيث القدرة على استيعاب هذا الحشد المرموق, .يبدو في منتهى النظرة الدونية لما نملك ولما نتمتع به من مقدرات سياحية ورأسمال قيمي ورمزي ,ولهذا لانعتقد أننا في هذا السياق بحاجة إلى تعداد الفعل الثقافي الشنقيطي وماقدمه الشناقطة تاريخيا من مساهمة متميزة في الحقل الثقافي العربي, كما أن مساهمتنا المعاصرة في القضايا العربية المركزية لاتحتاج للعرض والمزايدة .
ولييس الهدف منها نيل بطاقة الإنتساب للجامعة العربية ,لقد خدمنا قضايانا العربية ونحن خارج الجامعة العربية ,وليست لنا عقدة انتماء ولاعقدة من الجغرافيا فنحن عرب الثغوروأحفاد المجاهدين لا القاعدين , وشيم العرب الأصيلة بمافيها من كرم الضيافة تحتضنها واحات نخيلنا وكثبان صحارينا وسهولنا ووهادنا , ولهذا فالقضية المطروحة ليست قضية غرف وأسرة....قلوبنا كلها غرف للعرب وفنادق من خمس نجوم ورغم ذلك ففي الواقع من الوسائل ومن المشاهد مايسعد العرب هناك المناظر الطبيعية في موريتانيا وهي في غاية التميز ,هناك ضفة خضراء وخلابة على النهروهناك شواطئ من أغنى شواطئ العالم بالأسماك ,ومن أطولها في عالمنا العربي....وهناك صحاري وثروة حيوانية تشرئب لها أعناق العرب ...
وأحب شيئ للأنسان مامنع منه..ولذلك سيكون مالدينا إن وظفناه أحسن توظيف في إطار منظم ودقيق يمثل الغاية الأسمى لهؤلاء الضيوف..ومن جهة أخرى تبدو المسألة الأمنية محسومة في موريتانيا فلايمكن مقارنة أمنها بأي بلد عربي كان , وهذا الكلام ليس على وحه المبالغة فعندما تقارنوا أمن موريتانيا اليوم بأي بلد ستجدونها من أكثر البلدان تحصينا ,ولله الحمد....
هناك حديث عن واقع التشظي العربي وعن التجاذبات بين عدة أقطاب عربية والسؤال المؤرق من يمثل من ؟ لكنني أعتقد أن الدوبلوماسية الموريتانية المرنة والهادئة والمتوازنة كفيلة بجعل قمة انواكشوط قمة نوعية وإن بالغنا في التفاؤل قلنا ستؤسس لعمل عربي جديد من شأنه أن يعيد الأمل للعرب في لم شملهم وإطفاء حروبهم والتسامي على جروحهم المؤلمة , وماذلك على الله بعزيز.