في إطار فعاليات الموسم الثقافي الثالث 2015-2016 والذي يتخذ (التعليم العالي في خدمة المجتمع) شعارا له، احتضنت قاعة الندوات بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون ندوة علمية بعنوان "اللغة العربية: المكانة والتحديات". وقد ترأس الجلسة العلمية د. أحمد دولة ولد محمد الأمين عميد كلية اللغة العربية والعلوم الإنسانية بالجامعة.

وبعد الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن العظيم بدأت الندوة بمداخلة للدكتور أحمد سالم ولد اباه أستاذ النقد الأدبي بالجامعة، استهلها باستنطاق عنوان محاضرته (اللغة وعاء لفهم قيم المجتمع) محددا المقومات الجوهرية للعنوان، معتبرا أن الشعر يبقى الأثر المرشح لحمل القيم والتعبير عنها، خصوصا إذا كان أكثر التصاقا بالذاكرة الشعبية مثل (لغن) لدى المجتمع الموريتاني مستعرضا نماذج من هذا الأدب.

فيما تقدم المحاضر الثاني أ. يحي ولد أبنو، أستاذ اللغة الانجليزية بالجامعة، بعرض تحت عنوان (أثر اللغة العربية في اللغة الانجليزية: بين الافتراض والواقع)؛ تعرض من خلاله لظاهرة التأثر اللغوي وأسبابها، معددا المسوغات التاريخية التي تجعلنا نفرض احتمال وجود تأثير أو أثر للغة العربية في الانجليزية. ثم خلص إلى أن اللغة الانجليزية قد تأثرت بالفعل بمفردات عربية. مضيفا أن هذا التأثر وإن كان في أغلبه قد حدث بشكل غير مباشر - عن طريق بعض اللغات الأوروبية الأخرى – إلا أنه ترك في اللغة الانجليزية المئات من المفردات ذات الأصل العربي. كما استعرض المحاضر نماذج من مفردات انجليزية مستخدمة في شتى المجالات، مبينا أنها ترجع في الأصل للعربية؛ وهو ما يبرز جانبا من مكانة اللغة العربية بين لغات العالم في العصر الوسيط.

أما المحاضرة الثالثة فقد تقدم بها أ. يحظيه ولد عبد الرحمن أستاذ الفقه بالجامعة. وكانت بعنوان (الجهل باللغة العربية وأثره في تنزيل النصوص على الوقائع الشرعية) وقد استهلها المحاضر بإبراز العلاقة الحميمة بين الدين الإسلامي واللغة العربية وهي العلاقة التي تستظل حسب رأيه بظلال الوحي المنزل بالعربية وهو ما يستوجب ضرورة معرفة اللغة العربية معرفة لا غنى عنها لفهم النص الشرعي في مختلف مستوياته (تحقيقا للمناط، فهما لدلالات الألفاظ ...الخ). واستعرض المحاضر نماذج من بعض الفتاوى التي وقع فيها الخلل بسبب الجهل باللسان العربي أسلوبا وقواعد وفنونا.

وقد حضر الندوة رئيس جامعة العلوم الإسلامية بالعيون د. محمد المامون ولد مينحن والنائب الأول لرئيس الجامعة د. محمد تقي الله ولد الطالب جدو والأمين العام للجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام والإداريون بالجامعة، إضافة إلى العديد من أساتذة الجامعة وطلابها وبعض من ساكنة مدينة العيون.