السعد ولد عبد الله ولد بيه يستقيل من حزبه

جمعة, 2016-02-12 17:42

استقال القيادي في حزب الحضارة و التنمية السعد ولد عبد الله ولد بيه منه بعد فترة أشهر من إعادة بناء الحزب  ، و جاءت الاستقالة في بيان أرسله ولد بيه إلي مراسلون هذا نصه .

" بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد :

 فإن فترة مهما كانت قصيرة من الممارسة الحزبية في موريتانيا، تجعلك تكرر من قلبك مع بديع الزمان سعيد النورسي قولته الشهيرة "أعوذ بالله من الشيطان والسياسة" ؛  ذلك أننا عملنا جاهدين  - في حدود المتاح ومايسمح به الظرف - وانطلاقاً من مبدأ المساهمة الواعية و الإيجابية الفعالة آخذين بعين الإعتبار حالة التنافر السياسي  التى يعيشها  البلد ! عملنا – إلى جانب إخوة فضلاء - :على  تشكيل مايمكن تسميته تحالف نخبوي وطني ديمقراطي  في إطارحزب سياسي ,آملين في إحداث  نقلة نوعية على مستوى  بنية العقلية السياسية المتراكمة  والنشاط الحزبي و العمل الوطني بشكل عام ,مؤمنين بضرورة تجاوز نمطية التفكير التقليدي في التعاطي مع الشأن العام , ووضع أسس فكرية حداثية, لبناء أرضية سليمة  تتماشى وتطلعات هذه النخب الوطنية . وبحكم القناعة الراسخة  بأولوية جدوائية  الفعل السياسي ونضج الرؤية التي ينبثق منها هذ الفعل، والتي تستمد روحها من جملة  المبادئ المتفق عليها والجامعة لأعضاء الحزب : نجد عدم إنسجام الأفكار والمبادئ مع الإطار التنظيمي الذي  يحويها , أمر لايمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال و نعتبر أن  مسايرة هذ الواقع  الداخلي للحزب هي نوع من العبث بمصير ما نقدمه وما نهدف له من الأفكار الحداثية والوطنية وإستنزاف لجهود بذلناها في سبيل هذا المشروع الوليد , ولأن  تفادي هواجس  الإخفاق  بات أمرا  يتجاوز النقاش الدائر بيننا كأعضاء  مؤسسين ،  حيث  تلزمنا هذه المآخذ  بالعمل  على  الوقوف  دون مانعتقده،  حتى  ولو كان  ثمن ذلك الإنسحاب التام من هذ الإطار التنظيمي، الذي لا يسير في الإتجاه الذي كنا نريده ونتوقعه. ونحن إذ نعلن إنسحابنا من الحزب  إمتثالا لما يرضي ضمير المسؤولية الوطنية،  وتجاوبا مع ثقتنا في مدى قدرة تأثير مانحمله من أفكار على الساحة السياسية،  نجدد  تمسكنا بخيار المساهمة الفعالة في تحديث الممارسة  السياسية  في البلد،  تاركين المجال مفتوحا  للإستفادة من هذا الإخفاق كتجربة سابقة، و منفتحين على كل الخيارات الملائمة وما نعتقده ، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه الرشد والسداد؛ وفي النهاية لا يسعني – شخصيا - إلا أن أتوجه بالشكر وعميق الامتنان، لشخصيات وتيارات وازنة في الداخل والخارج ،والتي اتصلت وأبدت استعدادها للعمل مع شخصي الضعيف من أجل الارتقاء بالحياة السياسية وتحقيق مانصبوا إليه للوطن والناس من الخير والنماء . 

السعد بن عبد الله بن بيه ؛

رئيس لجنة العلاقات الخارجية سابقا في حزب الحضارة والتنمية .

الخميس 11 فبراير 2016

والله ولي التوفيق"