ترددت كثيرا في الكتابة والتدوين عن قضية نسيبة على الرغم من أنني من أول من اطلع على ملفها وواكبه حتى آخر لحظة منه إلى الآن، ونظرا لإلحاح بعض الزملاء وحرصا على إنارة الرأي العام، قررت أن أضع أمامكم ما لدي من معلومات
في 1 ديسمبر 2015 اتصل بي من أثق فيه عارضا علي ملفا إعلاميا دسما، وقدم لي ملفا من الوثائق كانت معطياته على النحو التالي:
بداية بالفساد قبل نسيبة
كانت البداية كأس "ج" العام الماضي، واستبعدت منها موريتانيا نظرا لأنهم أرسلوا رسالة روتينية عادية إلى وزارة التهذيب ولم يجدوا أي جواب بسبب ضياع الرسالة في دهاليز الوزارة.
هذا العام بسبب تحضير مبكر أرسلت القناة وفدا منها للقاء المسؤولين الموريتانيين لمشاركة موريتانيا في الكأس
قررت القناة إجراءين
- الأول إرسال وفد إلى موريتانيا.
- التعاقد مع شركة إنتاج تشرف على تصوير وتهيئة الفرق المشاركة.
تعاقدت القناة مع الشركة والتقت بالأمين العام الإمام الشيخ ورحب بالقناة وبمشروعها وقد حدد لها أحمد سالم ولد أوديكه للتواصل
غادر الوفد، وبدأت المعاناة، لترسل الوزارة طلبا بتوفير ميزانية للتنسيق متذرعة بأنها لا تملك ميزانية لهذه التصفيات.
وافقت القناة ومنحت ميزانية قدرها 30 ألف دولار تتضمن نقل الطلاب وإعاشتهم.
فتحت الوزارة حسابا باسم شخصي، فرفضت القناة متذرعة بأنها لا تدفع الأموال في الحسابات الخاصة، بل تدفع فقط للخزينة أو الميزانية.
طلب صاحب وحدة الإنتاج من الوزارة طريقة تسليم الميزانية بمقابل فاتورة استلام تمنحها الوزارة، فرفض الأمين العام، تعرقل الملف وكادت مشاركة موريتانيا في هذه الكأس تنتهي عند هذا الحد؟
بعد ذلك اتصل صاحب وحدة الإنتاج بمصدر أبلغ الوزير بالأزمة، استفسر الوزير الإمام الشيخ عن القضية، فنفى الأمين العام علمه بها، رد عليه الوزير: لا تعلم بها وأنت تريد منهم أن يدفعوا لك المال!
طلب الوزير إنهاء الملف بشكل نهائي، فقام الأمين العام بإغلاق الحساب في بنك "الوطني" وأبلغ القناة بذلك عبر رسالة رسمية.
باشرت وحدة الإنتاج عملها في نقل الطلاب وإعاشتهم ورعاية التصفيات، طلبوا رسالة تسهيل المهام من وزارة التهذيب، فرفض الأمين العام إرسال رسالة إلى الجمارك بتسهيل دخول معدات الإنتاج، كما رفض أيضا إرسال رسالة أخرى إلى مدير الملعب الأولمبي.
وافق مدير الملعب على منحهم الملعب، لكن بعد يومين من الموافقة أتته أوامر أيضا بأن يتراجع عن ذلك.
وأخيرا وجدوا فرصة مع ملعب شيخا ولد بيديه.
في المطار احتجزت معدات شركة الإنتاج، لمواجهة المضايقات الشديدة، قررت شركة الإنتاج تسريع الوتيرة، وأجريت التصفيات وفاز فريق نسيبة.
حاولت شركة الإنتاج تخليص معداتها من الجمارك لكنها فوجئت بحجزها لمدة شهر وغرامة 7000 دولارا
فاز فريق نسيبة، وطلبت شركة الإنتاج من وزارة التعليم مخاطبة قناة "ج" بأسماء اللاعبين المشاركين في الفريق.
طلب منهم الإمام الشيخ اللائحة، وكانت لديه نية في استبدال بعض الطلاب نظرا لأن الأمر يتعلق بتعويض مالي وبسياحة.
وقال الإمام الشيخ إن الأمر يتعلق بمباريات عربية في بلد عربي ولا يمكن إرسال فريق من لون واحد، فرفض الفريق المشرف على التصفيات كما رفض فريق وحدة الإنتاج.
في هذه الفترة نشرت الأخبار تقريرا عن الموضوع، وذلك شهرا كاملا قبل تفجره، وجاء في نصه: "ولم ترسل الوزارة إلى اليوم أسماء الفريق الفائز للحصول على التآشر، وبررت جهات في الوزارة سعيها لتغيير بعض أعضاء الفريق بضرورة "تلوينه"، وتنويع التلاميذ المشاركين فيه، ليمثل موريتانيا ككل".
مما يؤكد أن قضية التلوين كانت حاضرة في الملف شهران كاملا ن قبل أن يظهر للعيان ويصبح قضية نقاش متداولة.
بعد النشر بدأت مساع لحلحلة الملف، وافق الأمين العام على كتابة الأسماء وأرسل لائحة، وبعد وصول اللائحة إلى قطر اتضح أن بعض الأسماء أكبر من السن القانوني، فطلبت القناة استبدالهم، بمجموعة من الفريق الاحتياطي، فرفضت الوزارة ممثلة في الأمين العام.
وتحت الضغط وخوفها من غياب الفريق وافقت القناة على أن يصل الفريق بدون تغييرات.
أقيل الأمين العام، واعتبر أن القضية قضيته، وأنه مقال بسبب قناة "ج" وعليه أن ينتقم، وعينت أمينة عامة جديدة حاولت حل الملف، راسلت وزارة الداخلية من أجل تسهيل حصول الفريق على جوازات سفر للفريق بأسمائه، كتب الوزير باعصمان رسالة، فرفض رئيس فرع وكالة الوثائق بالميناء استقبال رسالة الوزارة.
في آخر لحظة، وبعد كثير من الانتظار تم إرسالهم إلى فرع الوكالة في مقاطعة الرياض، دفعوا كل التكاليف بعد رفض الوكالة منحهم جوازات سفر استثنائية.
اشترطت الوكالة استصدار شهادات من موثقين، تكلفوا 580 ألف أوقية لدى الخزانة، وأخيرا تم تصوير الفريق وأخذ بصماته، ووعدهم مدير وكالة الرياض بجوازات سفر في اليوم الموالي
ليفاجأوا بعد ذلك بأن لديهم أوصالا تحمل تاريخا للتسليم سيكون يوم 3/2/2016 أي بعد حوالي أسبوع من تاريخ التصوير، وأكد رئيس الفرع أنهم سيحصلون على الجوازات في اليوم الموالي للتصوير
في اليوم الموالي أخبرهم بأن الشهادات القادمة من الموثق لا تحمل صور الوكلاء، فأعادوها من جديد وتكلفوا 40 ألف أوقية.
في اليوم الموالي جاء الوكلاء إلى الرياض بحثا عن الجوازات، أبلغهم رئيس الفرع بأن الجواز غير موجود، باستثناء جواز سفر المدرب والطبيب ومدير المدرسة.
خرج الوكلاء في مظاهرة احتجاجية إلى وكالة الوثائق المؤمنة، بعد ساعة استدعاهم مسؤول من الوكالة وقال لهم : أنتم مزوِّرون ونحن نحقق الآن في قضيتكم..
هنا فقد فريق نسيبة الأمل بشكل نهائي، طلبت قناة ج لتلافي الوضع، إرسال فريق أطار الاحتياطي، لكن الوقت قد ضاع وأٌقصيت موريتانيا من المباريات.
هذه هي التفاصيل كاملة وربما تتاح لي فرصة أخرى للتعليق على هذه الأحداث والوقائع.
#لن_يغيروا_لون_بشرتهم