مهرجان اعيون المگف: محاضرة عن دور التعليم في تأصيل القيم (ملخص)

اثنين, 2016-02-08 19:36
د. سيدي محمد ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع والأمين العام لكلية الشريعة بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون.

في إطار فعاليات مهرجان عيون المكف للثقافة والسياحة، الذي احتضنت جامعة العلوم الإسلامية بالعيون جانبه العلمي، ألقى الدكتور سيدي محمد ولد الجيد أستاذ علم  الاجتماع والأمين العام لكلية الشريعة بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون، ورئيس الجمعية الموريتانية لعلم الاجتماع (AMS) محاضرة بعنوان دور التعليم في تأصيل القيم وتوزعت المحاضرة على المحاور التالية: مفهوم التعليم، أهمية التعليم في حياة الشعوب والأمم، تحديات التعليم في موريتانيا، مفهوم القيم، وظائف القيم، القيم ذات الأولوية بالنسبة للمجتمع الموريتاني، السبيل إلى ترقية التعليم وتفعيل دوره في تأصيل القيم.

وذهب المحاضر إلى أن المجتمع الموريتاني يشهد تراجعا وتقهقرا حادا للعديد من القيم النبيلة، وغيابا مخلا لقيم عتيدة ولازمة لكينونة الدول وتطورها وازدهارها. مما أدى إلى بروز العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية كانتشار الجريمة والانحراف والعنف والتطرف وتعاطي المخدرات وترويجها. كما حث د. سيدي محمد ولد الجيد على ضرورة العمل على إحياء وتأصيل القيم ذات الصلة بالأمانة والاعتدال والوسطية والإنتاجية، إضافة إلى المواطنة والوحدة الوطنية.

وخلص المحاضر إلى مجموعة من التوصيات لعل أبرزها: ضرورة العمل على تجذير وإحياء القيم الاجتماعية الأصيلة التي طبعت هذا المجتمع وميزته عن غيره من المجتمعات البشرية، إضافة إلى السعي إلى تأصيل وتفعيل القيم اللازمة للحياة المدنية، وتجاوز تلك المتعلقة بالأبنية الاجتماعية السابقة على الدولة كالقبلية والعرقية والجهوية، وكذلك الأخذ بأسباب ترقية التنشئة الاجتماعية وتعزيز أدواتها وميكانزماتها حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة الثقافية والاجتماعية.

كما طالب المحاضر بالعمل على دعم وتطوير المنظومة التعليمية والتربوية من خلال تطوير البنى التحتية التعليمية (اعتماد المعايير الفنية الدولية)، ترقية المناهج التربوية، تفعيل قرار إلزامية التعليم، تفعيل هيئات المراقبة والتفتيش، تنظيم حملات تعبوية وتحسيسية لرفع مستوى الوعي بأهمية التعليم، إعادة الإعتبار للمدرس وتعزيز مكانته بالمجتمع، تحسين الظروف المادية والمعنوية للمدرس، ترقية وتعزيز قدرات خريجي مؤسسات تكوين المعلمين والأساتذة، تعزيز ودعم وتعميم لامركزية التعليم العالي، وضع آلية عملية للرفع من المستويات التعليمية، إشراك كافة الفاعلين (الفقهاء والأئمة، النخبة المثقفة، المنتخبون، رجال الأعمال، المجتمع المدني، الوجهاء) في دعم العملية التربوية.

وقد حضر فعاليات هذه المحاضرة ممثلين عن السلطات المحلية والمنتخبين، إضافة إلى الطاقم الإداري والتربوي لجامعة العلوم الإسلامية بالعيون وأساتذتها وطلابها وجمع من ساكنة المدينة.