تكانت: من حمار الممرض "ع" إلى سيارات الإسعاف.. (صحة)/ الشيخ بكاي

خميس, 2016-02-04 23:36

تيجكجه (موريتانيا)- "مورينيوز"- من الشيخ بكاي

يركب الممرض "ع" جملا أو حمارا أو يمشى على الأقدام حاملا عُدته وصيدليته المتنقلة بين القرى والبوادي في ولاية "تكانت".. يكتب وصفات، يبيع أدوية، يقبض ثمن "الاستشارة"، ويجرى أحيانا عمليات جراحية "جريئة" تترك عاهات مستديمة..

صورة قديمة مرتبطة بأحد العشرات من الممرضين ومساعدي التمريض الذين كانت الدولة الموريتانية ترمي بهم من دون وسائل إلى الريف.. تقدم الغالبية من هؤلاء "ما في المقدور" بأسلوب مهني، وتجاهد – في حدود المقبول- من أجل إنقاذ الأرواح؛ فيما تنغمس قلة في منهجية "ع" وممارسات مماثلة.

غاب الممرض"ع" عن المسرح، فهل غابت صورته والواقع المرتبط به..؟

يشتكي سكان في الولاية التقت بهم "مورينيوز" من تدني الخدمات الطبية، و "سوء توزيع المراكز" في بعض المناطق كما قال أحدهم.

غير أن والي "تكانت" سيدي مولود ولد ابراهيم قال في حديث إلى"مورينيوز" إن "التغطية الصحية جيدة، ولا يمكن القول بعكس ذلك" مستشهدا بوجود "12 سيارة إسعاف في الولاية.." وقال: "في كل مقاطعة سيارة إسعاف.. وهذا أمر جيد".

واعتبر الوالي أن أكبر دليل على جودة التغطية الصحية "وجود مستشفى في عاصمة الولاية به معظم التخصصات بما فيها التصفية وعلاج الكلى".

وأشار إلى أنه لا ينقص المستشفى إلا "فني راديو تم تدبر أمره".

وقال إنه يجرى العمل على "سد أي نقص في التأطير".

وخلص الوالي إلى القول: "إنه ليس للولاية أن تشكو من هذا الجانب". لكنه اعترف بوجود "صعوبات مرتبطة بالبني التحتية لا تساعد الموظفين في بعض المناطق".

وقارن الخليفه ولد البكاي رئيس مركز "النبيكه" غربي الولاية بين الوضعية الحالية للصحة وحالها سنوات مضت قائلا:" لا مقارنة بين الحالتين، فالآن في كل تجمع نقطة صحية والمراكز الصحية تعمل بكل نشاط ولديها الوسائل لذلك".

وامتدح الخليفه وجود سيارات الإسعاف: " الآن نستطيع التحرك بسرعة لإنقاذ المرضى في أي مكان من الولاية بفضل سيارات الإسعاف الجاهزة في أي وقت" حسب تعبيره.

وعلى الرغم من أن المرء يخرج من الحديث مع الرسميين ومن مشاهدة الواقع المادي على الأرض باستنتاجات إيجابية، فإنه لا يخرج – بالضرورة- بإحساس مكافئ من أحاديثه مع المواطنين البسطاء عن الخدمات الطبية".

 

البيطرة تتلمس الطريق:

 

وفي بادية الولاية تأتي صحة الماشية بعد صحة صاحبها.

وتبدو وزارة البيطرة الأقل حضورا في أذهان معظم البدو..

وتتكرر لدى البدو أجوبة من نوع: " نسمع فقط في الراديو عن حملات تقول الإذاعة إنه يقام بها ولا نعرف أكثر من ذلك".

لكن المندوب الجهوي للبيطرة الدكتورأحمد محمود ولد التقي قال لـ"مورينيوز": "هذا غير صحيح.. نحن نتدخل". وقدم إحصائيات: " بالتعاون مع منظمة الفاو تم تلقيح 23411 من الغنم لصالح 1702 من المنمين وقد وصلت فرقنا إلى تيشيت في أقصى الشرق".

وأضاف أنه تم أيضا العام 2015-2016 تلقيح " أكثر من 21 ألف رأس من بينها 850 من الإبل".

وقال: " إن مندوبية البيطرة واجهت ثلاثة عوامل متزامنة هي وجود وزارة جديدة، عام قحط ،وانتشار حمى الوادي المتصدع، ومع ذلك قامت بالكثير".

ووفق ما قال االطبيب البيطري " استفاد 4289 من المنمين من برنامج التدخل الخاص بمساعدة أصحاب الماشية في الجفاف الأخير. كما قيم بحملات في المناطق المبوءة بمرض حمى الوادي المتصدع استفاد منها أكثر من 10 آلاف رأس".

ويلخص التقي عدد تدخلات مندوبيته بـ 14 تدخلا في عموم الولاية.

ويعتقد المندوب أن "أسعار التلقيحات خفيفة فهي لا تتعدى 30 أوقية للرأس.. ومن بين 5 لقاحات هناك واحدة فقط يتراوح ثمنها بين 80 و 90 أوقية للرأس".

ويلقي التقي باللائمة على منمي الماشية أنفسهم فهم: "غير منظمين، فلا توجد روابط تضمهم، عكسا لما هو حال المزارعين". وهم أيضا: "لا يهتمون بحملات التلقيح التي تتطلب نقل مواشيهم إلى المحابس ( الأغتات) المخصصة للعملية".

والمحابس نفسها في رأيه "قليلة.. وتلك مسؤولية البلديات التي عليها الكتابة إلى الجهات المختصة من أجلها".

ويصل عدد المحابس في الولاية 27 حسب معلومات المندوب.

ويقول الطبيب البيطري إن " الكل يريد أن نتنقل معه إلى مكانه هو.. وهذا صعب نتيجة لتعدد الأماكن والقرى".

وأشار إلى أنهم يميزون بين الحالات الجادة وغيرها "مثلا اتصلت بنا مجموعة أقيجط متحدثة عن استيطان مرض في المنطقة وقد بعثنا معهم فرقة أخذت عينات يتم إرسالها للتحليل".

ومنذ عامين يستوطن المنطقة الواقعة غربي تيجكجه مرض أدى إلى نفوق الأبقار في شكل مستمر.

ويرجح السكان أن يكون استيطان المرض عائد إلى قضم الأبقار عظام النافقة منها.

وكشف المندوب عن أنه يجري الاعداد لفتح صيديلية بيطرية في تيجكجه تابعة للدولة خلال الاسابيع القادمة.

وأفاد بأنه يجري تنظيم مهنة "الجزار" مؤكدا أن بطاقات الجزارين هي الآن في المرحلة قبل الأخيرة.

ويعتقد مهتمون أنه سيمر وقت طويل قبل أن تستفيد الثروة الحيوانية من أنشطة وزارة البيطرة ما لم يحدث تغيرر عميق في الأساليب المنتهجة.