مقطع "مسرب" من شاهد على العصر مع صالح ولد حننا / حبيب الله ولد احمد

أربعاء, 2016-02-03 10:51

أحمد منصور : متى اقتنعتم انت ووحداتك بفشل محاولتكم الإنقلابية ؟
صالح ولد حنن : فى الواقع كنا نعرف أن ميزان القوة ليس فى صالحنا فمعظم وحدات الجيش فى الداخل كانت لها ولاءات مطلقة ولأسباب مفهومة ومتفهمة بالنسبة لنا للرئيس ولد الطايع ولذلك عندما استنجد بتلك الوحدات تحركت بسرعة لتطويق منافذ العاصمة صحيح أننا نملك أقوى أسلحة الجيش الموريتاني كتيبة المدرعات بكل دباباتها ولدينا جناح فى القوات الجوية لكن عندما وجدنا انفسنا فى مواجهة وحدات ومناطق عسكرية من بينها قوات نخبة خشينا أن يسيل المزيد من الدماء وتكثر الفوضى ويتحول الأمر إلى نزاع قبلي أومناطقي مسلح فقررنا من جانب واحد إخلاء مواقعنا والإنسحاب فلم يكن هدفنا تدمير العاصمة والعصف بسكينة الناس فى البلاد كنا نريد إسقاط النظام فقط لكن حساباتنا كانت غير دقيقة فالبعض من الضباط تنكرلنا فى لحظات عصيبة وفارقة ثم إننا لم نبلغ من النقاء الثوري وطهر القضية مايجعلنا محصنين ضد العسس والوشاة حتى من داخل صفوفنا الأمامية وهؤلاء لعبوا دورا حاسما فى إخراجنا من المعركة
وكان واضحا بعد عشر ساعات من الغموض اننا سيطرنا على اهم مرافق العاصمة فطوقنا الرئاسة ومبانى اعلامية رسمية وقيادة الاركان لكن ظهورنا كانت مكشوفة تماما للوحدات التى تدخلت بعنف لم يكن من المناسب مواجهته من طرفنا خاصة بعد سقوط بعض الضحايا مع الأسف وحدوث موجة رعب حقيقية بين عامة الناس بهذا المنطق قررنا أننا فشلنا وعلينا الإنسحاب وتحمل كل تبعاته كان قرارا قاسيا جدا ولكنه صان دماء الجنود والمدنيين وكان ذلك مكسبا مهما بالنسبة لنا ونحن نغادر أرض المعركة بطريقة رآها البعض انهزامية وقدرنا نحن أنها أفضل طريقة لحقن دماء الموريتانيين
ـ أحمد منصور: عمليا لم يكن بمقدوركم إصدار اوامر وقد تفرق رجالكم واختبأ بعض القادة كنتم تقريبا بعد تدخل وحدات الداخل وكأنكم جسد ممزق يبحث عن رأسه كيف صدرت الأوامر منك أنت بالذات ولمن صدرت وهل بقيتم فعلا على اتصال حتى آخر طلقة رصاص وآخر جندي تسحبونه من أرض المعركة؟
ـ صالح ولد حنن : فى الواقع كنا متماسكين تماما لكن ظروف المعركة وإفلات الرئيس من قبضتنا بمساعدة سفارة أجنبية ووصوله من وراء ظهورنا إلى قيادة الحرس الوطني كان التحول الأبرز فى المواجهة معنويا على الأقل أنت تطارد فريسة وتلاحظ أنها سلكت طريقا بعيدا لاتعرف مساره وخرائطه لابد أن تصاب بشيئ من الإحباط المعنوي نحن هدفنا ولد الطايع واركان حكمه ماالذى نفعله بمبنى الاذاعة والتلفزة مثلا نحن محاربون لسنا صحفيين ولسنا قطاع طرق والمحارب الشريف يخسر معركته بمجرد أن يفلت العدو من قبضته وهروب الرئيس كان يكفى لإرباك خططنا وضربها فى الصميم يمكنك اعتبار أن مهمتنا فشلت بمجرد هروب الرئيس إلى مكان آمن بدأ منه مباشرة تشكيل غرفة عمليات لاستعادة السيطرة على العاصمة وكانت مهمته سهلة فلديه غالبية الجيش بضباطه وجنوده ومعداته وهو مخطط عسكري ماكر ويحظى بدعم من سفارات أجنبية
إذن كان علينا إيقاف النزيف بأية طريقة قتل مزيد من جنودنا ليس هدفا نبيلا الرجل هرب وتغول إذن مهمتنا فشلت تقبلناها بروح رياضية وانا اصدرت الاوامر فعلا ووصلت لا اقول لك للجميع لكن للضباط الذين اثق فيهم وكانوا فى واجهة الاحداث ذلك اليوم الرهيب
طبعا بعد خروجنا لم يعد بمقدورنا التواصل لأسباب أمنية واضحة وقررنا ترك العمل لجناحنا المدني وكان نشطا فى الداخل والخارج لكنه أيضا تضرر من خروجنا من المعركة واضطر مثلنا للتفرق هربا من بطش نظام بدا رغم قوته الظاهرية مهزوزا ومتوترا وغير واثق من نفسه

من صفحة الكاتب حبيب الله ولد احمد على الفيس بوك