ولد بونعامه يحاضر في الإمارات عن المثقافة بين الجاليات

أربعاء, 2016-02-03 00:32
 مني ولد بونعامه

من مفهوم المثاقفة عبر التاريخ اتخذ الزميل والباحث الأكاديمي الموريتاني منّي بونعامة، مدخلاً لمحاضرته «المثقافة بين الجاليات – تمثَل الآخر وسؤال الهوية»، وذلك خلال المحاضرة التي ألقاها مساء أول من أمس في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي فرع المسرح الوطني.

مؤكداً أن الإمارات تعتبر الدولة العربية الوحيدة الحاضنة لكل ثقافات العالم، وبإمكان المرء أن يتعرف فيها إلى كل ثقافات العالم وتقاليد الشعوب من دون الاضطرار إلى السؤال عن دين أو عرق.

تنوع ثقافي

أشار منّي بونعامة إلى وجود أكثر من مئتي جنسية في الإمارات، وتساءل هل يمثّل ذلك الوضع خطراً على الهوية والخصوصية الثقافية للإمارات أم يعتبر عنصر ثراء يضفي على التجربة الإماراتية؟ وفسر هناك روافد تنتمي إلى حضارات وثقافات مختلفة، وهو ما يخلق مثقافة تلقائية بين الثقافات الوافدة في نطاقات تعاملها فيما بينها، أو تعاملها مع الإماراتيين.

وأضاف: التنوع والتمازج الثقافي يكثر حدوثه على المستوى الشعبي، ويقدّم في مجمله صورة مشرقة عن الإمارات.

وأوضح: يعكس التنوّع مستوى التواصل الثقافي بين الإماراتي والآخر، مع القدرة على المحافظة على الهوية والخصوصية الثقافية ودون الانغماس والذوبان في الثقافة الوافدة.

وقال: أتاحت الإمارات الفرصة للمثاقفة بين الجاليات، بكل ما تقوم به المؤسسات الثقافية والأهلية، مثل وزارة الثقافة الإماراتية، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، عبر برامج وفعاليات وترجمات لأهم الأعمال الإبداعية والفكرية.

وترك بونعامة نتائج المثقافة مفتوحة على سؤالين، وهما كما قال: هل ستشهد المثاقفة بين الجاليات في الإمارات تطوراً للحصول على مستوى من التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات، أم أن تجذّر المثاقفة وتزايد التمايز بين المحلي والوافد سيشكلان خطراً في المستقبل على الهوية الإماراتية؟

المثاقفة والعولمة

في تعريفه لمفهوم المثقافة أشار بونعامة إلى أنها ترد في المعجم الحديث قيام فرد أو جماعة بمواءمة نفسه أو نفسها مع الأنماط الاجتماعية أو السلوكية السائدة في مجتمع آخر.

وأضاف: المثاقفة مصطلح ابتدعته أقلام الأنتربولوجيين الأميركيين نحو 1880، وكان الإنجليز يستعملون بدلاً عنه مصطلح التبادل الثقافي، بينما آثر الإسبان مصطلح التحول الثقافي، وفضل الفرنسيون مفهوم تداخل الحضارات، وبقي مصطلح المثاقفة أكثر تداولاً.

ونوه بونعامة بوجود نوعين من المثقافة كما ميزها المؤرخون وهي كما قال التلقائية وتندرج بإطار التلاقحات الناتجة عن الحروب الناجمة، والمفروضة وتتم عبر سيطرة الأوروبيين بالقوة على الهنود مثلاً.

وأوضح أن المثقافة مستويان، الدمج ويتميز باقتباس النمط المحلي لعناصر أجنبية دون تغيير بالثقافة المحلية، والتمثل ويعني تشرّب الثقافة المحلية عناصر الثقافة الغربية والقضاء على التقاليد المحلية، ويبرز ذلك في بعض المجتمعات المغاربية.

وتطرق بونعامة إلى المثقافة في ظل العولمة قائلاً: أحدثت الثورة التكنولوجية والاتصالية تقارباً بين الشعوب، نسجت بفضله شبكات من العلاقات بين الأفراد والجماعات، لتنشئ تيار العولمة.

وأضاف: أتاحت العولمة فرصاً للمثاقفة كما حولت الآراء إلى قطبين، الرفض المبدئي والمعلن للآخر، أو نزعة إخضاع سائر الثقافات لثقافة القطب الواحد كما هي الحال في عالم اليوم وهي تخل بالمثاقفة.

تجربة

منّي بونعامة كاتب وباحث أكاديمي، عمل أستاذاً في جامعة نواكشوط، أصدر كتاب «التدوين التاريخي في موريتانيا ما بين القرنين 18 و20» وله قيد الصدور «الإمارات في الذاكرة الأوروبية» والموجة الجديدة.

البيان الإماراتية