هيج الشجو في الحشا وأثارَه *** ذكريات قد رددت أخبارَه
فهو خل وصاحب ورفيق *** متقن في جميعها أدواره
فهو من كان للصداقة معنى *** وهو عن صادق الوفاء عباره
فحنانا لمن دهته المنايا *** بمصاب قد هز منه قراره
كم أثارت في النفس خشية وقع *** من حمام سعى ليطلب ثاره
كم حسبنا الحياة ملكاً أثيلاً *** و نسينا بأنها مستعاره
غاب عن دارنا الدنيئة لما *** هياً الله في الفراديس داره
وقد اختار ربه له الاخرى *** ولنا الخير في رضا ما اختاره
عاش براً وزاهداً وحكيماً *** فاعل الخير ليله ونهاره
أخذ الصدق في الحياة دثاراً *** ولباس التقى ارتداه شعاره
رفعة الزهد خولته اعتزازاً *** وفخارُ العفاف كان فخاره
ترك الحكم والمناصب عفواً *** ما اطبته إدارة أو وزاره
وإذا أظلمت علينا الليالى *** كان نبراسنا وكان المناره
فاحتسب رزءه وراجع مليّاً *** وازجر النفس إنها أمّاره
واسأل الله عونه في اصطبار *** بعده حتى تستطيع اصطباره
يا صفيه ابشري بصبر جميل *** وتوخّى للصابرين البشاره
في ابنه النح ما فيه من مكرمات *** وخصال قد نالها عن جداره
قمن أن يحوز ما حاز منه *** وجدير أن يستحق الصداره
لطف الله بالبنين جميعاً *** وحباهم من الثواب ثماره
وعليه من ربه رحمات *** تملأ الروض، ديمة مدراره
وعلى تاج المرسلين صلاة *** ناسبت عند ربه مقداره