افتتحت جمعية النور للتنمية والعمل الاجتماعي أنشطتها لسنة 2016 في فندق شنقيط بالاس، بندوةٍ تناقش دور التعليم في الرقي بالفئات الهشة.
وقال الأمين العام للجمعية محمد الأمين ولد عابدين في كلمة افتتحَ بها النشاط: إن جمعيته دأبت منذ عام 2007 على السعي من أجل الرفع من المستوى العلمي والثقافي لأبناء هذا الوطن، خاصة أولئك الذين لم تتح لهم الظروف المساعدة.
وأردف: إن اجتماعا كهذا يضم نخبة من خبراء التعليم والأساتذة والمهتمين يبعث الأمل في تحقيق الأهداف المنشودة.
الأمين العام المساعد للجمعية إسلمو ولد العتيق قدم عرضا عن مجمل أنشطة الجمعية وتدخلاتها منذ نشأتها، وقد شملت تلك الأنشطة - حسب العرض - : دروسا في محو الأمية، ودورسَ تقويةٍ (استفاد منها 400 تلميذ)، ودوراتٍ في اللغات الأجنبية، ورعاية وتسجيل بعض التلاميذ في مدارس خاصة (استفاد منها 40 تلميذا)، ودورات في المعلوماتية (استفاد منها 80 تلميذا).
كما قامت الجمعية بتنظيم دورات في الخياطة استقطبت المتسربين من التعليم، وساهمت في إنعاش الوسط المدرسي بأنشطة موازية، شملت: مسابقات تربوية، ونشاطات ترفيهية، وندوات علمية، وفضلا عن ذلك حرصت الجمعية على تنظيم دورات في التنمية البشرية.
بعد هذا تم تقديم عرضين عن "دور التعليم في الرقي بالفئات الهشة"، من طرف الأستاذ عابدين ولد السالك والنقيب محمدن ولد الرباني.
الأستاذ عابدين ولد السالك استهل عرضه بتعريف الفئات الهشة، قائلا: هي الفئات المبعدة عن مراكز القرار والتأثير لسبب اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي... مردفا: إن السبب الاجتماعي هو أقوى تلك العوامل.
وأجمل ولد السالك مظاهر الهشاشة في سبعة أسباب هي: التخلف الفكري، والأمية، والجهل، والفقر، والاستغلال، وفقدان الطموح، وانعدام الأمل.
النقيب محمدن ولد الرباني بدوره عرف الفئات الهشة بأنها الفئات التي تعاني نقصا ما في المجتمع، كالنساء والفقراء، والمعاقين، والمرضى النفسيين...
وشدد ولد الرباني على أنه لا علاج للهشاشة أيا كانت إلا بالعلم، واستحضر النقيب السابق للأساتذة في هذا الصدد قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين.. موضحا أن "معنى الكتاب هنا يتجاوز معنى القرآن إلى كل علم: ديني كان أو أخروي".
وأكد النقيب أن الوضع الكارثي للتعليم في بلادنا يشمل المناهج والوسائل والكادر البشري، وقد أضيف إليه في أيامنا هذه انعدام الشغف والرغبة لدى التلاميذ.
وختم ولد الرباني عرضه بمطالبة السلطات باستحداث تمييز إيجابي لصالح الفئات الهشة، مشددا على أنه لا ينافي العدالة، وخاطب الفئات المعنية قائلا: إن الوعي بالهشاشة هو أول خطوة في سبيل التغلب عليها، يلي ذلك التضحية والنضال في سبيل تجاوزها.