سنة 2014 جاء الهجوم من طرف شخص جاهل متهور، ضد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وحكم على هذا المتهور بالإعدام، بعد أخذ ورد، شهده فضاءنا الإعلامي المحلي بوجه خاص، وكان أغلبه مناصرا للرسول صلى الله عليه وسلم، رغم أن البعض كاد أن يتجرأ دفاعا عن هذه الحالة الغريبة الشاذة بالنسبة لموريتانيا، أي المساس من عرض سيد المرسلين عليه أزكى الصلاة وأفضل التسليم.وفي مطلع هذا العام جاء الهجوم مبكرا على فئة العلماء العاملين وبعض المشايخ المشاهير، الذين عرفوا بالكرامات وكثير من قرائن الولاية والإتباع والتمسك بعروة السنة النبوية الشريفة ومناصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نزكي على الله أحدا.فالقرآن حافل بتوجيه عمل البشر إلى الأصلح والأزكى للدنيا والآخرة، لكن القرآن وحي من الله.والله خالق الكينونة كلها.والقصص القرآني شمل جميع فئات البشر، من جميع الإتجاهات، خضوعا للحق أو نفورا منه، وما بين هذين النوعين من البشر وغيرهم، جاء القرآن واضحا في الحث على الحق وحده.
شمل التوجيه الرباني الجميع، إنسا وجنا، مسلمين وغير مسلمين، وحتى الأنبياء والمرسلين نزلت فيهم آيات وسور بأحداث مرت على بعضهم في مراحل قبل البعثة أو بعدها.كرس القرآن النموذج الإنساني بالذكر الصريح المفصل أحيانا، مع إستخلاص العبر وربط المعاني بعضها ببعض، عسى أن نرتقي جميعا إلى الدرجات القصوى السامقة من الإلتزام بالمنهج الرباني، العاصم بإذن الله من بوار الدارين.هذا المنهج الرباني الذي قال فيه تعالى: "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ"، المفضي بمتبعيه للسعادة الكاملة عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، والمجسد في الدنيا للحياة الطيبة.و انسجاما مع هذا القصص القرآني في شأن بعض الحالات مع بعض الرسل أو الأنبياء، أخذ علماء السنة والمسلمين على وجه الإجماع بعصمة الأنبياء كجزء من العقيدة، دون مانع إستخلاص حذر للعارفين فقط، مما ورد في القرآن حول هذا القصص الخاص بسيرة بعض الأنبياء والمرسلين، مع عدم التوسع إلا في مقامات خاصة كما أشرت تخص المتمكنين "فأسأل به خبيرا".
والعصمة تقتضي في الأولوية عصمة الأنبياء والمرسلين عن الحيد ولو بقليل عن طريق عبادة الرحمن وتوحيده والتشبث بعروة وحيه وأمره.ولذا وجب التنبيه إلى ضرورة اليقظة الكاملة من أجل الحفاظ على العقيدة وحوزتها وحياضها وما تعلق بها، فالعلماء ورثة الأنبياء، والوريث لا يقتضي حاله التطابق المطلق، بقدر ما يتوقع التشابه والتقارب الكبير أحيانا، في المنحى والمنوال والمنهج الموروث، والعلماء العاملون والأولياء الصالحون هم أقرب الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، للتمسك بالعروة الوثقى، ولا يجوز الإعتقاد بأنهم معصومون من بعض اللمم أو الزلل أحيانا، إلا أنهم على شاكلة الأنبياء دنيا وآخرة.قال الله تعالى: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا".ولا ينبغي النزول بمقامات هؤلاء إلى التجريح المباشر أو غير المباشر، وتحريض العامة الرعراع عليهم، ولو زلوا عن غير قصد أو زل بعض أتباعهم أو المحسوبين عليهم على الأصح، فلكل جواد كبوة، وهم أكثر الناس حرصا على الحق والخير، ونعني طبعا العلماء العاملين والأولياء أي المتقين عموما، على الترتيب، وتوجيههم يصعب إلا في المقام الملائم وبالأسلوب المؤدب الراقي النخبوي المصفى وطبعا ممن يقدر على ذلك، ففاقد الشيء لا يعطيه.آن لهذه الأمواج المفزعة الهوجاء المدلهمة، الماسة أحيانا من حياض النبوة والعلم والعمل به، والولاية وآفاقها الرحبة، أقول حان وقت التعقل، يا أصحاب الأقلام الشاردة تارة، أو الألسن المتفلتة طورا.إن فتح الباب على مصراعيه للتعرض للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بأي مستوى من المستويات، ثم الولوج إلى ساحات العلماء العاملين والأولياء المتمسكين بعروة الإيمان والمناصرة والإنفاق، كل هذا يدل على ضعف في الدين وتحامل مشؤوم غير مبرر بداهة البتة، فهو بصراحة في النهاية تحامل مباشر أو غير مباشر على الإسلام ورموزه في هذا البلد حصن الإسلام والمسلمين الصابرين على السير على المحجة البيضاء وحدها.ثم إنما لم يثبت لا وجه له إلا الاستهداف المغرض المكشوف، ولو كانت العصمة خاصة بالأنبياء والمرسلين وحدهم، وقد لا يكون الإعلام المفتوح لكل من هب ودب، أنسب مجال للنصح الملائم في هذا الشأن الصعب المراس، وما بين التزكية المطلقة والتحامل والاستهداف المكشوف المغرض غالبا يضيع أغلب الناس في مهاوي الإخلال بحرمات بعض العلماء العاملين أو الأولياء المتقين.والأولياء السنيون العلماء الأتقياء طبعا خلاف المشعوذين من الأدعياء وهم معروفون.
وليس هذا مجال الحديث عنهم.ورب الكعبة بإذن الله إن الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي، ليتحرى الصدق وهو صادق وحكيم وملهم بإذن الله ومحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومناصر لسيدنا وقائدنا خاتم الأنبياء والمرسلين، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.والعلامة الحبر محمد الحسن ولد الددو جسور في الحق وقاف عنده، وبإذن الله أعلم من كثير من أهل الأرض.وهو وقاف عند كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأحمد ولد النيني فقيه داعية، خدم الإسلام والعلم الشرعي بحق وتفان، يشهد به الجميع ولا يمكن أن يماري فيه أحد، رغم امتحانه بالوزارة في وقت سابق.تقبل الله من الجميع.قال الله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء".
وقال جل شأنه: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون".وقال ربنا في حديثه القدسي على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ"".إحذروا وضاعفوا الحذر معشر المؤمنين والمسلمين عامة: "يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم"، من هذه الحملة على العلماء العاملين والأولياء الحقيقيين، فهذه الحملة مؤشر فتنة وطامة خطرة -لا قدر الله-.قال الله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً"اللهم سلم....سلم...اللهم أحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الزيغ كله، والفتن سائرها ما ظهر منها وما بطن.وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه.ما من صواب فمن الله وما من خطإ فمني.