اتهم الباحث والناشر المعروف محمد محفوظ بن أحمد القاضي سيلوم بن المزروف بنسخ وسلخ ومسخ نظم الأنساب للبدوي في توشيحه له، المسمى بـ"تحضير مرهم الدوي للمتداوي من كلوم جهله بالبدوي".
وجاء اتهام ولد أحمد للقاضي المشهور في كتابه الصادر حديثا "أحمد البدوي بن محمدا: حياته ودرر أنظامه في نشر السيرة وغرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها في المشرق".
وقال ولد أحمد: "إن من يعرفون أنظام البدوي، وهم كثر، يجدون في ذلك الخضم (يقصد توشيح سيلوم) بعضها مجتمعا أو محطما متناثرا، مغتصبا أو ممسوخا أو مصطرفا أو مهتدما...!"
ولم تستطع أوصاف التبجيل التي أسبغها الباحث على القاضي سيلوم أن تخفف حدة تهكمه، وهو يسوق ما سماه "أمثلة لهذا التصرف والتعدي والتعسف (...) توضح طبيعته ومنهاجه في ذاك الصنيع الغريب حقا! عَلَّهَا تنبه المتداوي من كلوم جهله بالبدوي".
ومن تلك الأمثلة التي ساقها الباحث، قول البدوي في مقدمة نظمه:
حمدا لمن رفع صيت العرب ** وخصهم بين الأنام بالنبي
وعمهم إنعامه بنسبته ** فدخلوا بيمنها في زمرته
ودوخوا بسيفه غلب العجم ** إذ هم بنو أب وأم بالحرم
إذ الخيول البلق في فتوحهم ** والرعب والظفر في مسوحهم
هم صفوة الأنام من أحبهم ** بحبه أحبهم وودهم
فجاء نص القاضي في توشيحه:
حمدا لمن رفع صيت العرب ** وخصهم بأن منهم النبي
وعمهم فخر وعز وحسب ** لأن أحمد إليهم انتسب
فدوخت سيوفهم غلب العجم ** بيمن من أمته خير الأمم
إذ الخيول البلق في فتوحهم ** والرعب والظفر في مسوحهم
هم صفوة الأنام حبهم بحب ** صفوتهم يجب جادته سحب
ومن الأمثلة كذلك قول البدوي:
أحق ما أرعفت اليراعه ** فيه وأعملت له البراعه
علم به يبحث عن نور النبي ** إذ هو في منصبه المهذب
فكان نص القاضي:
أحق ما أرعفت اليراعه ** فيه وأعملت له البراعه
علم يضم البحث عن نور النبي ** إذ هو في أصلاب سامي الرتب
ومنها كذلك قول البدوي:
ودلت ابراهيم مزنة عليه ** وهي على قدر المساحة تريه
فقال القاضي:
فدلت ابراهيم مزنة تطل ** على سماء البيت للبيت تظل
وبلغ التهكم مداه حين أضاف الباحث: "وإذا عز التغيير الجلي وحل التسامح فلا أقل من تبديل بعض الحروف وأسماء الإشارة... لإصابة نص البدوي إصابة خفية. يقول صاحب عمود النسب:
وسبيت من ملك القبط ابنته ** هاجر ذي وأنجبت ريحانته
فيقول صاحب المرهم:
قد سبيت من ملك القبط ابنته ** هاجر تي وأنجبت ريحانته"
وختم الباحث الأمثلة قائلا: "وهكذا على هذا النحو من الفتك بالأصل، لا يتبين القارئ أوجه التوضيح ولا أمارات التوشيح. بل لا يجد مع نظم سيلوم - الجميل المفيد لو قام بذاته - حين يقتحم ساحة عمود النسب، إلا غارة على أبيات الأخير واعتداء على مبانيه وعبثا بمعانيه... دون اعتذار ولا تحفظ، بل ولا سبب يبرر أصل هذه العملية، ولا تنبيه ينقذ الأمانة العملية!!"