سيدي الرئيس قبل سبع سنوات أُعجبتُ بموقف لك لن أنساه ما حييت... بل لن ينساه لك من يجري في عروقه دم عربي ...
اقشعر جلدي يومها ... لم يساورني أدنى شك حينها أنك زعيم تاريخي قادم !!
لكن سيدي الرئيس حبي لك لن يمنعني أن أقف ضدك في بعض المواقف ...
سيدي الرئيس أيعقل من مثلكم أن يقف ضد هذا الرجل وأنصاره ؟؟
فتح الله گولن..
قبل سبع سنوات من الآن لم أكن أعرف حتى هذا الاسم، ولا أعرف عن صاحبه شيئا ، لكن وانطلاقا مما قرأتُ عن هذا الشيخ ، ومن خلال ما قرأتُ من كتبه التي لم أزل أنهل من معينها، والتي أجد حلاوة ونشوة حتى في عناوينها .مما قرأت له ومازلتُ أتابع قراءته :
- أضواء قرآنية في سماء الوجدان
- النور الخالد محمد صلَّى الله عليه وسلَّم: مفخرة الإنسانية
- ونحن نقيم صرح الروح
- التلال الزمردية
- القدر في ضوء الكتاب والسنة
- طرق الإرشاد في الفكر والحياة
- روح الجهاد وحقيقته في الإسلام
وفي الحقيقة أدركتُ أنه ليس بالشخص العادي !!
عالم زاهد ومرشد بارع ...
يذرف دموعه كلما ذكر اسم النبي المصطفى من شدة حبه وتعلقه به ، يهتز ويوجل قلبه في كل حين لتجدد تفكيره وتذكره ليوم تشخص فيه الأبصار .
يقدّر الجميع ، ويهتم بمعرفة الكل ، بل حدثني بعض الإخوة ممن عرفتهم أنه في العام الماضي دخل على شخص سبق وأن التقى به قبل فترة زمنية بعيدة ، وأنه بمجرد ما رأى الرجل ناداه باسمه فاستغرب الجميع ... وهال الموقفُ الرجل !.
عن تواضعه حدّث ولا حرج !
مع كل ما يحمله هذا الرجل من ثقة لدى أتباعه ، وعلى مرتبته وغزارة علمه وزهده وورعه ، لا يمكن أن تلتمس من حديثه ما يدل على عُجبه أو استشعاره لمكانته ! بل وعلى العكس من ذلك فمن خلال محاضراته وكتاباته وانطلاقا من حديثه تستشف استحضاره لضعفه وهوانه ، وبعده التام عن كل ما من شأنه أن يدعوَ إلى التكبر والغرور .
لهذا الشيخ أتباع كثُر ، رغم تزايدهم لا تمل حديثهم ومجالسهم ويطلق عليهم "رجال الخدمة " وهم رجالها حقا .
يبذل كل واحد منهم الغالي والنفيس ، بل يترك بلده ويهاجر من بلد إلى بلد في سبيل التمسك بفكرة الخدمة التي يعد فتح الله كولن مؤسسها عام 1970 م ، ويمكن أن نقول عنها أنها امتداد لجماعة " النور" التي يتزعمها بديع الزمان سعيد النورسي .
يعجبني في رجال الخدمة تمسكهم وحرصهم التام على أداء الصلوات والمحافظة على الوسطية في كل أمور الحياة .
كما تعجبني الطريقة التي يتحدث بها هؤلاء مع النساء ،إذْ لا يمكن لأي منهم أن ينظر إلى المرأة بشكل مباشر حتى وإن طال الحديث!
بل أستحضر أنني عملتُ مع مدير لفترة زمنية دامت عامين ،إلى جانب أخوات تركيات من الخدمة ، تدرسن إذ ذاك مادة اللغة التركية ، والتقيتُ بهذا المدير بعد فترة زمنية حاولتُ أن أسأله عن حالهنّ ، فبدأتُ أصف له إحداهنّ من خلال شكلها وملامح وجهها فما كان منه إلا أن قال لي :
لا أذكر هذه الأخت ! فدهشتُ للموقف وقلتُ في نفسي سبحان الله !
كما يعجبني في رجال الخدمة صدقهم ، فخلال فترة زمنية ليست بالقصيرة جمعتني بمديرين وأساتذة من الخدمة أجلّهم وأقدّرهم ، لم ألحظ ولم أسجل أي حالة كذب أو بهتان !.
ناهيك عن فهمهم للمعنى الحقيقي للحديث "النظافة من الإيمان ".
أرجو من الله العلي القدير أن يوفقكم لما فيه صلاح بلدكم والأمة الإسلامية بصفة عامة
أتمنى لكم سيدي الرئيس ولبلدكم مزيدا من الازدهار والاستقرار ، جنبنا الله وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن .