لولا أن زميلي وصديقي العزيز سيدي محمد ولد أبه يتيم من أيتام القذافي وسائل من متسولي ولد عبد العزيز، لقهرته ونهرته، لكن اليتيم لا يُقهر، والسائل لا يُنهر.
ولو أن مقالـ(ه) الأخير بحق فخر زمانه وتاج أقرانه العلامة الشيخ محمد الحسن الددو، كان من إنتاجه لزجرته، لكن من غير العدل أن يكتب كبير الأيتام مقالا، فتجبره غريزة توريط الغير، وتمنعه وظيفته السامية من التوقيع ونشر الصورة، فأتبع الرمية وأترك الرامي.
صحيح أن الكاتب والمكتوب له، وإخوتهما، فقدوا الصواب منذ أن قتل الثوار الليبيون "ملك ملوك إفريقيا" وقائد "ثورة" الفاتح العظيمة. فمنذ ذلك الحين وهم يديرون البوصلة يمنة ويسرة علها تهديهم إلى "قائد" بديل، حتى استقر المقام بهم أتباعا طائعين مطيعين لقائد "ثورة" 06 أغسطس 2008، التي أطاحت بأول نظام مدني تعددي تشهده موريتانيا منذ استقلالها عن الاستعمار الفرنسي، ومؤيدين لقائد "ثورة" 30 يونيو، التي وضعت حلم المصريين بالقطيعة مع نظام العسكر في نفق مظلم، ومتورطين حتى النخاع في الدفاع عن قتلة الشعب السوري الطامح إلى نيل الحرية والعيش الكريم.
ولأن الإسلاميين كانوا رأس الحربة في إزاحة نظام القدوة المقتول في ليبيا، وكانوا الشوكة في حلق القدوة القاتل في مصر، وغرماء القدوة الحاكم في موريتانيا، ووقود الثورة ضد القدوة الدمية في سوريا، فلا بد أن تسدد سهام أيتام القذافي إلى رموزهم الدينية والسياسية.
لكن هيهات أن يصيبوا الهدف، فكيف يمكن للمفرقعات الصوتية أن تنال النجوم؟.. وهل سبق لنباح الكلاب أن سد طرق القوافل؟
إن الهجمة الشرسة على الشيخ الددو؛ التي يتولى كبرها أيتام القذافي، ليست سوى مؤشر على أن نظام ولد عبد العزيز يدرك جيدا أن الطريق الذي انتهجه سلفه ولد الطائع مع الإسلاميين ليس سالكا، وأن ترك حبل دعوتهم وحزبهم على الغارب لا يصب في مصلحة استمراره في التفرد بحكم البلاد، فكان جس النبض، من خلال صراخ الأيتام، أسلم من فتح مواجهة مباشرة مع الإسلاميين، ستفضي إلى زوال حكمه كما زالت أحكام كثيرة ناصبتهم العداء.
لذلك؛ فلا غرابة أن يُسمع "نقيق الضفادع" كلما سالت أودية شفاه أيتام القذافي من ريقهم، وهم يجلسون على أطراف موائد السمك والمعادن والضرائب والأسعار الصاروخية، وأرباح النظام من فارق سعر البترول عالميا ومحليا، وهم ينتظرون الفتات... إن كان سيبقى فُتات!!!
فما أضيعكم؛ أيها الأيتام.. إذا لم تموتوا جوعا، ف"موتوا بغيظكم".