البحث عن أضرحة أعلام شناقطة توفوا بالقاهرة !

خميس, 2016-01-14 16:05

تدور على صفحات فيس بوك بعض مثقفي موريتانيا و شعرائها نقاشات و حوارات تساءل بعضها عن أضرحة بعض الأعلام الشناقطة الذين توفوا بالقاهرة و في حين توصلوا إلى معرفة مكان دفن العلامة المحدّث الشيخ محمد حبيب الله بن مايابى الجكني فإن البحث ما يزال جاريا عن ضريح محمد محمود ولد التلاميد التركزي الشنقيطي محقق الفيروز أبادي و شيخ طه حسين و كذا ضريح أحمد بن الأمين الشنقيطي صاحب كتاب الوسيط . و تكررت التدوينات المذكرة بدور الشناقطة في مصر و الدور الثقافي الذي اطلعوا به هناك . و نشر الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله ملخصا لمحاضرة بعنوان : (مصر وموريتانيا – علاقات عبر التاريخ) حضرها (منذ سنتين) في المتحف الوطني بنواكشوط ألقاها الدكتور عبد الواحد النبوي مدير دار الوثائق المصرية آنذاك ( أصبح وزيرا للثقافة بعد ذلك) . مراسلون تنشر سجل البحث عن مراقد الأعلام الشناقطة في القاهرة و تنشر ملخص المحاضرة الذي نشره الدكتور ولد سيدي عبد الله . فقد نشر الشاعر الشيخ ولد بلعمش تدوينة قال فيها : ( الإخوة الموريتانيين المقيمين في القاهرة أود مساعدتكم في إمدادي بمعلومتين مهمتين مما لم أعثر عليه بعد - و هو كثير - : في أي مكان بالضبط بالقاهرة يوجد ضريح محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي ( الشيخ الشنقيطي كما يسميه طه حسين في كتابه الأيام ) ؟ و أين يوجد بالضبط ضريح أحمد بن الأمين الشنقيطي صاحب الوسيط ؟ إن أمكن أن تمدونا بصور للضريحين فسنكون شاكرين . وفقكم الله و ردكم إلى أوطانكم سالمين غانمين .. آمين ) و قد توالت تنبيهات الشاعر و رواد الفيس بوك المتصفحين لتدوينته مستعينين بباحثين موريتانيين و مصريين عساهم يجدون جوابا . و في الآتي تعليقات على هذا السؤال سطرها مؤرخون و مثقفون نختار منها ما يلي : Emin Ahmed ينبغي على سفارتنا في القاهرة ان تهتم بهذين الضريحين و بتراث صاحبيهما، شكرا استاذنا الشيخ Sidi Ahmed أحسنت يا شيخ...هذا من تراثنا الذى يطلب منا المحافظة عليه Mohamad Ahmad Baba سمعتُ بأنهما في مقبرة تسمى مقبرة الحرمين ولا أدري حقيقة ذلك Amr Ghonim فى ضريح فى بلبيس بمحافظة الشرقية اسمه ضريح سيدى أحمد الشنقيطى بس مش متأكد اذا كان يخص أحمد أمين الشنقيطى صاحب الوسيط أم لا ... بس لو وصلت لجديد هبلغك ان شاء الله محمد محمود عبد الله لم لا تسأل عن ضريح محمد حبيب الله ولد مايابى الجكني صاحب زاد المسلم في ما اتفق عليه البخاري ومسلم؟؟؟!!! Med Mahmoud حسب ماسمعت أن محمد حبيب الله ولد مايابا دفن فى المقبرة التى فيها عليش حسن المختار( حسن ولد احريمو ) تحياتي يا شاعرنا العظيم ما شاء الله. مع أن صفحتي معطلة فقد أبلغني أحد الأصدقاء بسؤالكم هذا الذي ينم عن روح وطنية وعلمية راقية ولذلك دخلت خصيصاً للتعليق عليه. والحقيقة أن العثور على قبري الشيخين الآن بعد أكثر من قرن مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة. لقد وقفتُ على نعي ابن التلاميد رحمه الله الذي صدر بعد وفاته بأيام في سنة 1904، وقد ذكرت المجلة القاهرية أنه قد ترك ولداً أوصى عليه صديقه الشيخ الإمام محمد عبده رحمه الله، وكذلك مكتبة أوقفها، ووعدت المجلة بأنها ستنشر في عدد الشهر التالي ملفاً عن سيرة الشيخ الشنقيطي، ولكنها لم تفعل، وقد انطمست أخبار ابنه الذي ذكرته المجلة ولم يظهر له أثر، ولعله توفي صغيراً. وأفترض أن الشيخ محمد عبده هو من تولى تجهيز جنازة ابن التلاميد بحكم صلتهما الوثيقة جداً، وقد توفي بعده بأقل من سنة. ولم يذكر ابن الأمين شيئاً عن مكان دفن ابن التلاميد، مع أنه كان موجوداً في تلك الأيام في القاهرة وذكر وفاته، وطرفاً من الكلام ذَا صلة بها، على أن علاقته به كانت فيها جفوة على كل حال، رحمهما الله تعالى. ونظام المقابر في مصر يختلف عنا وخاصة بعد اكتظاظ القاهرة وامتلاء مدافن القرافة والمدافن القريبة من جبل المقطم حيث أصبحت لمعظم الأسر مدافن عائلية خاصة بها. ولذا يحتمل أن يكون أي من الشيخين قد دفن في مقبرة عائلية أو مقابر طلبة العلم الأزهريين المغتربين. وبالنسبة لابن الأمين رحمه الله أعتقد أن قبره تسأل عنه أسرة أبناء الخانجي الكتبي، لأنه كان يشتغل مع أمين الخانجي في مكتبته ودار نشره ويصحح له الكتب، وقد رتب له سكناً فوق المطبعة. وإن كان هناك مسن من أسرة الخانجي مالكة دار النشر الشهيرة فقد تكون عنده فكرة أو رواية متناقلة عن مكان دفن الشيخ ابن الأمين رحمه الله. وتقبلوا تحياتي. الشيخ ولد بلعمش ( سيدي أحمد ولد الأمير دكتورنا الفاضل : أحد المعلقين ألأكارم تحدث عن ضريح في محافظة الشرقية لسيدي احمد الشنقيطي و السؤال أهو علم شنقيطي آخر و هل من معلومات عنه أم ربما هو صاحب الوسيط ؟ ..و هل من تنوير لنا بخصوص السؤال الأصل عن هذين العلمين رحمهما الله تعالى) سيدي أحمد ولد الأمير التقليد الشائع في مصر في القرون الماضية يقضي بدفن علماء المالكية في قرافة الإمام الشافعي. ولعل هذا التقليد انطبق على العلماء الأجلاء والشيوخ الأفاضل ابن التلاميد وابن الأمين وابن مايابي رحمهم الله. حسن المختار (حسن ولد احريمو ) محمد محمود عبد الله أستاذنا الجليل، بالنسبة لابن عمنا العلامة المحدّث الشيخ محمد حبيب الله بن مايابى الجكني، رحمه الله، فبحكم الفارق الزمني فإن تاريخ وفاته ومكان دفنه معروفان بما يغني عن الاستفسار، إذ توفي رحمه الله في صباح يوم الخميس السابع من شهر صفر من سنة 1362هـ ودفن بجوار الشيخ محمد الجنبيهي بمقابر الإمام الشافعي، وهي المعروفة بالقرافة الصغرى على سطح جبل المقطم. الشيخ ولد بلعمش جزيتم خيرا أساتذتنا...بناء على إجابة دكتورنا الفاضل سيدي احمد هل من أخ مقيم في مصر يزر قرافة الإمام الشافعي خاصة أن غدا هو يوم الجمعة .. يزور العلماء و يترحم عليهم و يتحفنا بصور أضرحة الشناقطة هناك و فيما يلي ملخص المحاضرة الذي نشره الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله (معلومات هامة : مساهمة في نفض الغبار عن علمائنا ورجالاتنا في المهجر أعيد نشر ملخص لمحاضرة في الموضوع : -------------------------- حضرت مساء اليوم (منذ سنتين) في المتحف الوطني بنواكشوط محاضرة الدكتور عبد الواحد النبوي مدير دار الوثائق المصرية ( أصبح وزيرا للثقافة بعد ذلك) والتي كانت بعنوان : (مصر وموريتانيا – علاقات عبر التاريخ) . وكانت محاضرة قيمة أجاب فيها الرجل على تساؤلات علمية وتاريخية هامة كانت تؤرق الباحثين الموريتانيين وربما العرب أيضا. تحدث المحاضر أولا عن العلاقة بين القطرين ما قبل التاريخ وعن وجود كتابات كثيرة حولها وحول هجرة بني حسان وبني سليم ودور الصعيد في ذلك، لكنه اعترف بانعدام وثائق عن هذه المرحلة في دار الوثائق المصرية. أما في مرحلة ما قبل نشأة الدولة الوطنية في موريتانيا فقد تحدث الرجل عن العلماء الشناقطة الذين مروا بمصر في طرقهم إلى الحج أو الذين اتخذوها دار قرار بالنسبة لهم وعرض وثائق مهمة تكشف للمرة الأولى أمام الباحثين وهي بخط العلماء أنفسهم، منها : - وثيقة بخط ولد التلاميد يطالب فيها وزارة التعليم أن تعينه أستاذا لمادة في الأزهر الشريف كان يدرسها احد الأساتذة المتوفين. - وثيقة على شكل عريضة مطلبية وقعها أكثر من 27 عالما وأستاذا مصريا يطالبون فيها وزارة التعليم بتعيين العلامة محمد حبيب الله ولد مايابى مدرسا لمادة الحديث في الأزهر. كما عرض الدكتور النبوي عدة وثائق بخط علماء شناقطة كثيرين منهم من يطلب فيها من الحكومة المصرية أن تتولى نفقات حجه أو قيامه برحلة علمية ومن هؤلاء ابن عبد الحميد العلوي وابن احمد محمود وغيرهم. بالإضافة إلى وثيقة تطلب فيها زوجة العلامة ولد التلاميد من الحكومة المصرية عدم قطع راتبه رغم وفاته باعتبار أنها حامل منه . إن ما لفت انتباهي حول هذه الوثائق هو جودة خطها وتأثر أصحابه بالنمط المشرقي في الخط العربي وهو أمر كنت قد لاحظته خلال عملي على مؤلف ولد التلاميد (إحقاق الحق). ومن أهم المعلومات الجديدة التي أضافها الدكتور النبوي في حاضرته أن هناك 3 قرى مصرية تحمل اسم شنقيط وأنها مسجلة لدى الإدارات المحلية بتلك التسمية، بحيث تزخر الوثائق بعقود وأخبار تتعلق بالزراعة والري في هذه القرى المسماة بشنقيط . والحقيقة أن الدكتور عبد الواحد النبوي كان يستنطق الوثائق المعروضة أمام الجميع وهي وثائق غاية في الجودة ووضوح الخط والتصوير . أما في العهد المعاصر فقد عرض الرجل وثيقة هامة كتبها احد موظفي الخارجية المصرية في اكتوبر 1960 وختمها بعبارة (سري جدا) وفيها يخبر الموظف وزيره المصري بأن موريتانيا على وشك الاستقلال بعد شهر واحد وانه ينتظر الأمر بما يجب على مصر أن تساهم به في الأمر. وهي وثيقة جيدة وواضحة . ثم وثيقة أخرى كتبها قنصل موريتانيا في القاهرة سنة 1963 يعرض فيها على الحكومة المصرية إنشاء مصنع للألبان في موريتانيا وقد أجابت الوثيقة الموالية على الطلب حيث تم إصدار أمر وزاري لوفد من كبار مالكي مصانع الألبان المصرية بالتوجه إلى موريتانيا ودراسة إمكانية تنفيذ المشروع. وعرض الدكتور النبوي كذلك وثيقة تاريخية هامة تتعلق باستلام مصر لمبلغ 420 ألف فرنك إفريقي هي حصيلة تبرعات الشعب الموريتاني لمصر بعد عدوان 1967 . هذا بالإضافة إلى وثائق سياسية واقتصادية تعليمية كثيرة موقعة بين البلدين . هذا مجرد ملخص لهذه المحاضرة القيمة التي أضافت الكثير إلى الباحثين والمهتمين عن تاريخ العلاقة الثقافية والسياسية بين مصر وموريتانيا . شكرا أيها الدكتور الفاضل وشكرا على الأخلاق العلمية الرائعة.