وسط حضور نوعي اكتظت به قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي المغربي؛ كان من بينه الدكتور يحي ولد البراء والسفير المختار ولد داهي والنائب الخليل ولد الطيب، سَلَّطَ الدكتور محمذن ولد المحبوبي الضوءَ على جوانب من حياة محمد الأغظف المحظري وجهوده النحوية.
محمد الأغظف الذي نهل من الحكمة الجكنية والمعرفة الداودية بحسب الباحث؛ عاش في النصف الثاني من القرن الثالث عشر، واستقر - بعد رحلة طويلة في طلب العلم قادته إلى تمبكتو - في مضارب قومه معلما ومرشدا، وكان من بين من أخذوا عليه في تلك الفترة العلامة محمد الخضر ولد مايابى.
وقد سافر المحظري مرتين إلى الحج، حيث حَطَّ الرحال - عقب عودته من رحلته الثانية - في المملكة المغربية، فرحب به السلطان الحسن الأول وعرف له قدره، وتوطدت علاقته بابنه المولى عبد الحفيظ، الذي تتلمذ عليه، وفي وقت لاحق شرحَ منظومة "السبك العجيب لمعاني حروف مغني اللبيب" للمولى عبد الحفيظ، و"هو شرح بالغ الأهمية يستمد طرافته من تميز الموضوع وموسوعية الناظم والمؤلف، وهو عبارة عن تتبع دقيق لألفاظ منظومة هذا السلطان، رغبة في تيسير ألفاظها، وسعيا إلى إعانة حفاظها، عسى أن تعلق بالذاكرة وتنطبع في الأذهان".
وأكد المحاضر أنه رغم الطابع التقليدي للشرح؛ فهو لم يخلُ من تجديد تمثل في استدراك الشارح على ابن هشام ومناقشته إياه في بعض المسائل.