معلوم أن الصدمات الكبرى في تاريخ الشعوب ، ذاتُ فاعلية كبرى في تحريك رَواكد الأذهان ، وجوامد المجتمعات،وتَوَاتُرِ إشارات الاستفهام فيكل مفصل من مفاصل الحياة ، وتَعددِ الإجابات على الأسئلة المطروحة .
و لعل نموذج صدمة احتلال نابليون بونابرت لمصر1798 يشير لهذا الطرح إلى حد كبير ، حيث خلّفت تلك الصدمة موجةً من تَخلخُل الثقة في الواقع ، وفي الأجوبة الجاهزة التي لا تستجيب لمستوى تعقده وتركيبه ، مما ولَّد عددا كبيرا من الأسئلة غير المسبوقة تنضوي كلها تحت سؤال [النهضة] المركزي ، الذي تبلور لاحقا في صيغته الأولى الناظرة إلى الماضي بهمّ الحاضر: " لماذا تأخر العرب والمسلمون وتقدم غيرُهم ؟ " ثم في صيغته الثانية الناظرة إلى المستقبل بهم الحاضر " كيف يتقدم العربُ والمسلمون كما تقدم غيرُهم ؟ " و هو السؤال الذي تعددت الإجاباتُ عليه مابين منكفئ يلغي مفعولَ الواقع ، و استِلابي يولي ظهره للدين والموروث الثقافي، و موفِّقٍ يحلل الواقعَ ، ويعمل على تنقية المبدإ من الشوائب العالقة باذلا الجهدَ و النظرَ لإثبات قدرة النص المقدس " الكتاب و السنة "على مواكبة الواقع مهما كان متشعبا ومركبا ، وهو الموقف الذي سارت في طريقه المدرسةُ الإصلاحيةُ "الأفغاني ، محمد عبده......" و اعتُبِر هذا الموقفُ الأكثرَ قبولًا لدى جماهير الأمة ، و ميزة هذا الموقف الكبرى أنه إلى جانب التمسك بالنص يدعو إلى إنزال العقل منزلته اللائقةَ باعتباره المُدركَ لمضامين النص ، و لمفردات الواقع ، و بالتالي هو القادر على تنزيل النصوص " المفهومة المضامين " على الوقائع " المفهومة الأبعاد ".
و في إطار رؤية "الصدمة" هذه وما يتولد عنها من أسئلة ، تترتب عليها أجوبةٌ متعددة يمكن أن ننظر إلى ما يحيق بالأمة اليوم من مِحَن جُلَّى ، تباعدت فيها القلوب ، و انشطرت الأفكارُ ، و لَعْلَعَتْ مدافع الإخوة في صدور إخوتهم ، ليُشرَّد الملايينُ و تُهتك الحرماتُ و تدمر المنشآتُ ،فصار الإخوة يكتوي بعضهم ببعضهم ، و تعددت طوائف الأمة المتناحرة و حكم الكثيرُ منهم على إخوته بالخروج من الملةِ ، و كل طائفة تعتمد على فتاوى بموجبها يُستجلب السلاحُ ، وتزهقُ الأرواحُ ، وتحرق الأرض ، و يشرد الملايين من الناطقين بكلمة الشهادة ، و هو ما جعل السؤال المطروحَ لدى الكثيرين : هل يمكن لفقهٍ رشيد يمثل دين الرحمة و العزة أن ينتجَ هذا الخرابَ المُدوِّي و المُذِل ؟ و إذا كان هذا السؤال يحيل إلى الأزمة البِنيوية في صناعة الفتوى ، و ما نجم عن ذلك من خطر وجودي على الأمة ، فإن سؤالا آخر له مُستوى عالٍ من الإلْحاحِيةِيطرح نفسه : ألا يعتبر سلوك الحكَّام المستبدين مصدر معاناة كبرى لهذه الأمة ؟ و بالتأكيد تبدو الإجابة عن هذين السؤالين المسكونين بإيقاع هذا الواقع المركب و الحزين ، تحتاج أجوبة خارج السائد المتداول ، لأن واقعها غير مسبوق ، ومع هذين السؤالين ،يحق للأمة أن تطرح سؤال الأمل الكبير : هل من سبيل للخروج من هذا المأزق ؟ و ما أبرز ملامح هذا السبيل ؟
حول هذه الأسئلة يُطل علينا العلامةُ عبد الله بن بيه بإجاباته التي تتعايش فيها دقة العالِم الشرعي و تأصيلُه ، و ألمعية العقلاني المدرك للواقع و تحليله ، الذي يضع في اعتباره تقييم المآلات في الطرح وما ينجر عنها لتترتب الأحكام على الوقائع بمؤثرات تلك المآلات.
ـــ ففي ما يخص ظاهرة الغلو وخلفيتها الإفتائية المُحرقة ، يرى ابن بيه أن مردَّها الفكري يرجع إلى عوامل خمسةهي :
1ـ2 ـــ عدم النظر في المآلات ، و فك الارتباط بين خطاب التكليف و خطاب الوضع :خطاب التكليف [الوجوب ـ الندب ـ الجواز ـ الكراهة ـ الحرمة] وخطاب الوضع [السبب ـ الشرط ـ المانع].
و إذاكان خطاب التكليف مصدره النص فقط، فإن خطاب الوضع مصدره الواقعثم يحكم النص بناء على هذا الواقع الذي ينتج الأسباب و الشروط و الموانع ، ولا توجد جزئية من خطاب التكليف إلا و هي مُحاطة بخطاب الوضع ، و عليه فإنه " إذا غفل الناسُ عن خطاب الوضع ،فقد غفلوا عن مفعول الزمان و المكان، فجاهدوا في غير مُجاهَد ،و عارضوا في غير مُعارَض".
و الإنسان المتفاعل مع الزمان والمكان بوصفه " عابرَ الزمان و عامر المكان" يجب أن يدرك مفعولَ هذا الواقع المُتأتي من هذا التفاعل ، و "الصحابة رضوان الله عليهم قد أحسوا بعبء هذا الواقع فتصرفوا طبقا لإحساسهم في قضايا متجددة بنصوص محدودة"
و من فقه الواقع النظر في المآلات التي هي منتوج زماني مكاني ، فالمآلات تحرِّم الجائز [سبُّ الآلهة لما يؤول إليه من سب الله تعالى] وتبيح الحرام [أكل الميتة للمضطر لما يؤول إليه من إنقاذ النفس] و الذي يُصدِر الحكمَ من غير تمعن في الواقع إنما يجني على الشرع أيما جناية ، وهذا الواقع اليوم من الخطورة بمكان ، و يلاحظ ابن بيه تفطُّنَ العلماء لتأثير الواقع في النوازل ، كما يقول الشيخ محمد المامي بن البخاري في "الدلفينية":
و للنوازل أحوالٌ و أزمنةٌ *** تنوعتْ مثل الاحوال الأزامينُ
و إصدار الأحكام دون النظر في المآلات نتيجته هذا الحصادُ المدمِّر ، الذي سببه فك الارتباط بين خطاب الوضع و خطاب التكليف ، وهو ارتباطٌ وثيقٌ بحيث " لا يوجد حكم شرعي إلا وهو نتيجة لمقدمتين : كُبْرَى / شرعية ، و صُغْرَى / واقعية "
مثلا : الماء الطهور تصح به الطهارةُ[مقدمة كبرى شرعية] هذا الماء طهورٌ [مقدمة صغرى واقعية]هذا الماء تصح به الطهارةُ [نتيجةٌ هي الحكم] وإهمال الواقع في الفتوى و التنظير يؤدي إلى فتنة اعتقاد التعارض بين المصالح الدينية و الدنيوية و "الحقيقة أنه لا تعارض بين المصالح الدينية والدنيوية الحقيقية ، و إنما التعارض بين المصالح الموهومة و المرجوحة " فالغفلة عن الواقع ـ إذًا ـ تفتح أبوابا من الشرور والفتن لا حصر لها ، و بالتالي فأي فقه يغفل عن الواقع ، ولا ينظر في المآلات ، هو "فقه مجنون" لا يمكن أنيوصف بالرشد و لا أن يُمثل الشريعة .
3 ــ تجزئة القرآن بضرب بعضه ببعض بدل الجمع بين نصوصه.
4 ــ عدم التمييز بين الخطاب الموجه إلى الأفراد ، و الخطاب الموجه إلى الجهات.
5 ــ الجهل بأساليب اللغة ، كالجهل بدلالات الألفاظ ، يقول ابن بيه :"لعمري إن العلاقة بين اللغة والفقه هي أهم أساس من أُسس الشريعة إلى جانب المقاصد وهي [مَجَرُّ عَوالي] العلماء و [مَجْرى السَّوابقِ] من خيولهم.
ــــ و في ما يتعلق بالحكام ، فابن بيه يرى أن " الحاكم لايُعفى من المسؤولية عن إقامة العدل ، فإذا كان من الواجب طاعة أولي الامر ، فإن من واجبهم أن يعدلوا" { و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا} ويؤكد ذلك قائلا : "لا ينبغي أن يُفهم حديثي عن الطاعة على أنه تزكية لجور الحكام " ويرى أن "من حق المعارضة أن تنتقد و لكن لا يجوز لها الخروج" و " يمكن أن يدخل أداء المعارضة في مفهوم الحسبة إذا أردنا التأصيل الشرعي لها ، فالشيء الذي يمنعه الشرع و المصلحة هو العنف ، وحصائد العنف شر من مفاسد الجور " وقد نقل ابن بَطَّال أن العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز الخروج على الحاكم الجائر و واضح أن ذلك عائد لما ينجم عن الخروج من عنف مدمر "و العنف و الطائفية ما نزلا بساحة قوم إلا دمراها" ويرى العلامة ابن بيه للجمع بين النصوص أن تُقسَّم طاعة ولاة الأمور إلى " طاعة احتمال" و " طاعة امتثال" فيحمل الأحاديث الآمرة بالطاعة على طاعة الاحتمال ، ويحمل الأحاديث الناهية عن الطاعة على طاعة الامتثال ،[من رآى من واليه معصية فلْيكرهْ و لا ينزعن يدًا من طاعة] [لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ] وفي دائرة هذه الطاعة يجب القيامُ بتغيير الأسوإ إلى الأحسن { حتى يغيروا ما بأنفسهم} ذلك أن نزع اليد من الطاعة فتحٌ لباب الفتنة ، وتدمير للسلام ، و " الفرص التي يمنحها السلام أعظم من الفرص التي يمنحها العنف " " فعلينا أن نوجد طريقةً لايجورُ فيها الحاكم ، و لا يثُورُ فيها المحكوم ، و لعل العملَ على تقوية القضاء ، بالإضافة إلى نقد المعارضة سيرٌ في ذلك الاتجاه ".
ــــ أما عن سؤال الأمة الكبير : هل من سبيل للخروج من هذا المأزق ؟ و ما ملامحُ هذا السبيل ؟
في هذا السياق يؤكد العلامة عبد الله بن بيه أن " عندنا حلولًا لمشكلاتنا من خلال الشريعة "
و أن من أبرز استحقاقات هذه الحلول :
ــــ " النزول من سماء النظريات إلى أرض العمليات " وفي هذا الإطار يجب العملُ على تحرير المفاهيم الإشكالية الكبرى في حياة المسلمين اليوم(الجهاد ـ الولاء والبراء ـ الحاكم ـ السلطة ـ المُبادلات....) و النظر إليها في سياق المقاصد الكبرى للشريعة ، و استشراف المآلات ، بحيث ينبغي أنيُفهم الجهادُ في إطار التأدية للسلام ، كما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم وعيناه على: {لا يخاف إلا الله و الذئب على غنمه} إذ من الواضح أن ما يتم القيامُ به اليوم باسم الجهاد لا يؤدي إلى تلك النتيجة ، و إنما مؤدَّاهُ شيوعُ الخراب والدمار و الخوف ‘ وهذا المُؤَدَّى جعل الأمة تحتاج في ضوء المقصد الأصلي للجهاد إلى جهاد كبير هو : ( البناء ، و السلم ، و العلم ، و إعطاء فرصة للحياة ).
ـــ وعليه فمن الواجب حشْدُ النخبة و الجماهير على " واجب الوقت " الذي يرى ابن بيه أنه يتجسد في "السلام" باعتبار أن لكل وقت واجبَه الذي يجب العملُ على تحصيله أكثر من أي واجب آخر بسبب إِلْحَاحِيَّةِ الواقع عليه ، فشيوع استحلال الدماء المعصومة ، بين طوائف الأمة ، أمرٌ يجعلُ من الضروري العملَ من كل الأفراد على استعادة ثقافة حرمة الدم التي رسخها الإسلام بشكل صارم { لزوال الدنيا بأهلها أهون على الله من قتل امرئ مسلم } {هلا شققت عن قلبه} فامر الدماء أمر جليل ، وهي من عظام الحرمات التي ظل النبي صلى الله وسلم يصدع بها حتى آخر أيامه في هذه الدنيا وفي أعظم خُطَبه (خطبة الوداع)و هو الذي يقول في شأن الحديبية : { و الله لا يسألوني خطة تعظم فيها الحرمات إلا أجبتهم إليها} و الحرمات هنا الدماء كما يقول الخَطابي.
ـــ وانسجاما مع ذلك يرى الشيخ ابن بيه أنه من الضروري إعادة الاعتبار إلى المسؤولية الكبرى التي يتحملها الإفتاء ، بأن لا ينتصب له إلا العارفون ، ذلك أن فتاوى قاصري النظر ، ثبت أنها قادرة على أن تتحول إلى أنهار من الدماء المعصومة ، و تُبطلَ الكثير من جهود الإرشاد و الدعوة الحكيمة الساعية لِتَحْبيبِ الإسلام إلى العالمين الذين بُعِثَ نبيُّه رحمةً لهم ، و لهذا نص العلماء على أن "من صفات المفتي أن يكون مشفقا على أهل ملته" وقد نص الإمام أحمد بن حنبل على أن " من صفات المفتي أن يكون عارفا بالناس ".
ـــ و نظرا لما للإعلام من أثر بالغ على توجيه الجماهير ، فإن الشيخ ابن بيه يرى أنه من الضروري العمل على إنتاج إعلام رصين يراعي قيم السلم والوحدة ويسعى لتوطيدها ‘ مُتَرفعا عن السباب والشتم ، و مدركا لأمانة الكلمة وخطرها ، بعيدا عن التحيُّز الطائفي ، و تجييش بعض الأمة على بعضها ، و ذلك للحد من مفعول ألسنة اللهب التي تقذفها شاشاتٌ كثيرةٌ في أرجاء عالمنا الإسلامي .
ـــ و اعتبارا لما لحق بالإسلام من تشويه لصورته في أصقاع العالم بفعل تصرفات " المُنَفّرين " التي عملت على تَصْفيحِ الرأي العام الدولي شعوبا و قيادات ضد هذا الدين ، فإن الشيخ ابن بيه يرى أنه من اللازم أن يقومَ " المُبَشِّرون " بالعمل على تغيير الصورة التي رسمها " المُنفِّرون " عن هذا الدين العظيم ، الذي ظل أعظمَ همٍّ لرسوله صلى الله عليه و سلم : أن تبقى صورتُهُ ناصعةً [بشروا و لا تنفروا ، ويسروا و لا تعسروا] [ لتعَلَمَ اليهودُ أن في ديننا فسحة] و حتى حين كانت الصفوة المسلمةُ تتلقى الطعناتِ الغادرةَ من وَكْر النفاق بقيادة ابن سلول ، امتنع النبي الأكرم عن أن يُعمل فيهم السيوف حرصا على صورة هذا الدين العظيم [لا يتحدثُ الناس أن محمدا يقتل أصحابه] و "الناسُ" هنا ليسوا أهلَ المدينة ، لأن أهل المدينة يعرفون ما يُدبره هؤلاء من مكائد ، و يعرفون أن هؤلاء ليسوا أصحابًا للرسول صلى الله عليه و سلم ، و لكن المعنيَّ بـ "الناس" : تلك القبائل و الأمم التي يقع عليها نظر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، و يحرص على نصاعة صورة الإسلام أمامها ليبقى مركز جذب لتلك الأسراب البشرية التائهة ، لِيسْتنقِذَهَا الله به من عَتَمات الجاهلية الحالكة.
و في هذا السياق يرى الشيخ عبد الله بن بيه أنه من الضروري العمل على التبشير بقيم الفضيلة و الرحمة والسلام التي يحملها هذا الدين ، في كل المجامع والمنابر ، و خصوصا في المنابر الدولية ، و مخاطبة شعوب العالم من خلال تلك المنابر ، و تذكيرهم بتلك القيم الكبرى المشتركة ، و مع هذا التبشير أمام صناع القرار العالمي ، تتم دعوتهم لتحمل مسؤوليتهم أمام المظالم التي يتحمل أغلبهم المسؤولية عنها في العالم الإسلامي ، و على رأسها المظلمةُ الفلسطينيةُ ، التي تشكل أحد الأوجه القاتمة في العدالة الدولية .
ــــ ويرى الشيخ ابن بيه أن هذه الأمة المأزومة تحتاج ــ في قراراتها و سياساتها ــ إلى أفكار عملية تكون منطلقا للبناء و التعمير والتصالح مع الذات ، وبما أن " عالمَ الأفكار كثيرُ الضبابية " فإن تلك الأفكار تحتاج في إنتاجها إلى نخبة متخصصةٍ ، بصيرةٍ بالواقع و المآلات ، متسلحة بالعلم و القيم ، و تمتلك أفُقًا للتخطيط الاستراتيجي ، تعمل على إِمْداد صانع القرار بأفكارها ، و يرى ابن بيه أن امتلاك نُخب التخْطيط المتخصصةله دور بارز في تقدم أمم الغرب ، الذي أنشأ " بيوت الفكر " و جعلها تحتل مرتبة متقدمةً في سلم اتخاذ القرار.
تلك نظرة خاطفة على بعض ملامح الرؤية الفكرية التي يقدمها الشيخ ابن بيه لهذه الأمة في مواجهة واقعها المُلتهب ..... رؤية تَتَبنَّى السلمَ والصلح ، و تدعو إلى الفقه بالواقع والمآلات ، وتعمل على الجمع بين نُصوص الشرع ، ساعيةً إلى " صب أسجال الماء على الحرائق الملتهبة في جسم الأمة " و تَحْتَفي بالحكمة و التَّعَقُّلِ في و جه العاطفة الشاردة ، و تُعمِل المقاصدَ الكبرى للشريعة من أجل استيضاح معالم المنهج في مطَبَّات الواقع .... تصدر عن شخصية علمية لها باعها الطويلُ في خدمة العلم و الفتوى في أصقاع العالم ، و ذات مرجعية مقصدية يشهد بها أساطينُ الفكر المقصدي في العالم الإسلامي ، و ليس باعُها في الاطلاع على الواقع العالمي و الإسلامي بأقل من ذلك ، و قبل ذلك ما حباها الله به من لسان رطب من ذكر الله ، و تَبَتُّلٍ لا يخفى على ذي عينين.
فعسى أن يَمُن العليمُ الكريمُ على هذه الأمة بما هو أهل له من مِنن العافية و الرخاء ، و تصافي القلوب .
الولي ولد طه