لقد عاجلتك المكافئة أيها الفتى المؤمن..!!
لقد غَيَّب اْلمِنْهَالُ تحت رِدَائه فَتىً غَيرَ مبطَانِ العَشِيّات أَرْوعَا
لقد اخترت من روائع المراثي بيتا من مرثية متمم ِبن ِنُويرة التي رثى فيها أخاه مالكا، حيث كانت كلامات الشاعر أصدق تعبير رثائي في رحيل نجل السيد الرئيس أحمدو ولد عبد العزيز، الذي أختاره الله ليكافئه على بسط اليد للفقراء والأيتام والأرامل في مناكب الوطن وفي مختلف مناطقه الشاسعة المترامية الأطراف.
لقد عاجلت الفتى المؤمن بضرورة نشر الخير وبوضع اللقمة في جوف الجائع مكافئته التي تنتظره، فلم تهمله حتى ليكمل مشروعه فأختطفه القدر إلى جنة النعيم ليستمتع بتلك المكافئة الإلهية...
فسر أيها الفتى متبخترا فوق حرير شوارع الجنة الفسيحة ، وادخل من باب الريان بما صنعت يداك من فرحة في قلوب الصغار... أترك الصبية يستمتعوا بما قدمت لهم، ونم أنت قرير العين في مثواك الأخير، فيصدق عليك ما قيل قديما:
فتى عيش في معروفه بعد موته *** كما كان السيل مجراه مرتعا
هكذا عاجلك جلل المكافئة حتى كأنك ماقيل قديما:
يـا كوكبـاً مــا كــانَ أقـصـرَ عـمـرَهُ *** وكــذا تـكــون كـواكــبُ الأسـحــارِ
وهــلالَ أيَّــامٍ مـضـى لـــم يـسـتـدرْ *** بــدراً ولــم يُمْـهَـلْ لـوقــتِ سِـــرارِ
عَجِـلَ الخُسـوفُ عليـه قـبـل أوانِــهِ *** فـغـطَّــاهُ قــبــل مَـظِـنَّــةِ الإبـــــدارِ
فباسمي شخصيا وأسم عائلتي أرفع خالص التعازي والمواساة لفخامة السيد رئيس الجمهورية وكافة أفراد عائلته في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى أحمدو ولد عبد العزيز وبهذه المناسبة الأليمة ندعو الله مخلصين للمرحوم المغفرة وأن يخلف له شبابه بالجنة وأن يثبت له أجر آخر عمله الذي رتب له القدر موعدا من خلاله مع الرحيل إلى دار البقاء وهو في ذروة عطائه الخيري ، ليختتم حياته القصيرة بصالح الأعمال، حيث صنع الفرحة في نفوس آلاف الفقراء والمعوزين والأيتام في المناطق النائية حين عمّر عليهم حياة الفقر والسكينة بالمساعدات وتفقد الأحوال والمآزرة ...
وفي الختام نهمس بصوت هده الحزن على فقدان شاب من هذا الطراز لنقول لذويه ولكافة أفراد الشعب الموريتاني: اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد، يا رب ألق على النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحا قريبا .
أحسن الله عزاءكم في مصابكم، اللهم ثبت له أجر ما صنع والهم ذويه الصبر والسلوان... وإنا لله وإنا إليه راجعون .
بقلم: د\ تربة بنت عمّار