لم تفلح شهادة "الماستر" في العلوم الإدارية في صرف الشاب الداه ولد محمد ولد حامدينو عن هوايته القديمة.. هواية الرسم التي نمت وترعرت وشبت عن الطوق كما نما هو وشب عن الطوق..
كان خريج جامعة عبد المالك السعدي بطنجة يلون ويرسم منذ صغره، وعندما التحق بتلك الجامعة المغربية؛ سجل في معهد "رواق الفن المعاصر"، غير بعيد من جامعته.. مؤكدا لنفسه أن الطالب في قسم الإدارة بحاجة إلى ريشة وألوان ولوحة يلهو بها لإشباع هواية سكنته منذ نعومة أظافره، وأشواق تراقصت أمام عينيه سنين وأعواما..
في مدينة ازويرات، وبين خيرة الأطر الموريتانيين (خريجي أعرق الجامعات العالمية)، نشأ صاحبنا في بيئة ملائمة (شيئا ما) للفنون.. بيئة لها ذائقة مقبولة وحاضنة حنون لممارسي الفنون والرياضات المختلفة، وما إن تفتقت لديه موهبة الرسم حتى حظي بدعم والده، الذي وفر للطفل المبدع كل ما من شأنه أن ينمي الموهبة لديه..
مرت الأيام والسنون، وكبر الولد وأصبح يعد في مصاف رسامي "المدينة العمالية"، وشارك لأول مرة في معرض "عيد عمال المعادن" (04 ديسمبر) 2005، مدشنا بذلك علاقة ستنمو مع الزمن بينه وشركة "سنيم" (مشغله القادم).
أنهى دراساته في الإدارة وفي الرسم، وكغالبية أبناء ازويرات، التحق الخريج بالشركة الوطنية للمعادن كموظف إداري، لكنه لم يسمح للوظيفة أن تسلبه ريشته، فظل يرسم و يرسم، مجسدا أفكاره وآراءه على لوحات زيتية تتحدث عن مختلف مناحي الحياة في هذه البقعة من الوطن، وقد نالت إعجاب زوار معرضه المنظم مؤخرا في مدينة انواذيبو على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 55 لعيد الاستقلال الوطني.
وعن رأيه في الحركة الفنية بالبلد يقول الداه لـ"مراسلون": "الفن التشكيلي مازال في طور النشأة، ويحتاج إلى الدعم حتى يصل إلى مستوى يليق بالشعب وبالدولة الموريتانية، لما له من أهمية في الحفاظ علی الهوية، وتدوين التاريخ والثقافة الوطنيين".
وفي حديثه الخاص لـ"مراسلون" طالب الداه الجهات المعنية بالاستثمار في الثقافة، عبر تطوير قدرات الفنانين من خلال تنظيم الورشات والدورات التكوينية والندوات، وإقامة دُورٍ للعرض؛ تمكن الفنانين من تقديم إنتاجهم للناس.
للفنان الداه هوايات متعددة؛ ككتابة القصة القصيرة والخاطرة، وتقطيع خلفيات الصور وإلصاقها في مذكرات للتعليق عليها، كما أنه يعشق - كما يقول - الطرب الأصيل، وخاصة صوت نجاة الصغيرة ووديع الصافي، وله ولع كبير بكرة القدم؛ حيث يمارسها بشكل شبه يومي.
لـ"مراسلون": باباه ولد عابدين