أثارت عبارة منسوبة إلى العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو جدلا حادا على الفيس بوك، ما بين منتقد لها وملتمس أحسن المخارج للشيخ.
وكان المدون محمد مولود ولد ابوه أول من أثار هذا النقاش حين كتب: "وبعد فإنه نشر في بعض المجموعات ذات التواصل الاجتماعي منشور يشبه صاحبه فيه والعياذ بالله لباس النبي صلى عليه وسلم الشريف بلباس أبي جهل فرعون الأمة.
وقد تحققت من وجود المنشور في المجموعة المذكورة وتحققت أيضا من وجود من نسب إليه الكلام داخل هذه المجموعة وتحققت بعد ذلك من عدم حذف المنشور و استمرارهم على الإبقاء عليه مما يؤكد أن المعني بالكلام على علم بالمنشور ولم يعتذر عنه ونص الكلام هو:
أن هذا الشخص وهو في إحدى دول النصارى والحال أنه كان لابسا لما يعرف بالبدلة فسأله أحدهم كيف كان لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه استنكر عليه لباس البدلة فأجابه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس كما يلبس أبو جهل"..
ثم كتب ولد ابوه في وقت لاحق: يامن تلقون محمد الحسن بالله عليكم اسدو له النصح ان يتوب الى الله من هذا الخطأ او ينفيه عنه واليعلم والتعلموا ان المسألة ليست بيني وبينه بل متعلقها هو الادب مع الحضرة النبوية فلاهو ان اعتذر معتذر لي ولا ان نفى صحة هذا يكون رادا علي انا في هذه المسألة كعامة الناس..
فكتب النقيب محمدن ولد الرباني رادا عليه:
هممت بأن أكتب ردا مفصلا على هذا الشخص محمد مولود ابوه فلما رأيته يكرر تعريف الفعل لا عن خطأ ملتبسا عليه لام الأمر بلام التعريف أعرضت عن ذلك إلا أنه لا بد من لفت الانتباه إلى أن ردوده التي يسميها الشرعية ذكرتني من باب (والضد يظهر حسنه الضد) برد سميه محمد مولود بن أحمد فال آد رحمة الله عليه وأرجوكم لا تتذكروا قول الشعر وكم من سمي...
رد آد الذي تذكرت كان على صاحب منظومة قال فيها:
وضع المصاحف على الحصائر ** أمر مباح ما به من ضائر
هذا إذا إذا كان الفراش يحتلم ** عليه أو يبال أو شيء أطم
وقد أبان آد في ذلك الرد عن ملكة فقهية فذة وعارضة أصولية قوية وتدقيق في معاني الدلالات لا سيما في تحقيق مناط القضية حين عزاها ناظم البيتين إلى الشعراني وكان كلامه لا يتحمل إليه فقال آدا:
لم يورد الشعراني كشف الغمة** كلمة بضمـــــــــنها ملمة
وإنما فيه الجمــــــــــــــاع وهوا ** ليس هنا للاحتلام فحوى
متحـــــــــــــــدان خارجا واليقظ** من شأنه عادة الـــتحفظ
لقد كان محمد مولود الأول خريتا بالمعاني بينما كان سميه الثاني ماهرا في إيراد النصوص في غير محلها وأحيى بدعوى الدفاع عن الجناب النبوي على صاحبه أزكى الصلاة وأتم التسليم كلمة خالدة لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه يوم خاطب من قال لا حكم إلا لله قائلا كلمة حق أريد بها باطل .
وكتب الشاعر والمدون أحمد سالم ولد زياد:
لم يسعني السكوت، فالجناب النبوي أولى بالتقدير والاحترام من أي أحد، كائنا من كان.. كائنا من كان!
وليس احترامنا للعلماء والأولياء إلا جزءا يسيرا من احترامنا لحبيب الأعظم، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم.
لم أستسغ الكلمة التي نقلت عن فضيلة الشيخ محمد الحسن بن الددو فأثارت كل هذا الجدل وهي في سياقها الذي وصلتني فيه، بله أن أستسيغها مجتزأة مبتورة، مع أني لم أستطع أن أصل بها إلى درجة سوء الأدب مع الجناب النبوي لأمور، أولها السياق، فهو قاطع الطريق أمام أي تأويل لمن سلمت نيته ونبل مقصده، والمقاصد متحكمة في الألفاظ، توجهها مثلما يوجه الغرض السهام. ثانيها أن الشيخ ما كان متهما يوما في حبه وتوقيره للنبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثها أننا مأمورون بإقالة ذوي الهيئات عثراتهم، فإن كان للكلمة مخرج واحد حسن في مائة مخرج سيئة وجب علينا أن أنحمله على ذلك المخرج الحسن، كيف لا والمخرج الحسن أقرب من البعيد وأوضح.
رابعها أن اتهام الراوي والرواية أولى من اتهام شيخ تدفع عنه سابقته وغناؤه في الدعوة والتعليم، ومن الواضح الجلي بالنسبة لي أن الحوار الأصلي جرى بغير الفصحى، وأن ما وصل ٱلينا في الصورة والتعليق كان تعريبا أو ترجمة له، وقد تقتضي الترجمة بحسب دقتها نوعا من الاختصار ربما أربك المعنى. هذا والله أعلم..
أما صديقنا محمد مولود فإنني وإن هنأته على منافحته عن الجناب النبوي، أحذره كذلك من الوقوع في أعراض المسلمين وقذفهم بالكبائر، والله جل في علاه قال: "فتبينوا"..