روى السجين محمدو ولد صلاحي في مذكراته الصادرة حديثا عن دار الساقي؛ قصة الصورة الشهيرة التي يظهر فيها الرئيس معاوية خلفه مباشرة "مندهشا من تعاملي الساحر مع الكومبيوتر" بحسب تعبير ولد صلاحي.
ويبدو أن هذه الصورة كادت تتسبب له في المتاعب، حين واجهه بها ضابط مخابرات أردني؛ متهما إياه بالتآمر لاغتيال ولد الطايع!
وكان ولد صلاحي قد ذكر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي؛ صادر القرص الصلب لحاسوبه، إبان اعتقاله من طرف السلطات الموريتانية في خريف 2001، وضمن محتويات هذا القرص آلاف الصور.
وفي الصفحة 204 روى المعتقل في "يومياته" قصة هذه الصورة قائلا:
"في صيف عام 2001 كلفتني شركتي بالقيام بمساعدة تقنية لزيارة الرئيس الموريتاني إلى مدينة تجكجة. وباعتبار أن العائلة التي كنت أعمل عندها كانت من هذه المدينة، لذا تركز اهتمامها لصالح رفاه المدينة.
أنشأنا مركزا استشاريا صغيرا لوسائل الإعلام، وكان يعمل بواسطة الانترنت لنقل زيارة الرئيس أولا بأول.
التقطت الشركة الكثير من الصور حيث أبدو أنا وأصدقائي قريبين جدا من الرئيس. وفي أقرب صورة لي معه، يقف الرئيس خلفي تماما مندهشا من «تعاملي الساحر مع الكمبيوتر».
-أفهم أنك كنت تتآمر لاغتيال الرئيس. قال المحقق ـــــــــــــــــــــــــــــــــ.
-لماذا لم أقتله إذن؟ قلت ذلك ولم أتمالك نفسي من الضحك.
-لا أعرف، أنت أخبرني. رد عليّ.
-اسمع! إذا كنت حاولت اغتيال رئيسي في بلدي فهذا ليس شأنكم ولا هو شأن الأميركيين. أعيدوني إلى بلدي ليتعاملوا هم معي.
كنت غاضبا ومفعما بالأمل على حد سواء.. غاضبا لأن الولايات المتحدة تريد إلصاق أية جريمة بي، ومفعما بالأمل لأنهم سيسلمونني إلى بلدي لأواجه عقوبة الموت. لم يستطع الأميركيون أن يحلموا بخيار أفضل.
ولكن الأردنيون كانوا يصطادون السمك بالنيابة عن الأميركيين، وكلما لاحظتَ أن محققك يصطاد السمك فبإمكانك القول بلا تردد أنه مفلس. ومع أنّ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شرير بما فيه الكفاية، إلا أنه محقق عقلاني نوعا ما، لهذا لم يسألني مرة أخرى عن مؤامرة قتل رئيسي ولا عن الصور في كومبيوتري. ومع هذا أنا نادم على عدم وضع نفسي موضع الشبهة حتى أبدو مذنبا وأجعلهم يرحلونني إلى موريتانيا. إنها فكرة يائسة ومجنونة، ولا أعتقد أن الموريتانيين قد تحركوا بهذا الاتجاه لأنهم يدركون حقيقة أنني لم أتآمر ضد الرئيس. ولكن عندما ساء وضعي في السجن الأردني فكرت بالاعتراف بأن هناك عملية مستمرة في موريتانيا، وبأنني خبأت المتفجرات. كان مجمل الفكرة عبارة عن محاولة كي يعيدوني إلى موريتانيا.
-لا تفعل ذلك! كن صبورا، وتذكر أن الله يرى كل شيء. قالها لي أحد الحراس عندما طلبت منه النصيحة. في ذلك الوقت كنت قد كسبت الكثير من الأصدقاء بين الحراس، كانوا يجلبون لي الأخبار ويعلمونني الثقافة الأردنية وأساليب التعذيب في السجن والتعرف بالمحققين.