حصلت "مراسلون" من مصدر عائلي على التفاصيل الكاملة لجريمة دار النعيم، وقد أظهرت تلك التفاصيل ما سماه هذا المصدر "تقصيرا مخيفا للجهاز الأمني المسؤول عن الخدمة الأمنية للرقم 116".
وجاء في تلك التفاصيل أن السيد إسلمو ولد ملعينين ولد أبنو (في الخمسينيات من عمره)؛ استيقظ في الثالثة فجرا على ثلاثة لصوص خلعوا نافذة بهو "هول" منزله الكائن في دار النعيم.. فخاطبهم من داخل غرفة نومه المغلقة عليه وعلى زوجه (في العقد الثالث من عمرها): إن ما تبحثون عنه لا يوجد في هذا المنزل.. فأجابوه: نحن نبحث عنك لنقتلك..
ساعة كاملة من "انتظار العذاب" لم تُفلح في جلب النجدة..
في هذه الأثناء كان إسلمو يكرر الاتصال بالخدمة الأمنية للرقم 116، لكن الخط لم يكن موجودا البتة! ثم اتصل بأصدقاء له، لكن يبدو أنهم كانوا مستغرقين في النوم.
نجحت الزوجة أخيرا في الاتصال بأختها، فاتصلت تلك الأخت بأخ لها، اتصل بدوره بمعارف له من الشرطة في مفوضية تيارت 1.
وبعد ساعة كاملة من التجول والبحث في جميع غرف المنزل ومرافِقِه ومطبخه، وقف اللصوص أمام غرفة النوم المغلقة، وطلبوا من الرجل أن يفتحها، لكنه رفض.. عندئذ قاموا بكسر القفل، ليجدوا إسلمو واقفا بالباب، فوقفوا مترددين..
في اللحظات الموالية؛ ارتكب إسلمو خطأ عندما خرج من الغرفة، فتناوشوه بالسكاكين، حيث سقط في بِرْكة من دمائه.. وكان آخر ما سمعه قبل أن يدخل في غيبوبة هو اقتراح أحد اللصوص على زملائه أن يرموه من فوق سطح المنزل، لكنهم ردوا عليه بأن الرجل قد مات.
دلف المجرمون إلى الغرفة، حيث وجدوا الزوجة قد أغلقت الحمام على نفسها فكسروا قفله، قبل أن يهاجموها بالسكاكين.
النجدة تأتي من مفوضيةٍ تقع دار النعيم خارج دائرة اختصاصها!..
أخيرا، وصلت النجدة من فرقة شرطة تقع دار النعيم خارج دائرة اختصاصها.. فرقة من قسم مفوضية تيارت 1 التي كان الأخ قد اتصل بها.. حيث حملوا الضحيتين إلى مستشفى الشيخ زايد.
كان الرجل قد فقد الكثير من دمائه، وظن الأطباء أن يده شُلّت قبل أن ينجح في تحريكها مجددا بعد أيام، أما الزوجة فكانت إصاباتها أخطر؛ حيث أصيبت بطعنة كادت تثقب رئتها.
صدفة سعيدة تؤدي إلى القبض على الجناة..
أغلب الظن أن هذه الجريمة كانت ستسجل ضد مجهول كما هو حال أخواتٍ لها كثيرات، لكن صدفة سعيدة أدت إلى اعتقال المجرمين في الأيام الموالية..
ذلك أنهم قاموا في الليلة الموالية لاعتدائهم المذكور بالسطو على منزل لمسؤول كبير في الحرس الرئاسي كان خاليا وقتَها من ساكنيه، فنهبوا محتوياته.. مما أدى إلى استنفار كبير من لدن مختلف الأجهزة الأمنية، حيث نجحت في القبض عليهم في وقت قياسي، وتعرفت المرأة على أحدهم.
لكن الأرجح أن أسئلة محرجة ستنغّص الفرحةَ بالقبض على هؤلاء المجرمين، وهي أسئلة طرحها المصدر العائلي الذي تحدث إلى "مراسلون": ما جدوى الخدمة الأمنية للرقم 116، وقد أنشئ خصيصا للتدخل في مثل هذه الحالات؟ هل يجب أن نتمنى دائما أن يهاجم اللصوص مسؤولا كبيرا ليتم القبض عليهم؟ قد نجد عذرا لشرطة النجدة في تأخرها بعد الاتصال بها، لكن ما العذر إذا كان خطها معطلا أصلا؟..