بدا المعتقل محمدو ولد صلاحي في مذكراته الصادرة حديثا؛ ممتنا للمحققين السنغاليين الذين تولوا التحقيق معه إبان اعتقاله في مطار داكار.
وكتب ولد صلاحي أنه توجه بطلب للمفتش السنغالي الذي تولى تسليمه للمخابرات الموريتانية قائلا:
-هل بإمكانك أن تقدم لي معروفا؟
-بالتأكيد!
-أود أن تخبر عائلتي أنني في البلد.
-حسنا، وهل لديك رقم هاتف؟
-نعم، لدي.
وأضاف ولد صلاحي: "وخلافا لتوقعاتي قام المفتش بالفعل بتبليغ أسرتي وأخبرهم بحقيقة وضعي. وعلاوة على ذلك أعطى السنغاليون تصريحا للصحافة بأنهم سلموني إلى بلدي، ولكن الموريتانيين والأمريكيين انزعجوا من تلك الخطوة".
وقال ولد صلاحي إن مدير الاستخبارات سأله فيما بعد:
-ماذا قلتَ للمفتش؟
-لا شيء.
-تكذب، أخبرتَه أن يتصل بأسرتك. لا يفوت الأمر حتى على معتوه أن يدرك أن هاتف البيت كان مراقَبا.
ولم تَخْلُ فترة احتجاز ولد صلاحي لدى السنغاليين من مواقف طريفة حكاها السجين في "يومياته"، ومنها أنهم طالبوه بأن يصمت حين سمعوه يقرأ القرآن، قائلين: تريد أن تسحرنا؟!