تاريخ الصرف الصحي في انواكشوط

اثنين, 2015-08-03 19:03

أنشئت أول شبكة للصرف الصحي بمدينة انواكشوط بين 1961 و1965، وهي الشبكة التي أشرفت فرنسا على إنشائها في وقت كان سكان العاصمة يجاوزون 5000 بقليل.

وقد أنشئت تلك الشبكة حسب دراسة تتوقع أن السكان سيقاربون أربعين ألفا في عام 1980. فتم إنشاء هذه الشبكة في ما يعرف الآن بوسط المدينة، إذ يبلغ طول الأنابيب مجتمعة 38 كم، مع سماكة تتراوح بين 150 و300 مم.

خلال الثمانينات كانت سنوات الجفاف محفزا كبيرا للحكومات لعدم الاهتمام بتطوير الصرف الصحي بالعاصمة حينها، واستمر تعداد السكان في زيادة متواصلة.

بين عام 1981 و1984 أنشئت شبكة ثانية للصرف الصحي، ستظل غير مشغلة ولا مستخدمة إلى يومنا هذا، بسبب عدم الدراسة الكافية من جهة، وعدم تكفل وزارة المالية برصد التكاليف المالية اللازمة.

في بداية التسعينات أبدت الدولة اهتماما بالصرف الصحي، وكان ذلك عن طريق التعاقد مع الشركة الصينية CNCTPC، فقامت هذه الأخيرة بإعداد مشروع لإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي بين 1991 و 1993، فقامت باستبدال مركز التصريف الثاني في شبكة الصرف الصحي الأولى (التي أنشئت بين 1961 و 1965). كما أنشأت كيلومترين و300 متر من أنابيب تبلغ سماكتها 25 سنتمترا. كما أعد هذا المشروع الصيني دراستين، واحدة حول إعادة تأهيل مراكز التصريف الثلاثة، والثانية حول إنشاء محطة لتنقية مخلفات الصرف الصحي تبلغ قدرتها الاستيعابية 2000 متر مكعب في اليوم.

في تلك الفترة كانت صونلك هي المسؤولة عن إنشاء التركيبات المتعلقة بالصرف الصحي، ومن مارس 1995 أصبح تسيير مياه التنقية في إطار عقد بين وزارة المياه والطاقة وشركة صونلك مدته خمس سنوات، قبل انفصال هذه الأخيرة إلى صوملك والشركة الوطنية للمياه (SNDE).

وبعد ذلك استمرت الشركة الوطنية للمياه في تسيير الشبكة القديمة والوحيدة لغاية عام 2006 حيث أسندت تلك المهمة لإدارة جديدة سميت "إدارة الصرف الصحي"، وفي عام 2009، بعد توقعات أن تأتي كميات ضخمة من المياه ضمن مشروع آفطوط الساحلي، تم إنشاء المكتب الوطني للصرفي الصحي (ONAS)، الذي يتألف من ثلاث إدارات، إدارة مالية وتنظيمية، إدارة استثمارية وإدارة تقنية، وسيكون المكتب بذلك مسؤولا عن الصرف الصحي ليس في انواكشوط فحسب، بل على عموم التراب الوطني.

من 2009 إلى الآن لم يتم إنشاء أي إضافة لشبكة الصرف الصحي القديمة (1961-1965) والتي لا تغطي سوى 4% من مساحة العاصمة، فكانت أعمال المكتب ترتكز أساسا على تسيير الشبكة القديمة وشفط مياه الأمطار من وسط العاصمة، وإصلاح بعض الأنابيب المتفجرة، إضافة لإدارة محطة معالجة المياه الملوثة (STEP)، والتي تبلغ قدرتها الاستيعابية 1800 متر مكعب في اليوم، تعالَج فيها المياه عبر ثلاث مراحل، علاج فيزيائي، علاج بيولوجي وعلاج كيميائي.

الصرف الصحي القديم (بشبكتيه: المستخدَمة والتي أنشئت في الستينات، وغير المستخدَمة والتي أنشئت في الثمانينات) يغطي فقط وسط العاصمة، هذا بالنسبة للشبكة المستخدَمة، أما غير المستخدَمة فتغطي ما يعرف الآن بـ Medina R. مما يجعل فقط 3% من سكان العاصمة يستفيدون من تصريف الأمطار والمخلفات في الطور البدائي.

البرنامج الذي تتبناه الحكومة الآن حول الصرف الصحي في انواكشوط والذي يؤمل فيه أن تغطي الشبكة جميع أرجاء العاصمة، بتعاون القطاع العام مع بعض الفاعلين المستقلين هو مجرد برنامج مستقبلي، يعرف بـ "مشروع الصرف الصحي بانواكشوط"، المشروع الذي طارده النور من ست سنوات إلى الآن، في الوقت الذي أنهى فيه الصينيون شبكة الصرف الصحي بروصو على جناح سرعة الضوء، فهل سيستمر الأمر على ما هو عليه، أم سنشهد نشاطا تجديديا في المكتب الموريتاني للصرف الصحي؟.

عشتم طويلا.

عن صفحة المدون محمد الأغظف ولد أحمد