سأضع القلم.. وسأودع حاسوبي منتصف اليوم الخميس 19 يونيو 2014، إنشاء الله إلى حين، لأشارك في وضع لبنة في الجدار المسلح الذي سنبنيه للحيلولة دون عودة قوى الفساد، سأضع نفسي ليوم كامل في خدمة تجديد طبقة سياسية يئسنا من أن تفهم أنها عاجزة عن تحقيق المطلوب منها، وعليها أن تتحمل مسؤولية فشلها بترك مكانها لجيل جديد قادر على تحقيق طموحات هذا الشعب، بدل البحث عن شماعة تعلق عليها فشلها كما عودتنا.
طبقة سياسية فشلت بعجزها عن إقناع الأب المؤسس رحمه الله، أن الحزب الواحد قد لا يمثل الخيار الوحيد المتاح ولا الأنسب لبناء البلد.. أن حرب الصحراء قد لا يحتملها بلد حديث النشأة.. فشلت في إقناع الجيش أن الانقلاب على حكم مدني لا يمثل حلا..
طبقة فشلت في إقناع العقيد أن الديمقراطية الصورية لا يمكن أن تشكل صمام أمان في وجه الزوابع.. فشلت في إقناعه أن فتح خزائن الدولة للمفسدين لا يخدم التنمية.. وأن استهداف فئة من المواطنين بناء على عرقها خطر على مستقبل تماسك البلد..
فشلت أن تفهم أن المقاطعة والمقعد الشاغر تأجيل للتغير.. فشلت في أن يكون لها حضور من أي نوع في الانقلاب العسكري سنة 2005 ووقعت على بياض للعسكر، وتسابقت على كسب ودهم، فشلت في تقديم مرشح موحد سنة 2007.. فشلت في التوحد في وجه مرشح العسكر خلال الشوط الثاني.. فشلت في فهم أن خلاف الرئيس السابق مع أغلبيته كان يستدعى حيادها تكريسا للعمل السياسي المدني بدل الدفع بقادة الجيش إلى واجهة الخلاف.... فشلت في فهم أن لا فرق بين عسكري جاء على ظهر دبابة ومدني حملته مدرعة كلاهما صنيعة الجيش.. فشلت في استيعاب أن نبدأ مرحلة انتقالية جديدة بعد فشل الأولى ربما لا يكون أسوء الحلول المتاحة..فشلت في الانتخابات التي عقبت اتفاق دكار.. فشلت في الاعتراف بنتائج الانتخابات.. فشلت في ضمان تنفيذ نتائج حوار دكار.. فشلت في إقناع الناس بأن البلد في أزمة حيث ظلت المؤسسات الدستورية تسير بانتظام .. فشلت في الثورة في الرحيل.. فشلت في دخول حوار المعاهدة والأغلبية.. فشلت في إسقاط الرئيس حتى وهو على فراش المرض..فشلت في اتخاذ موقف موحد من الانتخابات المحلية والتشريعية كما فشلت في مقاطعتها..فشلت أيضا في الحوار الأخير..
بعد كل هذا الفشل من يشك في عجز هذه المعارضة؟ ليس العيب في أن نفشل أو نخطئ لأن القدرة البشرية محدودة، لكن العيب كل العيب هو أن نتصور أن الفشل نجاح ونتمسك بهذا الفشل.. كان حريا بطبقتنا السياسية العتيقة أن تفهم أن الشعب لفظها عندما صوت سنة 2009 لـ محمد ولد عبد العزيز ..وكان على قيادة هذه المعارضة أن تفهم أن العيب فيها وأن تتراجع للخلف قليلا وتترك الصفوف الأمامية لطبقة سياسية شابة لعلها تنجح فيما عجزت عن تحقيقه وستكون لها حسنة الدفع بجيل جديد بعد كل هذا الفشل.
لكل هذه الأسباب ولغيرها من بذور الفشل التي تقوم عليها هذه المعارضة سأتفرغ اليوم لحشد كل من يريد أن يقول لهذه المعارضة إنها فشلت وأنها بدل أن تكون جزء من الحل أضحت المشكلة.
بقلم الكاتب الصحفي أحمد ولد محمدو
إعلامي موريتاني - المدير المساعد للصحافة الإلكترونية
......................................