في بداية القرن الثامن عشر الميلادي كان التنافس على أشده على شواطئنا الأطلسية ، بين السفن الألمانية والهولندية من جهة وبين السفن الفرنسية من جهة ثانية. كان أمير الترارزة القوي اعلي شنظورة صديقا للتجار الألمان والهولنديين وقد بعث أحد أخواله البراكنة وهو: إبراهيم ولد منصور إلى مدينة روتردام بهولندا وأقام هناك سنوات ثلاث فأتقن الهولندية، وكان أول موريتاني يتعلم اللغة الهولندية (وهي إحدى اللغات الجرمانية الغربية).
طلب الأمير اعلي شنظوره من الألمان والهولنديين أن يتصدوا للفرنسيين بحرا وسيتولى هو البر فيخلوا للألمان الشاطئ الأطلسي وتنتعش التجارة معهم في غياب الفرنسيين، لكن التاجر الألماني فلسن لم يذهب مع اعلي شنظوره في هذا المشروع، ربما لعدم اقتناع أمير برادنبورغ (برلين) صاحب السفن التجارية بتلك المواجهة.
هذه الحيثيات وغيرها توضحها رسالة اعلي شنظوره للألمان وهي رسالة تاريخية جميلة جدا وهذا نصها:
الحمد لله وحده وصلى على من لا نبي بعده.تبليغ السلام من عند الشيخ اعلي الشنظور ابن اهد بن أحمد ابن دمان إلى كباران فلسن وأهل الحل والعقد والكلام والرأي، بعد فموجبه إعلامكم بأن أرض المسلمين كلها لي وأمرها بيدي بطاندرك وغيره من الأرض ولا نعطها لأحد إلا من هو وفى بعهده. ولأن البحر لا طاقة لي عليه، ولأن كنتم على عهدنا معكم وصلحنا معكم ففعلوا غير فعلكم للذي تفعلوا معنا في عقر أرضنا لأنه فعل العدو لكم، وآتوا بجيوش كثيرة تغلبوا بها افرانص لأنهم قد حقروكم ولاعبوا بكم، وهم إن كانوا في بر المسلمين نكفيكم منهم. وأما البحر لا طاقة لنا به إلا بكم، وإنا لا نصالحهم حتى نيئس من قدومكم والأرض أرضنا. فما لهم ولا لأحد إلا العهد. ولن ننثني بما قلت لكم.يوم أربع وعشرون من رجب عام السادس وثلاثين ومائة وألف. (18 إبريل 1724).عندي أصل هذه الرسالة المخطوط أعطاني إياه الباحث الألماني فيليب تيل كولترمان المتخصص في تاريخ العلاقات الألمانية الموريتانية، وهي رسالة طريفة لأنها تجمع في اصلها المخطوط بين النصين العربي والألماني.المرفقات:نص رسالة الأمير اعلي شنظورة.صورة بالرسم للحانوت الذي بناه الألمان في آرغين قرب نواذيبو على شاطئنا الأطلسي والرسم يعود لسنة 1722
الدكتور سيدي احمد ولد الأمير