اكتشف علماء الكيمياء نوع من المضادات الحيوية يبدو أنه يشبه القصص الخرافية، وذلك أنه يستند إلى "دم التنين".
لكن لا يقصد بالتنين هنا ذلك الحيوان الخرافي الضخم الذي يحلق بجناحين عملاقين وينفث النار، وإنما هو هنا نوع من السحالي البرمائية اللاحمة، التي تحمل اسم "تنين كومودو" والتي تعيش في جزر كومودو في سومطرة وسط إندونيسيا، والمهددة أساسا بالانقراض.
وقد تمكن علماء من جامعة جورج مايسون مؤخرا من عزل عينة من دم "تنين كومودو" ليتبين لهم أنها تضم قدرات هائلة على قتل الجراثيم.
وباستلهام هذا الاكتشاف، ابتكر العلماء مادة كيميائية مشابهة في المختبر وأطلقوا عليها اسم "التنين-1" (DRGN-1).
وأظهرت اختبارات على فأر جلده مجروح ومصاب بنوعين من البكتيريا أن للمركب الجديد ثلاث خصائص قيمة، وهي أنه أحدث ثقوبا في الأغشية الخارجية لكل من البكتيريا سالبة الغرام والبكتيريا إيجابية الغرام، وحل الأغشية الحيوية التي تجعل البكتيريا تلتصق ببعضها، وعجل في شفاء الجلد.
وبحسب قائدي فريق الدراسة مونيك فان هويك وبارني بيشوب، فإنه وقع الاختيار على دراسة التماسيح ورصد السحالي مثل سحلية التنين لأنها يمكنها البقاء على قيد الحياة مع وجود جروح بالغة، بما في ذلك فقدان أطراف، وفي بيئات قذرة دون أن تصاب بالتهابات.
وقد نشرت دراسة الباحثين الأسبوع الماضي في مجلة بيوفيلمز والميكروبيوم، وتم تمويل الدراسة من قبل "وكالة الحد من التهديدات الدفاعية" التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، وهي الوكالة الرسمية لدعم القتال والمعنية بمكافحة أسلحة الدمار الشامل، الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. لكن العلماء يقولون إنهم يبحثون الآن عن دعم صناعة الأدوية.
المصدر : نيويورك تايمز