حين لا يكون بمقدور وزيرة الزراعة مواجهة الحقيقة ..!!/ الحسن ولد الطالب*
لم تعد الأزمات التي تلاحق قطاع الزراعة في موريتانيا تخفى على أحد، فقد برع القطاع خلال الفترة الأخيرة في كشف سوءاته للعلن، وكان آخر تجليات ذلك الزيارة الحالية التي تقوم بها وزير الزراعة لمناطق زراعية في اترارزة، رغم فشل سياساتها الزراعية وعجزها البيّن عن وضع حد لمستوى الانحدار الذي يسير إليه القطاع.
لقد أظهرت الوزارة خلال الفترة الأخيرة الكثير من الارتباك والعجز عن مسايرة السياسات التي أعلن عنها في السابق، وأضطر العشرات من المستثمرين في القطاع إلى الانسحاب بعد الخسائر المتوالية التي تكبدوها من جراء سياسات الوزارة الفاشلة.
وفي الوقت الذي كان المزارعون ينتظرون الزيارة الحالية التي تقوم بها الوزيرة لولاية اترارزة علها تقاسمهم المآسي التي يتعرضون لها، والمشاكل الجمة التي تعترضهم بشكل يومي، قررت وزيرة الزراعة التخلي عن تقليد دأبت عليه، كما دأب عليها الوزراء الذين سبقوها، ويتعلق بعقد اجتماع مع الفاعلين في القطاع بمعهد التعليم التكنولوجي والاستماع لمشاكلهم.
ودعوني في هذه المرة اتفق مع الوزيرة بل أعتبر أن قرارها هذا كان صائبا، فليس لدى الوزيرة أي جديد يمكن أن تقوله للمزارعين، وليست لديها أي خطة حتى وإن كانت كاذبة لطمأنة المزارعين على مستقبل قطاعهم المنهار.
لقد أصابت وزيرة الزراعة حين تخلت عن الاجتماع بالمزارعين فلم تعد العبارات المطرزة والأرقام المغلوطة تستطيع خداع المزارعين، أو لفت انتباههم عن الواقع المزري الذي يعيشونه بشكل يومي.
وأصابت الوزيرة لأنها هذه المرة لم تجرأ على نشر الأوهام، ولم تمارس التنويم المغناطيسي في حق المزارعين، والذي دأبت عليه منذ توليها مقاليد الوزارة.
إن السياسات التي تنتهجها الوزارة خلال الفترة الأخيرة أدت إلى تسارع وتيرة الانهيار غير المسبوق الذي يشهده القطاع، وإنني إذ الفت انتباه الجميع إلى هذه الوضعية المزرية، فإنني أدعو قيادة البلد وهيئات المجتمع المدني وأصحاب الرأي، كل من موقعه إلى هبة وطنية من أجل إنقاذ القطاع الذي يساهم بشكل أساسي في الاقتصاد الوطني.
*مسؤول الإعلام في اتحادية الزراعة