سيدي أحمد "الداه" ولد محمد رحمه الله ( بورتريه عن والد وزير الخارجية الأسبق " الديش")

جمعة, 2017-04-14 12:09

أحمدو بزيد

ما أجمل الزمن الرديئ!! حين ينصرف النظر قليلا - غِبَّ رداءة الحدثان - إلى الخلْف ليندب طلل من تركوا الناس من ألسنتهم، وأخلصوا القربى لله، وما كان لهم حظ في الرياء وسباب الناس!!

سلام الله على زمان تحاشى أهله زلل القول وخطل الكلم الناعي لسمو المعنى وصقالة النقيبة...
رحمات الله وبركاته على ذلك الطراز الأول، السابق لوقت سابلة الفيسبوك وسوء طوية الأيدولوجيات، والكيل بمكاييل التطفيف لحاجات في نفوس يعقوب ويوسف وزكرياء وموسى وفتاه ولقمان وغلامه!!

جـــزى الله يــــوم الـــروع خيرا --- فإنه أرانا على علاته أم ثابت
أرانا ربـــيبات الـخدور ولم نكن --- نــراهن إلا عــن بواغ بواغت

جزى الله الزمن الرديئ الذي تذودك اليوم عصي طغامه عن الكروع في حياض بقية الأخلاق وشيء من التقوى، فلا يبقى في المستطاع - ضربة لازب - سوى عقابيل شوق إلى سلف كانوا يسوقون الكلم إلى مواضعه، حذر أن ينالوا حقا للكافة ابتغاء مرضاة ربٍ رادهم يوما إلى معاد.

هنيئا لخَلف أضاعوا فتيانا يُدخر مثلهم ليوم كريهة وسداد ثغر، قوم أضاعوا الصِّلات واتبعوا شهوات الهوى في مسارح وخيم المرتع ومشارب وبيل المكرع!!
فإن يكن ذلك ففي الناس بقية تذكر بأخرى، ولن نبرح عاكفين عليهم، حتى إن استغنيا عنا المستوطنا عدنٍ...

ذهب الـــذين صلاتهم مـــــعلومة --- ولهم إذا قحط الزمان حنان
ذهبوا فــليس لهم نـــظير واحـــد --- أفلا تـــراهم لا أبا لك كانوا
لم يبق من أهل الفضائل والنّهى --- إلا فـــــلان باسمه وفــــلان

لعل ذلك كان حال الشيخ ولد مكي آيانَ فَكْتَ المخزنُ سيدي احمد عن ألاگ، فما وجد الشيخ في الوسع سوى مساءلة مرابع فَعال ومحمودات سيدي احمد، بل صيره الجدب من أضرابه إلى الرضى بالقليل! ولو بسماع أخباره الطيبة، ذات اشتياقه أيام "الدَّاهْ":
مندَرتْ النّخوَه والسْگمْ --- والدِّين الصافِ من اليَمْ
والـــتعدالْ اعلَ كلْ همْ --- والـــــثِّيقه والــــــــدِّرايَه
ومندَرتْ ابــــراوَه تنفْهَمْ --- بالـــعهد ادْجِي والغايَه
شِ راهُ ما للــــناس لَعْدْ --- بـــــيه و مندَرتْ اروايَه
زينَه يســــمعهَا كلْ حَدْ --- عــــن سيد أحمد لْيَّايَه

قال المختار ولد حامد في موسوعته : "توفي محمد بن احمد بن سيدي الفاضل سنة 1371 هــ عن ابنه سيدي أحمد، أحد سادتهم وورعيهم اليوم وأدبائهم، تقلب في الوظائف الحكومية، ولم تؤخذ عليه هفوة.

سيدي احمد "الداه" ولد محمد ولد احمد "إيّايَ" ولد سيدي الفاللي "دَيَاهْ" ولد محمذن ولد الفاللي ولد المبارك ولد الماقور "امّا"
أمه العارفة الربانية مريم "اميه" منت الكوري ولد بازيد.

ولد سنة 1912م في ضواحي المذرذرة.

تلقى دراسته المحظرية في محيطه الأسري ، قبل أن يلتحق بالتعليم النظامي الابتدائي مستهل عشرينيات القرن الماضي، ليتم دراسته الإعدادية في مدرسة "ابلانشو" Blanchot في مدينة سانت لوي Saint-Louis "اندر" في السينغال.

استهل مساره المهني معلما في مدرسة بوتلميت الإبتدائية سنة 1934م حيث درّس - في الصف الأول من ذلك العام - رعيلا من مؤسسي الدولة الموريتانية، من أبرزهم الرئيس المرحوم الأستاذ المختار ولد داداه الذي يقول في مذكراته عن سيدي احمد: "كان معلمي الأول فى السنة التمهيدية الأولى السيد سيدي أحمد ولد محمد - أصيل منطقة المذرذرة - وهو شاب مرح يعلمنا ويسلينا بل يلعب معنا أحيانا كما لو كان صديقنا الأكبر، لكنه يعرف كذلك كيف يفرض احترامه ويرسم لنا حدودا لا ينبغى تجاوزها" ويضيف الرئيس المختار: "أما أعضاء الدُّفعة الآخرون فهم: محمد المختار الملقب معروف، وأحمد بن أعمر، وهما من ألاگ، ومحمد عبد الله ولد الحسن من المذرذرة، وسيدى احمد الحبيب ولد الحسن من بوتلمببت. وربما أكون قد نسيت واحدا أو اثنين من هذه الدفعة"

يقول أيضا على ذكر طلاب سيد احمد: "وهناك زملاء آخرون فى هذه السنة التحضيرية الأولى 1934-1935 مثل عبدى ولد يبه من تجگجه، ومحمد يحيى وأخوه الداه ولد سيدى هيبة من كيهيدى، واسويد ولد المختار الملقب سيدى الصغير من تامشكط الذى وافاه الأجل منذ فترة، وولد خطره من كيفه الذى توفي هو الآخر، وغيرهم ممن نسيت أسماءهم، ولدي شكوك فيما يتعلق بالمختار ولد أحمد ولد عثمان من كيفه هل كان من تلاميذ هذه السنة، أو لم أتعرف عليه إلا فى السنة الثانية؟ وقد تقلد العديد من أفراد هذه الدفعة مسؤوليات سامية فى بلادنا"

كان محمد عبد الله ولد الحسن إلى وفاته لا يخاطب سيدي أحمد - رحمهما الله – إلا بعبارة "Monsieur" محتقظا له بذلك من فترة المدرسة الإبتدائية.

في السنة الموالية اصطحب مدير مدرسة بوتلميت الجزائري بوعلام الرويس سيد احمد إلى أطار مع نخبة من المعلمين لتأسيس مدرسة أطار.
في العام 1938م التحق سيد احمد بالإدارة الإقليمية بادئا مسيرة حافلة قادته كمترجم إلى كل من:
افديرك سنة 1938م
تجكجة سنة 1940م
شنقيط سنة 1943م
نواذيبو سنة 1947م
تجكجة سنة 1948م
كيفة سنة 1953م
نواكشوط سنة 1956م

يقول الشيخ ولد مكي في مدحه:
الـــــــحكَّامْ إجُ مــــــــشْتَرْكينْ --- اللَّــــــــــحْكامْ ولَفْظْ امحَقِّينْ
اشـــتِراكْ أهـــــــلُ مـــختَلْفينْ --- افْــــــــــمعناهْ وذاكْ اشتِراكْ
اللَّـــــــــــــفْظْ ابمَّعْناهْ امَّاسِينْ --- الـــــــــــحكَّام الِّ واسَ ذاكْ
افْـــــمعناهْ انْكُمْ مـــــــسْتويينْ --- امنْ امنَينْ امعاهمْ ساواكْ؟!
لَفْظْ؟ اصْبَر؟ طَبْعْ؟ أدَب؟ دِينْ؟ --- امـــتِثالْ؟ اجـــتِنابْ؟ إدراكْ
اللُّمُورْ؟ اســـكمْ؟ سَكْمْ أيدِينْ؟ --- امْــــعاهم ســــواكْ الِّ طاكْ
الله افــــلكلوبَ مــــــــــن زَيــن --- مــــعناكْ وعــــــودانَكْ مزَّاكْ
اعلَ الــــنَّاسْ امَّاسيهْ اخْــزينْ --- امْـــن الصَّالحْ ينكالْ أُوراك؟
امْــــــعاهمْ ساواكْ من امنَين؟ --- الِّ خـــــالكْ عنَّك وَســــــــاكْ
انــــت َوالـــــــحكَّامْ الـــــقديرْ --- مـــــــشتَركينْ إِجُ حكْ امْعاكْ
اللَّـــــــفْظْ والــــحْكُومَه يــــغيرْ --- امْـــــــخالفْ مَعْناهمْ معناكْ

بعد المصادقة على قانون الإطار سنة 1957م انتدب من بين ستة موظفين تم اختيارهم كمساعدين لحكام الدوائر الفرنسيين، تحضيرا لمرتنة الإدارة الإقليمية، حيث عُين في 14 يناير 1957م مساعدا في دائرة الحوض الشرقي ثم في دائرة الحوض الغربي في السنة الموالية.

في السنة نفسها تلقى "الدَّاهْ" ضمن الدفعة الأولى من الإداريين المدنيين المكونين على التراب الوطني تكوينا لمدة أشهر، وقد عرفت هذه الدفعة بإداريي الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ليعين في سنة 1960م حاكما لمقاطعة بوغى في ولاية لبراكنه.

أواخر السنة نفسها ترقى إلى رتبة حاكم دائرة (والٍ)، فحُول إلى لبراكنه واليا فأقام بها إلى سنة 1962 ليحول بعدها إلى گورگول ثم تكانت في العام التالي.
في سنة 1965 عين مديرا للشؤون السياسية في وزارة الداخلية وظل في المنصب نفسه إلى تقاعده سنة 1967م.

تقاعد معه في العام نفسه المختار ولد حامدٌ وبعض الأكابر الآخرين، فلما نُقل خبر تقاعدهم إلى أحمدُّ بابَه ولد صلاحي - رحمه الله - قال كلمته المشهورة إن "الناسْ لكبارْ ما يْرَتَرْتُ".
وقال المختار ولد حامد ذات ذلك التقاعد:
ما يفعل الشيخ إذا رترتا --- وجاءه رترته بغتتا�وأدبر الصيف وجاء الشتا..

آتى الله سيدي أحمد تقوى نفسه، ورزقه زكاتها، فكان - رحمه الله- عابدا تقيا ورعا مستقيما، مرضي الخلق، قويم سبيل الهدي، حميد السيرة، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، من أتم أهل زمانه ديانة وأصلحهم شأنا، سعى - زمانه - في علاج وطلاب محامد الذكر ومحاسن الوصف.

كان مؤتمنا أمينا، لم تأخذه في أماناته لومة لائم حتى صار مضرب المثل عند الكافة، لا يحاقه في ذلك معاصر من أضرابه، وقد رويت حول أمانته مرويات تناقلتها الألسن وسارت بها الركبان، منها أنه حول إحدى المرات من دائرة إلى أخرى، فوجد بعد وصوله إلى مكان عمله الجديد ملعقة من أملاك الدولة كانت علقت في المتاع، فردها - رحمه الله - مع تقرير مفصل مستوفى حول الموضوع!

ميزت طبعه كياسة وتؤدة وهدوء ورزانة، كان - رحمه الله - لا يقول إلا حسنا، يتحرى الصدق، وإذا قصد الناس بأمر ورَّى، وأخذ من أسباب الكناية والاستعارات! يخاطب أعالي الناس وأسافلهم بسلس الكلام وليِّنه.

كان إذا أراد أن يلوم أحدا، جمع نفسه في الإدانة معه، وبدأ بها في الخطاب قبل مخاطَبه، كأن يقول: "أنا وأنت" وذلك بيانا لجميل الزجر، وحذرا من رؤية الفضل على الأغيار.

لا تعجله مستعجلات الأمور وبواغتها، عن إمعان وإحكام النظر في عواقبها، نذر نفسه لرعاية وتدبير أمر عشيره، فكان يعينهم على طوارق ونائبات الأزمان.

كان - رضي الله عنه - مكبا على العلم وطلبه والعمل به، كما كان أديبا، وشاعرا مقلا، من شعره في المديح النبوي قوله:
إن الجزيل الفضل من كان الرجا --- لــــمؤمل فك الـــقيود الموثقه
هو الـــنبي مـــــحمد خير الورى --- نرجو به محو الذنوب الموبقه
صلى عـــــليه الله ما هز الصبا --- وقت الدجى أغصان أيك مورقه

يقول في تقريظ نظم الشيخ محمد فال ولد البناني - رحمه الله - في مرويات العشرة في الصحيحين:
بشرتموني وكان الله ألـــهمكم --- سعي الجدود وما من علمهم نـــشره
بشرى تمام كتاب كان مطلعه --- سعدا سعيدا وباقي السادة العشرة

كان سيدي احمد محببا عند الناس، ممدحا، أجاد أحمد سالم ولد بوبوط والشيخ ولد مكي وغيرهما في مدحه، ومن ذلك قول الشيخ:
سيدأحمدْ بيهْ اصلَحْ نـــظامْ --- أهل أَلاگْ وبيهْ اسْـــتَقامْ
اعْلَ الحگْ وتــــــافكْ تخمامْ --- اعليهْ الِّ مــــــاكانْ اتْفاكْ
امن الـــــنَّاسْ وخــاوَ لسلامْ --- افلإســــلامْ وعافِيتْ أَلاكْ
واصْلَحْ بين الناس من اكلامْ --- الشَّـــوْفَه والـــبعْدْ ولفْراكْ
مــــــــــاخَصْ ولاجَبْدْ ولا لامْ --- ولالَـــمْ ولاكادْ ولاَ صـــاكْ
ولاواسَ شِ خـــاسرْ واحرامْ --- ولاشَيْنْ ولاطاحْ افــلَخْلاكْ

ولانـــــسَّاهْ افــــــــطَبْعُ مَقامْ --- الــــــحِكَّامْ وكِيفْ الحِكَّامْ
افْـــلحْكُومَه سَكْــــمْ وتسْگَامْ --- أيْـــــــدِين ْوتدبيرْ وتمراكْ
أُمــــــــورْ وتنـــــفيذْ اللَّحْكامْ --- واجـــــــتهادْ وكلِّتْ تعْلاكْ
أَخــــــــلاگْ افْلُــمورْ العِظامْ --- اعْــــــطاهْ افلُمورْ الخَلَّاكْ
الــــــــــتَّوفيقْ وحُـسْن القِيَّامْ --- افْــــــلَمْرْ إِلَى لَحْكُ يلْباكْ

ومُومنْ باطْ وكيفْ أهل الدِّينْ --- أهل الفَضْلْ امتِثالْ و لِينْ
واجــــــــــتِنابْ وصحّتْ يقينْ --- وامْــــــرُوَّه وأَدابْ وتطْراكْ
وانْــــــطِلاقْ افْمجلِس حسينْ --- والـــــدَّيْمينْ اعليهْ الِّ تاكْ
امــــــعَ ذاكْ وبــــــيه الدَّيمينْ --- والتّعدالْ إواسي لَــخْلاكْ
الِّ يَـــــــزضَفْ لَــــخْلاگْ إلَينْ --- وإهمُّ منْ خَوفْ التّطْلاكْ
اتْـــــــواسيه إعــــــودْ التِباسْ --- اتْواسَ، حـــــاجلُّ تدْراكْ
اعْلَ النَّـاسْ الْــــواسَ والنَّاسْ --- الْهَا ما يـــنْخَطْ ابْلمْداكْ !

قال الأستاذ الحسن ولد أحمد ولد أعبيدي في تحقيقه لديوان الشيخ ولد مكي: إن سيدي أحمد لما عُين واليا للبراكنة "كان ألاگ في تلك الفترة يعج بالنزاعات القبلية، وكان من حسن حظ هذا السيد أنه كان له الفضل في تسويتها عموما بكل نزاهة وأمانة".
وذلك مراد الشيخ بقوله في الثناء على سيد احمد:
سيدأحمدْ عـــــــــدَّلْ ترْكژْ ولْ --- مـــــحمدْ ما شَحْ ولا زَلْ
ولاجـــــارْ ولامـــــالْ ولا مَـــلْ --- إلَى عــــدَّلْ ذاكْ التّعْدالْ
اجْـــــــمَعهمْ فــالْعَقْدْ وفالْحَلْ --- وفْصلهُمْ ضُمَّانْ افْلعْيالْ
افْصـــــالْ ابْلإنْصافْ امْزَوَّلْ --- للَّ كـــانْ افلكلوبْ وزالْ
الحـــــــــمدُ للهِ واصــــــــــلَحْ --- مـــــحمدْ الإمامْ وجمالْ
سيد أحمدْ مــــا زَلْ ولا شَــحْ --- ولاجــــارْ ولا مَلْ ولا مالْ

سيد أحمدْ مـــــــتعَدَّلْ تــعْدالْ --- الضَّامنْ فالهَمْ اعتِدالْ
امْعَ الشَّيخْ ودَلْ اعلَ افْــصالْ --- إعَـــــدَّلْ لـــــعيالْ وعَدَّلْ
فالتّـــعدالْ اعـــــــــليهْ الِّ دالْ --- وافْلفْصالْ اعليهْ الِّ دَلْ
الــــــــضَّامنْ والشَّيخْ ولــعْيالْ --- ابْـــشِ مـــتعَدَّلْ ما بدَّلْ
فـــفْصالْ ولاغَيَّرْ مُــــــــــــحالْ --- افْـــتعْدالْ اسْمَعْ مُعَدَّلْ
وإدلْ انُّ زاد امِّـــــنْ هَــــــونْ --- امَّــــابِي يـــــكون إعدَّلْ
شِ مـــــــــــتعدَّلْ وامَّابي كُونْ --- إعُـــــــودْ امنادمْ متعَدَّلْ

يوم 16 يونيو من العام 2003 م توفي سيدى أحمد - رحمة الله تعالى عليه - عمر مبارك موفور اليمن والخير...
فبارك الله فيما نجل.

قال القاضي سيلوم ولد المزروف في رثائه:
تولى من يــــــــــــــجل عن الرثاء --- لـــــعمري غير مملول الثواء
فخار الخمس في ديـــمان راقي --- بـــــــواذخ عز سيد الأولياء
لسيد أحمدْ ســــليل ايايَ سالت --- عــــيون المكرمات من البكاء
وفي صــــــــرح المروءة قد تبدى --- وصرح الـــــدين ثلم ذو جلاء
لقد شــــادت له الأسلاف مجدا --- تــــــــليدا لا يــــــكدر بالدلاء
لـــــــــمجد طـــــــارف يـبنيه دار --- بالاعــــــــراب المقدر والبناء
هــــــمام قارئ قــــــــــار وقور --- وتال في الصباح وفي المساء
حــــليم لا يحل حــــــــــباه جهل --- عــــــــزيز ماجدٌ رحب الفناء
يــــــــعاشرنا ويــــــــرعانا برفق --- وتـــــوجيه جـــــلي في خفاء
ويـــــــرأب رأيه الـــــسامي ثآنا --- فـــــيبرؤ داؤنا عـــــند الدواء
به نــــــلنا مــــــــــودة كــــل دان --- وأكـــــــــــسبنا مودة كل ناء
وحصر خلال هذا الشيخ صعب --- وفــــــي أبنائه خــــيرُ العزاء
فـــبعد أفـــــول ذاك البدر زانت --- نـــــــــجوم منهمُ أفق السماء
وبالـــــــــــخلفاء نرجو أن ينالوا --- مــــــناهم في المسرة والهناء
فــــذاك الـــبيت فــــــينا بيت عز --- مـــــــــــعم مخول باد العلاء
سقى ذاك الضريح ومن حواهم --- مـــــــكان ثم في العلياء شاء
عـــــــهاد رضى ورضوان وروح --- وريــــــــــحان بميمون انتهاء