التاريخ لا ينسى ولا يرحم.../ محمد عالي ولد امبخوخه
يقال ان الذباب قصير الذاكرة . الذبابة تعود دائما الى نفس اليد التى طردتها بعد اقل من اربع ثوان.
ترى هل يظن مهندسو التطبيع مع إسرائيل اننا شعب بلاذاكرة ؟ انهم يعودون فى كل مرة بنفس الوجوه القديمة معولين على اننا شعب بلا ذاكرة ؟.
التاريخ لا ينسى ولا يرحم. وسيذكر من فضل راحة الوظيفة وفخامة المنصب على المباديء وواجب الوفاء اتجاه شعب شقيق اغتصبت ارضه ظلما وعدوانا من قبل كيان عنصري استعماري .
التاريخ ايضا سيذكر أولئك الذين رفضوا وضع ايديهم فى الايادي الصهونية الخبيثة وتبعو اصوات الضمائر بدل صرير الامعاء. فتضررت مصالحهم ونكل بهم وطردوا من وظائفهم.
اليوم يعود الجدل من جديد حول تاريخ التطبيع المشين مع الكيان الصهيونى مع نفس الوجوه القديمة الجديدة ولكنها تطل هذه المرة من منبر المعارضة. وهو مايجد فيه خصوم المعارضة مناسبة لاتهامها بالخيانة والعمالة. تماما كما اتهمت المعارضة قبل النظام بالخيانة والعمالة .
ولكن وبعيدا عن الاتهامات المتبادلة والتوظيف السياسي للقضية والتركيز على الذين كان لهم اليد الطولى فى هندسة العلاقة مع إسرائيل...يجب ايضا ان لانسى ان هناك رجال صمدوا فى وجه الاغراء وسبحو بارادتهم عكس التيار العام حينها فدفعوا الثمن فى صمت وكبرياء ...
لم يكن السيد ابراهيم ولد محمد محمود ولد ابراهيم سوى مثال لهؤلاء الشرفاء فى زمن قل فيه الشرف واصبح فيه التمسك بالمباديء كالقبض على الجمر .....ابراهيم مثال للاطار الموريتاني الذي كان عليه ان يكابد ثمن وقوفه مع المبدء ...فى التسعينيات حين سقط النظام ومعظم اطره فى مستنقع الخيانة والتطبيع مع دويلة إسرائيل فتلطخت ايديهم بالغدر والعار .
السيد ابراهيم.......رفض السقوط الاخلاقى' المريع فى الوقت الذي تهافت فيه الكثيرون على تقبيل يد الصهاينة .
كانت لديه كل الاسباب لان لا يكون ممانعا فالرجل كان محاسب في عدة سفارات، فى السينغال وفى اليمن ثم الكويت ...وفى عام 2002 طلبت منه الادارة الالتحاق بالسفارة الموريتانية فى إسرائيل وهو مارفضه رفضا قاطعا ...رغم ترهيب الادارة وترغيبها .
كان يعرف انه سيدفع الثمن غاليا . وهو ماحدث بالفعل . تم تهميشه في الوظيفة العمومية بعد سنوات من الخدمة في العديد من السفارات. . فحتى بعد قطع العلاقات ظل الرجل تحت اكوام النسيان مع غيره من الجنود المجهولين فى هذا الوطن الذين يضحون بمصالحهم الخاصة من اجل المبدأ ويعيشون حياتهم بهدوء وبعيدا عن الاضواء دون ان نذكرهم بقليل من الاحترام والتقدير الذين هم اهل له.
تحياتى لابراهيم وأمثاله لقد رفعوا رؤوسنا فى زمن انخفضت فى الرؤوس. .